تحقيق أميركي في اختراق إيراني لإدارة بايدن

مشرعون جمهوريون يقولون أن جهاز الاستخبارات الإيراني تمكن بطريقة ما من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني المقيدة لوزارة الخارجية الأميركية، مما يعني أن إيران إما اخترقت النظام أو تم تمرير المعلومات من مصدر بشري.

واشنطن - كشفت صحيفة "واشنطن فري بيكون" أن مشرعين جمهوريين بدأوا تحقيقا حول اختراق الحكومة الإيرانية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإمكانية حصولها على معلومات حساسة.

ووفقًا لخطاب أرسله الجمهوريون في الكونجرس إلى البيت الأبيض الأربعاء الماضي، فإن إيران خلال الأشهر القليلة الماضية، تمكنت من الوصول إلى "رسائل البريد الإلكتروني أو الخوادم الحكومية الأميركية المقيدة التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية".

وقال المشرعون أن سلسلة التسريبات التي ظهرت في وسائل الإعلام الإيرانية التي تسيطر عليها الدولة، "تشكل خرقًا أمنيًا كبيرًا للحكومة الأميركية من قبل خصم أجنبي" ويمكن أن تشير إلى وجود جاسوس داخل إدارة بايدن، وفقًا للنائب كيفن هيرن وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، وجو ويلسون الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا، والسناتور بيل هاجرتي الجمهوري من ولاية تينيسي.
وتتولى لجنة الدراسة وهي أكبر تجمع جمهوري في الكونجرس التعامل مع التحقيق، وقد يجبر إدارة بايدن على الاعتراف بأن إيران اخترقت شبكات أميركية حساسة.

ويأتي التحقيق في أعقاب تقرير صادم نشرته سيمافور الثلاثاء، الماضي يعرض تفاصيل شبكة دعاية واسعة مرتبطة بالنظام المتشدد في طهران.
 وزعم التقرير أن هذه الشبكة المعروفة باسم "مبادرة خبراء إيران"، تضم المسؤول الكبير في البنتاغون أريان طباطبائي، فضلاً عن "أكاديميين خارجيين مؤثرين" آخرين قدموا تقاريرهم إلى وزارة الخارجية الإيرانية وساعدوا في التأثير على حوار طهران مع صانعي السياسة الأميركيين.
ومن بين الأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم أعضاء في الشبكة التي تديرها الحكومة الإيرانية، مساعدون سابقون للمبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، الذي تم إيقافه عن العمل في وقت سابق من هذا العام بتهمة سوء التعامل مع معلومات سرية.

مشرعون غاضبون لأن أعضاء الكونجرس حصلوا على معلومات من صحيفة طهران تايمز أكثر مما حصلوا عليه من إحاطات الحكومة الأميركية

وفي أغسطس/آب الماضي، عندما تم الإعلان عن تعليق عمل مالي، نشرت صحيفة "طهران تايمز"، التي يسيطر عليه النظام الإيراني، تقارير تحتوي على ما بدا أنها وثائق حكومية أميركية حساسة، بما في ذلك رسالة داخلية "حساسة ولكن غير سرية" لوزارة الخارجية تزعم أنها توضح السبب وراء تعليق عمل مالي وإلغاء التصريح الأمني له.
وبعد شهر واحد فقط، نشرت الصحيفة تسجيلا صوتيا لمنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، يناقش في اجتماع خاص ما وصفته رسالة المشرعين بـ "خيارات الأمن القومي تجاه إيران".

وكتب المشرعون في رسالتهم إلى الكونجرس، أن كلا التسريبين يحملان بصمات عملية استخباراتية إيرانية و"قد يشيران إلى أن جهاز الاستخبارات الإيراني تمكن بطريقة ما من الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني المقيدة لوزارة الخارجية الأميركية". ويتم التحكم في الوصول إلى هذه الشبكات عن كثب، مما يعني أن إيران إما اخترقت النظام أو تم تمرير المعلومات من مصدر بشري.

وقال المشرعون "قد يعني هذا أن موظفي الحكومة الأميركية سربوا وثائق حكومية مقيدة وحساسة، وأي من الاحتمالين يثير القلق الشديد."
كما أعربوا عن غضبهم من إدارة بايدن لتجاهلها "التحقيقات المتكررة في الكونجرس حول الظروف التي أدت إلى تعليق التصريح الأمني للمبعوث الخاص لإيران روبرت مالي". ويقولون أن أعضاء الكونجرس "حصلوا على معلومات من صفحات صحيفة طهران تايمز أكثر مما حصلوا عليه من إحاطات الحكومة الأميركية".

وقال السيناتور هاجرتي "من المثير للصدمة أن صحيفة طهران تايمز، الذراع الدعائي للنظام الإيراني الذي يرعى الإرهاب، حصلت بطريقة أو بأخرى على وثائق داخلية حساسة لوزارة الخارجية حول تعليق التصريح الأمني للمبعوث الخاص روب مالي".

وأضاف في تصريح لصحيفة "واشنطن فري بيكون"، "يجب على إدارة بايدن أن تشرح كيف حدث ذلك، خاصة بعد التقارير الإخبارية الأخيرة حول كيفية تورط مسؤولي الإدارة الحالية والمقربين منهم بشكل مباشر في ما يسمى بمبادرة خبراء إيران، وهي شبكة نفوذ أجنبي يديرها النظام الإيراني وتعمل في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم."

ويطلب هاغرتي وزملاؤه من البيت الأبيض التحقق فيما إذا كانت التسريبات المتكررة حقيقية و"وصف الخطوات التي تتخذها الإدارة لمنع المزيد من تسرب المعلومات إلى النظام الإيراني".

ويطالبون الإدارة أيضًا أن تشرح ما إذا كان مالي قد تمكن من الوصول إلى أي من الوثائق والمعلومات الحساسة التي وصلت إلى صحيفة طهران تايمز، وهو الكشف الذي يمكن أن يوفر بعض الوضوح حول سبب إيقاف الدبلوماسي عن وظيفته.

وقال النائب جو ويلسون "من المثير للقلق أن النظام الإرهابي في إيران ربما يعرف المزيد عن القضايا الخاصة بروب مالي أكثر من الكونجرس". وأضاف: "من الضروري أن تشرح الإدارة للكونجرس ما يجري خاصة في ضوء التقارير التي وردت بشأن علاقة إيران الوثيقة مع عدد من مسؤولي إدارة بايدن".