تحقيق في حادثة عري صادمة للمصريين على 'خوفو'

النيابة المصرية تفتح تحقيقا في قيام مصور دنماركي بنشر فيديو يظهر فيه مع صديقته وهما عاريان على قمة الهرم الأكبر بالجيزة.
أعمال اندرياس هيفيد تنتمي الى 'فن العري'

القاهرة - فتحت النيابة العامة المصرية تحقيقا في قيام مصور دنماركي بنشر شريط فيديو يظهر فيه مع صديقته وهما يتسلقان الهرم الأكبر بالجيزة ليلا ويلتقطان صورا وهما عاريان على قمته، حسب ما أكد الثلاثاء مسؤول بوزارة الآثار.
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن "النيابة العامة تحقق في واقعة المصور الدنماركي وصحة ما نشره من صور وفيديو حول تسلقه الهرم".
وتابع وزيري "ننتظر النتائج من النائب العام وإذا ثبتت إدانته، سيلاحق قضائيا فقد ارتكب جُرما عظيما .. إنه الهرم".
وفي الثامن من كانون الأول/ديسمبر نشر مصور دنماركي يدعى اندرياس هيفيد شريط فيديو على موقع يوتيوب بعنوان "تسلق الهرم الأكبر بالجيزة" حصد أكثر من اثنين ونصف مليون مشاهدة حتى الآن.

  ننتظر النتائج من النائب العام وإذا ثبتت إدانته، سيلاحق قضائيا فقد ارتكب جُرما عظيما .. إنه الهرم 

وعلى الموقع الالكتروني الذي يحمل إسمه، يعرض المصور الدنماركي أعماله التي يقول انها تنتمي الى "فن العري".
وكتب هيفيد في وصفه للفيديو "في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر تسلقنا أنا وصديقتي الهرم الأكبر في الجيزة (خوفو)، وخشية ضبطنا من الحراس لم أقم بتصوير ساعات عديدة من التسلل حول المنطقة التي قادتنا إلى التسلق".
وحذف هيفيد، لاحقًا الصور والمشاهد الجنسية التي صورها مع صديقته أعلى قمة الهرم الأكبر "خوفو" بالجيزة، من صفحاته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي انستغرام وفيسبوك وقناته على يوتيوب.
وخصص أندرياس هفيد في السابق قسمًا كاملاً من موقعه على الانترنت لهذا النوع من الفن العاري، وعرض فيه بفخر مغامراته حول العالم في الأماكن الشاهقة والتاريخية والاثرية. 

وأثار شريط الفيديو غضب المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب مستخدم على موقع تويتر "حضارة سبعة الآف سنة تحولت إلى غطاء سرير".
وكتب مستخدم آخر، بعد أن وضع صورة قديمة لأحد الأشخاص يصلي على قمة الهرم الأكبر "حين كنّا على القمة" وفي المقابل وضع صورة هيفيد وصديقته عراة وعلّق "وسقطنا جميعا في الهاوية".
وقال مستخدم ثالث في تغريدة "يريدون تحطيم عزة المصريين واعتزازهم بأنفسهم لأن الهرم يعكس شموخ وعظمة الشعب المصري".
وقال حسان بلهجة حازمة "فليعلم العالم ويرى، ويشهد التاريخ بأن تلك هي أخلاق المجتمعات الغربية المروجة للانحلال الأخلاقي وللإباحية".
وقال كمال "هو احنا نتعب نفسنا بالرد عليهم ليه هما اساسا كده مع بعض شيء طبيعي الحمد لله على نعمة الإسلام".
وغرد "الرحال" "الله يستر من الجاي قمة الاستهتار من الغرب، بلادهم ماكفتهم لنشر الفساد فأتوا الى بلاد العرب".
وطالب نشطاء بوقف تلك "المهازل" من قبل السياح وتطبيق القانون على الجميع.
في حين اعتبر البعض الاخر انه وقع تضخيم واقعة التعري وشحنها بأبعاد دينية وأخلاقية والحال أنه سائح اجنبي من دولة معروفة بتحررها الكبير وان الواقعة كانت عادية من وجهة نظره وقام بها على حسن نية ولم يكن القصد منها اهانة المصريين.
وذهب قلة من الناشطين الى ابعد من ذلك وطالبوا باستغلال الفيديو الاباحي للتشجيع على السياحة في مصر.
وكتب مغرد يحمل الاسم المستعار "فول على طول" -اية الحكاية ؟ أقل حاجة تهز مصر.. من يومين فقط مصر اهتزت من فستان رانيا يوسف والنهاردة مصر اتهزت من فيلم مدتة 3 دقائق ويمكن يكون مفبرك حتى لو كان حقيقي ماذا سيحدث لمصر ؟ يبدو أن مصر مهزوزة حتى من غير سبب . الغريب أن أعلى نسبة تحرش وزنا محارم ورشوة وسرقات وقتل موجودة في بلاد الايمان دون أن تهتز ...اهتزت فقط من فستان وفيديو تعري، ربنا يشفيكم.

واثار ظهور الممثلة المعروفة رانيا يوسف بفستان وصف بالفاضح في ختام مهرجان القاهرة السينمائي موجة من الغضب والاستياء في صفوف المصريين.
وعلق اخر "واضح أن مصر وكل الدول على شاكلتها مثل زعزوعة القصب ومجرد هبوب رياح بسيطة تطيح بها ....متى تخجلون؟".
وتمنع السلطات المصرية تسلق الأهرامات. وفي العام 2016 قررت مصر منع سائح ألماني من دخول البلاد مدى الحياة بعدما تسلق الهرم الأكبر، والتقط صوراً وفيديوهات من أعلى قمته، رغم علمه بأن هذا ممنوع وفق القانون المصري.
وقال المصور الدنماركي معقباً على الضجة الكبيرة التي تسبب فيها إنه "آسف لغضب الكثيرين، لكنها قصة تستحق أن نتذكرها". واضاف "إن الصورة استفزت بعضهم وهذا واضح، ولكن ما جرى انتصار للمصريين الأكثر تحررا". 
وأكد أندرس فيد أنه تلقى رسائل مصرية مشجعة، مستبعداً أن يؤدي ذلك إلى أزمة شبيهة بأزمة الرسوم الكاريكاتورية، وقال: "الأهرامات ليست رمزاً دينياً إسلامياً، ولا يمكن أن تكون قضيتي شبيهة بتلك الرسوم".

 اندرياس هيفيد
'سقطنا جميعا في الهاوية'

وركزت صحافة بلده على "تهديدات بالموت" تلقاها من معلقين مصريين. 
وقال المصور المثير للجدل في وسائل اعلام محلية: "في الواقع أعتقد أن اهتمام المصريين القليل بالأهرامات مثير للدهشة، هي مهمة لمصر لكنني استغربت من انتشار القمامة في منطقة الأهرامات، والعديد من الأماكن الاثرية، لهذا فان تقديرهم لآثارهم قليل".