تحويل الصحراء المغربية إلى قطب متميز ينهي أوهام الانفصاليين

وزير الخارجية المغربي يؤكد ان اقليم الصحراء باعتباره ملتقى تجاريا هاما بين بلاده وعمقه الإفريقي، سيتحول إلى مركز متميز للتعاون لدول 'جنوب جنوب'.

الرباط - تتواصل الجهود المغربية في دعم التنمية باقليم الصحراء وذلك في اطار سعي المملكة لتفويت الفرصة على كل الاطراف التي تريد استغلال ادعاءات غياب التنمية في الاقليم لدعم دعوات الانفصال التي تقودها اساسا جبهة البوليساريو بدعم خارجي.
وفي هذا الاطار قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الثلاثاء، إن إقليم الصحراء باعتباره ملتقى تجاريا هاما بين بلاده وعمقه الإفريقي، سيتحول إلى قطب (مركز) متميز للتعاون لدول "جنوب جنوب" (الدول النامية). 
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير عقب مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير التكامل الإفريقي والمغتربين الإيفواري "علي كوليبالي"، بالعيون (كبرى مدن إقليم الصحراء)، على هامش افتتاح قنصلية لجمهورية كوت ديفوار، حسب بيان للوزارة.
واعتبر بوريطة أن إقليم الصحراء المتنازع عليه بين بلاده و"جبهة البوليساريو"، "ملتقى تجاري هام، وقطب للتعاون جنوب جنوب، فضلا على أنه صلة الوصل بين المغرب وعمقه الإفريقي". 
ولفت الوزير المغربي إلى أن هذا الواقع "تكرس بفتح عدة تمثيليات دبلوماسية لبلدان شقيقة وصديقة". 
وكانت قنصلية جمهورية كوت ديفوار تعد خامس تمثيلية دبلوماسية يتم افتتاحها بالعيون، بعد قنصليات جزر القمر المتحدة، والغابون وساو تومي وبرنسيبي وجمهورية إفريقيا الوسطى. 
وبذلك خسرت جبهة البوليساريو معركة دبلوماسية وسياسية جديدة مع تنامي عزلتها دبلوماسيا وانحسار خياراتها وتفكك دعاية التضليل التي كانت تروج لها في المنابر الدولية وتآكل الدعم والإسناد الخارجي الذي كانت تحظى به من بعض الدول الإفريقية.
وحاولت جبهة البوليساريو استغلال الفراغ الاممي لتصعيد خطابها مع تنامي عزلتها حيث فال عبدالقادر طالب عمر ممثل البوليساريو لدى الجزائر الداعمة والحاضنة الأساسية للانفصاليين أنه لم يعد أمام الجبهة من خيار إلا العودة لتبني العمل المسلح، مضيفا في تصريحات أدلى بها قبل اسبوعين لوكالة الأنباء الروسية 'سبوتنيك'  إنّ "خيار الكفاح المسلح يبقى قائما والصحراويون مطالبون بإعداد قوتهم وتحضيرها لأن خيار الكفاح المسلح يبقى دائما مطروحا ويمكن اللجوء إليه عند الحاجة في حال فشل كل الحلول السياسية".

لا مستقبل للصحراء المغربية الا تحت سيادة الرباط
لا مستقبل للصحراء المغربية الا تحت سيادة الرباط

لكن مبررات البوليسارو للتصعيد انهارت بعد ان تحدث دبلوماسيون الاسبوع الماضي عن قرب تعيين وزير الخارجية السلوفيني ميروسلاف لايتشاك مبعوثا خاصا للأمم المتحدة الى الصحراء المغربية بعد استقالة الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر منه لأسباب صحية نهاية مايو/ايار الماضي.
وتعيش جبهة البوليساريو حالة من التخبط منذ ان أعلنت دول افريقية افتتاح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة وسحب دول أخرى الاعتراف بالكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية العربية الصحراوية في وقت أعلن فيه المغرب توافقه مع الاتحاد الأوروبي على مسار الحل السلمي وفقا للجهود الأممية وضمن حدود السيادة والثوابت الوطنية المعلنة.
وتلويح الانفصاليين بالعودة للحرب يأتي على وقع إنهاء المغرب للفراغات التشريعية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية للمملكة بما يشمل مجالاتها البحرية في الأقاليم الجنوبية.
وسبق للجبهة أن انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة كما أقدمت على خطوات تصعيدية بنقل مقرات لداخل المنطقة وهي انتهاكاتها تصدت لها الرباط حينها بتحرك دبلوماسي لدى المنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي، مؤكدة في الوقت ذاته أن التزامها بالمواثيق والقانون الدولي لا يعني ضعفا أو تهاونا في مواجهة تلك الخروقات.
ويبدو أن البوليساريو لم تجد من سبيل للتشويش على الجهود التي يبذلها المغرب لإحداث نقلة نوعية في صحرائه من خلال حزمة مشاريع تنموية على طريق تحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب عالمي للاستثمار، إلا بافتعال ضجيج المراد منه في النهاية تعطيل مسار التنمية. ياستغلال حجة الفراغ الاممي الذي يبدو انه سينتهي قريبا بتعيين الوزير السلوفيني وبالتالي تهاوي دعاوي البوليساريو.
وتتمسك البوليساريو بمطلب تقرير المصير فيما اقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته وهو اقتراح لقي ترحيبا دوليا بوصفه حلا للأزمة وإنهاء للنزاع المستمر منذ عقود.
وسبق لوزير الخارجية المغربي أن أوضح أن"الحكم الذاتي مطابق مائة بالمائة لمبدأ تقرير المصير وهذا الأخير لا يعني قطعا الاستفتاء أو الاستقلال وإنما يعني حلا في إطار الحكم الذاتي".
وأكد كذلك أن "الشرعية موجودة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وليس فوق الأراضي الجزائرية لأن 80 بالمائة من ساكنة الصحراء توجد بأقاليمنا الصحراوية".
ووحدة المملكة المغربية وسيادتها على كل شبر من أراضيها خط أحمر ومن الثوابت الوطنية غير قابلة للتفاوض أو المساومة.