تخلي ترامب عن الأكراد يهزّ الجمهوريين أكثر من حملة لعزله

ترامب بات يواجه تمردا داخل معسكره وانتقادات حادة بعد قراره سحب قواته من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ما اعتبره شق واسع من الجمهوريين خيانة للأكراد حلفاء واشنطن في الحرب على داعش.

ترامب ينصرف لحملته الانتخابية على وقع فضيحة أوكرانيا غايت
الاستحقاق الرئاسي المقبل يشكل متنفّسا لترامب بعد أسبوعين حافلين بالمشاكل
ترامب يحشد في مينيسوتا معقل لليبراليين ضد 'اليسار المتطرف'

واشنطن - لم يتخل الجمهوريون عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين أطلق الديمقراطيون حملة لعزله بتهم انتهاك الدستور بعد ممارسته ضغوطا على نظيره الأوكراني للتأثير على حظوظ منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020، إلا قلّة من معسكره أدانت سلوكه.

لكن ترامب بات يواجه انتقادات حادة داخل معسكره وتمردا بعد قراره سحب قوات أميركية من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ما اعتبره شق واسع من الجمهوريين خيانة للأكراد حلفاء واشنطن في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

ونفى ترامب تخليه عن قوات سوريا الديمقراطية وحذّر تركيا من تجاوز الحدود في العملية العسكرية التي أطلقتها الأربعاء في شمال سوريا.

وينصرف الرئيس الأميركي اليوم الخميس إلى التركيز على حملته للانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2020، محاولا تجنب وطأة تحقيق يرمي إلى عزله وتمرّد يواجهه داخل حزبه الجمهوري.

وسيلتقي ترامب الآلاف من المناصرين الأشد ولاء له في ملعب كرة سلة في مينيابوليس.

وتعتبر مدينة مينيسوتا معقلا لليبراليين، ما يتيح لترامب الاسترسال في إطلاق تحذيراته من سيطرة اليسار المتطرف على الولايات المتحدة.

ومن المرجّح أن يهاجم في التجمّع، النائبة اليسارية عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر وهي أميركية من أصل صومالي تواجه معارضة شديدة في صفوف مناصريه اليمينيين.

والجمعة سيحمل ترامب شعار "إعادة العظَمة لأميركا" إلى لويزيانا، بينما يشكل التركيز على الاستحقاق الرئاسي المقبل متنفّسا له بعد أسبوعين حافلين بالمشاكل في واشنطن.

ويتّهم الديمقراطيون ترامب باستغلال منصبه طوال ولايته وقد أطلقوا مؤخرا تحقيقا يرمي إلى عزله على خلفية سعيه للضغط على أوكرانيا لغايات انتخابية.

وقد اتهموه بممارسة الضغوط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإعادة فتح تحقيق بحق جو بايدن المرشّح الديمقراطي الأوفر حظا لمواجهته في الاستحقاق الرئاسي المقبل وذلك على خلفية قضية فساد قُوّضت مصداقيتها إلى حد بعيد.

ووجّه الرئيس الأميركي انتقادات حادة للتحقيق ورفض التعاون معه وسعى إلى تحويل الفضيحة إلى وسيلة لشد عزيمة حملته الانتخابية.

لكن التأييد الشعبي للتحقيق الرامي إلى عزله يتزايد، وقد أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة "فوكس نيوز" المقرّبة من معسكر ترامب أن 51 بالمئة من الأميركيين يؤيدون عزله.

وفي رد فعل على نتائج الاستطلاع هاجم ترامب معدّيه ووصفهم بأنهم "فاشلون".

ومن المرجّح أن يصوّت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على عزل الرئيس في الأشهر المقبلة، على الرغم من اقتناع الأكثرية بأن مجلس الشيوخ ذا الغالبية الجمهورية لن يدين ترامب ولن يصادق على عزله.

ويقول ترامب إنه لم يمارس أي ضغوط على نظيره الأوكراني في المكالمة الهاتفية التي جرت في 25 يوليو/تموز بل اقترح بكل بساطة ملاحقة الفساد.

وتلقى الخميس دعما من زيلينسكي الذي قال للصحافيين "لم يحصل أي ابتزاز".

ويعتبر الديمقراطيون أنه نظرا للفارق الكبير في موازين القوى بين ترامب وزيلينسكي، لم يكن الأول مضطرا لتوجيه تهديدات صريحة وأن مجرّد طلبه "خدمة" من نظيره الأوكراني كان كافيا ليعد ذلك ممارسة ضغوط.

والأربعاء ألقى بايدن خطابا ناريا دعا فيه إلى عزل ترامب متّهما إياه بـ"خرق الدستور"، فيما أوردت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الخميس أنه تم توقيف شخصين من أصل أوكراني مرتبطين بالمحامي الشخصي لترامب رودي جولياني الذي تطاوله الاتهامات في القضية وذلك بشبهة خرق قواعد تمويل الحملات.

ولم تؤد الفضيحة إلى تراجع ملموس في حجم التأييد لترامب في صفوف الحزب الجمهوري حيث انقلبت عليه قلّة قليلة من أعضائه البارزين في مجلس الشيوخ وأدانت سلوكه.

لكن غضبا عارما غير اعتيادي انفجر هذا الأسبوع في أوساط الحزب على خلفية قرار ترامب التخلي عن حلفاء بلاده الأكراد في سوريا الذين يتعرّضون لهجوم تشنّه تركيا، الحليفة للولايات المتحدة.

ويدرج ترامب سحبه لعدد قليل من القوات الأميركية من شمال سوريا في إطار تعهّده إخراج بلاده من حروب الشرق الأوسط.

لكن الانسحاب يعطي عمليا تركيا ضوء أخضر لشن هجوم عابر للحدود ضد القوات الكردية التي قاتلت سابقا إلى جانب القوات الأميركية تنظيم الدولة الإسلامية.

ولا يخفي جمهوريون بارزون تمرّدهم على ترامب على خلفية ما اعتبروه خيانة لحلفاء الولايات المتحدة.

وحاول الرئيس الأميركي الأربعاء تبرير موقفه مصرّحا للصحافيين بأن الأكراد لم يكونوا دوما حلفاء للولايات المتحدة، قائلا إنهم "لم يساعدونا في معركة النورماندي" إبان الحرب العالمية الثانية.

ويقول الأكراد إن حصيلة قتلاهم في المعارك التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بلغت 11 ألف شخص.

ووصف السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام موقف الإدارة الأميركية بأنه "تخل مخز" عن الأكراد.