تدابير إضافية صارمة في البلدان العربية لاحتواء كورونا

مصر تغلق المطاعم والمقاهي والملاهي والنوادي الليلية والمراكز التجارية والأردن يعزل العاصمة عن بقية المدن وبلدان المغرب العربي تسجل ارتفاعا طفيفا في عدد الحالات المصابة بالفيروس.

القاهرة – شددت دول عربية اليوم الخميس إجراءاتها لمنع تفشي فيروس كورونا الذي يجتاح العالم باتخاذ تدابير إضافية لحماية المواطنين، حيث أغلقت مصر الأماكن العامة وحددت توقيت فتحها أما الأردن فقد اختار عزل العاصمة عمان عن بقية المدن وفرض حظر تحت قيادة الجيش، فيما أعلنت بلدان أخرى تسجيل حالات إصابة جديدة بالفيروس المستجد.

وقال مجلس الوزراء المصري في بيان الخميس إنه قرر غلق المقاهي والمطاعم والملاهي والنوادي الليلية والمراكز التجارية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا حتى 31 مارس/آذار، وذلك بهدف مكافحة انتشار كورونا.

وأضاف أن القرار لا يسري على المخابز ومحال البقالة والصيدليات والسوبر ماركت سواء المتواجدة بالمراكز التجارية أو خارجها.

وسجلت مصر حتى الآن 210 إصابات بفيروس كورونا بينها ست حالات وفاة.

 وفي الأردن قال شهود ومسؤولون إن الجيش عزل العاصمة عمان الخميس عن بقية أنحاء البلاد حيث فرض إغلاقا على سكانها البالغ عددهم عشرة ملايين بهدف مكافحة انتشار فيروس "كوفيد-19".

وبدأت نقاط التفتيش العسكرية على المداخل الرئيسية لعمان في فرض حظر يسمح فقط بدخول السيارات التي تنقل سلعا أساسية أو أفرادا يحملون تصريحا بالعمل من محافظات أخرى.

وقال المتحدث باسم الجيش العميد الركن مخلص المفلح لوسائل إعلام أردنية رسمية إن هذه الإجراءات تهدف للحد من انتشار الفيروس.

ولم تعلن الحكومة حتى الآن حظر تجول رسميا لكنها طلبت من السكان البقاء في المنازل والخروج فقط في حالات الضرورة. وهددت قوات الأمن مخالفي القواعد بالسجن.

تا
فحص المواطنين في مصر متواصل لحصر انتشار الفيروس

وأقر العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الثلاثاء حالة الطوارئ التي تمنح رئيس الوزراء عمر الرزاز سلطات أوسع بعد ساعات من بدء انتشار الجيش على الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى العاصمة والمدن الكبيرة في أنحاء المملكة.

وقال مسؤولون إن القانون، الذي يطبق في أوقات الحرب والكوارث، ضروري لإتاحة الفرصة لاتخاذ قرارات مهمة تتعارض مع الحريات السياسية والمدنية في الأوقات العادية مثل فرض حظر للتجول ونشر الجيش في المدن.

وأغلق الأردن حدوده البرية والبحرية مع سوريا والعراق ومصر وإسرائيل وعلق كافة رحلات الطيران القادمة والمغادرة منذ يوم الثلاثاء باستثناء النقل التجاري جوا وبرا.

وأغلقت معظم المتاجر أبوابها الأربعاء قبيل قرار حكومي بإغلاق المراكز التجارية والمتاجر باستثناء محال البقالة والصيدليات. وفي وقت لاحق أغلقت الشرطة المتاجر التي لم تمتثل لقرار الحكومة.

وقال وزير الصحة سعد جابر إنه يتوقع ارتفاع عدد الحالات المؤكدة بالفيروس عن العدد الحالي وهو 56 حالة قبيل بدء سريان إجراءات احتواء الفيروس.

وفرض الأردن حجرا صحيا على أكثر من خمسة آلاف شخص وصلوا في الآونة الأخيرة من الخارج.

وشملت الإجراءات المتخذة في الأيام الماضية إغلاق المدارس ووقف النقل العام والصلاة في المساجد وحث موظفي القطاعين العام والخاص على البقاء في المنزل.

وفي الجارة فلسطين أعلنت الحكومة اليوم الخميس اكتشاف ثلاث حالات إصابة جديدة بالفيروس في الضفة الغربية.

وصرح الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، في مؤتمر صحفي في رام الله، بأن حالات الإصابة الجديدة لطالبتين جامعيتين من القدس ورام الله قادمتين من فرنسا، إضافة إلى آخر من نابلس.

وأضاف ملحم أنه باكتشاف الإصابات الثلاث ارتفع إجمالي العدد في الضفة الغربية إلى 47 حالة.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أعلن أمس اتخاذ إجراءات مشددة جديدة التزاما بحالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية في مواجهة فيروس كورونا.

وقال اشتية إنه تقرر على ضوء الإصابات الجديدة في محافظة بيت لحم وبعض المناطق الأخرى، منع التنفل داخل مدن بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور من مساء اليوم.

وطلب اشتية من سكان المدن الثلاث عدم مغادرة منازلهم "من أجل حصر الحالات المصابة وعدم انتشارها، كما يُمنع الدخول والخروج من وإلى محافظة بيت لحم".

وفي لبنان المجاور أربك انتشار فيروس كورونا يوميات السكان بمختلف شرائحهم، وقلبها رأسا على عقب، في ظل تدابير حكومية صارمة لمواجهة الوباء.
وحتى صباح الخميس، أعلنت السلطات اللبنانية وفاة 4 أشخاص، وإصابة 139 آخرين بالفيروس.
والتزمت معظم المدن والقرى وبشكل شبه كامل بالإقفال وعدم التجول إلا للضرورة، تنفيذا لخطة الطوارئ الصحية التي أقرتها الحكومة الأحد الماضي لمكافحة كورونا والحد من انتشاره.
ودفعت هذه الحالة المستجدة، باللبنانيين إلى تغيير عاداتهم اليومية وسلوكياتهم مرغمين بعد أن تراخى البعض في تقدير خطورة الوضع في الأيام الأولى بسبب تزايد التحذيرات من تداعيات الفيروس على صحتهم.
ووسعت الحكومة نطاق القيود المفروضة منذ الأحد على المواطنين، كما قررت إغلاق جميع المرافئ البحرية والبرية والجوية، لمدة 11 يوما.

وعلى الضفة الشرقية من المتوسط يكافح المغرب وتونس والجزائر أيضا للسيطرة على الوضع في ظل متابعة حثيثة للانتشار المخيف للفيروس في أوروبا القريبة جدا.

وأعلنت وزارة الصحة المغربية اليوم الخميس تسجيل أربع إصابات جديدة بالفيروس ليرتفع الاجمالي إلى 58 حالة في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان صحفي إن 271 حالة مشتبه في إصابتها قد أخضعت للفحوصات المختبرية الضرورية قبل أن تأتي النتائج سلبيّة.

وكانت السلطات المغربية دعت عموم المغاربة والمقيمين إلى تقليص تحركاتهم إلى أدنى حد والبقاء في المساكن.

ال
تونس فرضت حظرا للتجول ليلا وتقليص الحركة نهارا لمنع تفشي الفيروس

من جهتها أعلنت وزارة الصحة الجزائرية الخميس تسجيل ثامن وفاة بفيروس كورونا، و10 حالات جديدة ليرتفع بذلك العدد إلى 82 إصابة.
وفي وقت سابق ذكرت الوزارة أن 32 من المصابين تماثلوا للشفاء.
وبحسب المصدر نفسه، فإن محافظة البليدة جنوب العاصمة، التي تعد بؤرة الفيروس، سجلت وحدها 51 حالة من إجمالي الإصابات.
والثلاثاء، أعلن الرئيس عبدالمجيد تبون، حزمة قرارات لمحاصرة انتشار الفيروس، منها الغلق الكامل للحدود البرية، ومنع التجمعات، وتوفير كمامات الوقاية، ودعم المستشفيات بالآلاف من أسرّة الإنعاش.

وفي تونس، قالت مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة في وزارة الصحة نصاف بن علية، إنه تم تسجيل 10 إصابات جديدة بالفيروس ليرتفع العدد الإجمالي إلى 39.

وأوضحت بن علية في مؤتمر صحفي أنه تم تعافي أول مصاب بكورونا في البلاد التي فرضت حظرا للتجول منذ الأربعاء، مشيرة إلى أن الإصابات "لـ 25 حالة وافدة من خارج البلاد، و14 محلية".
ولفتت إلى أن "مجموع من تم إخضاعهم للحجر الصحي بلغ 8787 مشتبها فيه، 5628 منهم أتموا الفترة، و3159 لا يزالون تحت المراقبة الصحية".
وحتى صباح الخميس، أصاب كورونا قرابة 220 ألفا في 176 بلدا وإقليما، توفي أكثر من 8970، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي، دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.