تداعيات التدخل التركي تكرس التوتر في قره باغ
باكو- لا تزال تداعيات التدخل التركي في إقليم ناغورني قره باغ تخيم على النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في تلك المنطقة الحساسة من جنوب القوقاز، ما يجعل التوتر قائما بين الطرفين لاسيما وأن الهدنة الموقعة تحت التهديد العسكري لم تنجح في إنهاء الخلاف بعد أن تم خرق وقف إطلاق النار.
وفي هذا الإطار أعلنت أذربيجان الثلاثاء أنّ الجيش الأرميني انتهك وقف إطلاق النار القائم بين البلدين، قرب المنطقة الحدودية.
وبحسب بيان خدمة الحدود الأذربيجانية وقع انتهاك وقف إطلاق النار عند الساعة 05:00 بالتوقيت المحلي، عندما فتح جنود أرمينيون النار على الجنود الأذربيجانيين قرب قرية "أسكي بره" التابعة لمحافظة غازاه.
وأشار البيان إلى أنّ الجنود الأرمينيين فتحوا النار 20 مرة بواسطة بندقية آلية.
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي أطلق الجيش الأذربيجاني بدعم تركي عملية عسكرية ضد القوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ للسيطرة على "أراضيه المحتلة في الإقليم، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية، وفق السلطات الأذربيجانية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، استعادت على إثره باكو السيطرة على مناطق شاسعة من الإقليم كانت تحت سيطرة الأرمن منذ التسعينات.
وأدان المجتمع إرسال تركيا لمئات المقاتلين المرتزقة من سوريا إلى قره باغ لدعم القوات الأذربيجانية، رافضة كل الدعوات بوقف التدخل العسكري لإفساح المجال أمام مساعي وقف إطلاق النار.
وانتقدت الدول التي تتقاسم قيادة مجموعة مينسك أنقرة، قائلة إنها لم تعمل على حل الصراع المستمر منذ أمد طويل رغم عقود من الوساطة. وتضم قيادة مجموعة مينسك كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
وشهدت منطقة ناغورني قره باغ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعنف اشتباكات جدت بين أرمينيا وأذربيجان منذ التسعينات، ما خلف مئات القتلى والجرحى وأجبر آلاف السكان على مغادرة منازلهم فرارا من القصف العنيف.
وأقرت يريفان بالهزيمة في الحرب العنيفة ضد باكو بتوقيعها مساء الاثنين اتفاقا "مؤلما" لوقف النار في إقليم ناغورني قره باغ، ما أثار غضبا شعبيا واسعا في أرمينيا، فيما حققت القوات الأذربيجانية تقدما ميدانيا بعد ستة أسابيع والقتال الدامي.
ورغم سيطرة أذربيجان على عدة مناطق من الإقليم واتفاق الطرفين على وقف نهائي للحرب، إلا أن أنقرة استمرت بعد ذلك في إشعال نار الفتنة بين الطرفين، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الشهر الماضي خلال زيارة رسمية إلى باكو، إن "تخليص أذربيجان أراضيها من الاحتلال لا يعني أن الكفاح انتهى. فالنضال في المجالين السياسي والعسكري سيستمر الآن على العديد من الجبهات الأخرى".
وأضاف آنذاك خلال الزيارة لحضور الاحتفالات الوطنية بمناسبة انتصار أذربيجان، إن "حرية قره باغ ستكون بداية عهد جديد".
ويخضع وقف إطلاق النار في قره باغ إلى مراقبة مشتركة بين أنقرة وموسكو.