تدخلات إيرانية تؤجج الفتنة الطائفية في نيجيريا

مطالبة إيران بالإفراج عن رجل دين شيعي ونقله لطهران للعلاج تفاقم التوتر بين قوات الأمن النيجيرية وأنصار إبراهيم زكزكي الذي يطالب بثورة إسلامية على غرار ثورة الخميني.

مقتل 20 شخصا من أنصار جماعة شيعية نيجيرية تدعمها إيران
إيران تسعى للتمدد في افريقيا من بوابة نيجيريا
نيجيريا تعاني من إرهاب بوكوحرام السنّية وجماعة زكزكي الشيعية
مواجهات دموية بين الأقلية الشيعية وقوات الأمن النيجيرية

أبوجا - تصاعد التوتر في نيجيريا بين الأقلية الشيعية وقوات الشرطة في العاصمة أبوجا، مسفرا عن سقوط 20 قتيلا على الأقل من أنصار الحركة الإسلامية التي يتزعمها رجل الدين الشيعي النيجيري المعتقل إبراهيم زكزكي وذلك على اثر مطالبة إيران السلطات النيجيرية للإفراج عن زكزكي ونقله للعلاج في طهران.

وبدا واضحا أن دخول إيران على خط الأزمة الراهنة التي ما أن تهدأ حتى يستعر لهيبها، زاد من حدّة التوتر وقطع الطريق على انهاء المواجهات المستمرة منذ أكثر من أسبوع.

وكان المدعي العام الإيراني حجة الإسلام محمد جعفر منتظري قد طالب الأسبوع الماضي مسؤولي القضاء في نيجيريا بنقل زكزكي إلى طهران للعلاج.

ويطالب زكزكي بثورة إسلامية على غرار تلك التي قادها الخميني في 1979 وانتهت بإسقاط نظام الشاه. وتستمد الحركة الإسلامية في نيجيريا فكرها وأنشطتها من الثورة الإيرانية.

وتدعم إيران سرّا وعلانية حركة زكزكي، ما حال دون التوصل إلى حل ينهي المواجهات الدموية التي تشهدها نيجيريا من حين إلى آخ.

وذكرت وكالة 'تسنيم' الإيرانية للأنباء قبل أيام أن منتظري أعرب في رسالة إلى نيجيريا عن أسفه وتأثره من الأنباء التي تفيد بتدهور الحالة الصحية لزعيم الحركة الإسلامية النيجيرية إبراهيم زكزكي.

وانتقد منتظري ما وصفه بـ"النهج العسكري والأمني في التعامل مع زكزكي"، مطالبا المسؤولين النيجيريين بالعمل على استقلال القضاء وحماية حقوق مواطنهم السجين وتوفير الأرضية لإطلاق سراحه".

وتحتجز السلطات النيجيرية زكزكي منذ ديسمبر/كانون الأول 2015  على الرغم من صدور قضائي في ديسمبر/كانون الأول  2016 بإطلاق سراحه.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن نحو 400 من مؤيدي زكزكي قتلوا في المواجهات مع الشرطة منذ 2015.

واليوم الجمعة قال متحدثون من جماعة زكزكي، إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا هذا الأسبوع خلال سلسلة احتجاجات مستمرة على الرغم من تزايد عدد الوفيات وإعلان السلطات تعزيز الإجراءات الأمنية. وقال أحد المتحدثين إن عدد القتلى قد يصل إلى 25.

وخرج أعضاء الحركة الإسلامية في نيجيريا في مظاهرات بالعاصمة النيجيرية أبوجا للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم إبراهيم زكزكي.

وواجهت الشرطة النيجيرية الاحتجاجات بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وقتل صحفي وأحد كبار رجال الشرطة أيضا في أعقاب مسيرة يوم الاثنين الماضي.

وتقول مصادر من الجماعة الشيعية المدعومة من إيران إن غالبية الضحايا سقطوا بعد أن فتحت قوات الأمن النار على حشود من المتظاهرين يوم الاثنين الماضي وأن أربعة منهم لقوا مصرعهم وهم قيد الاحتجاز لدى الشرطة متأثرين بجراحهم من إصابات بطلقات نارية.

وقال أحد المتحدثين "قد يلقى عدد أكبر مصرعه وهم قيد الاحتجاز لدى الشرطة، لأن هناك 15 على الأقل موجودون في مركز احتجاز تابع للشرطة ويعانون من إصابات متفاوتة".

وقالت الشرطة اليوم الجمعة إنها عززت الإجراءات الأمنية في البلاد لمواجهة الاحتجاجات المستمرة التي قالت إنها عنيفة وخارجة عن السيطرة، فيما يعتقد أن إيران لعبت إلى حدّ كبير دورا في تأجيج الحركة الاحتجاجية الشيعية بشكل أو بآخر.

وتراهن طهران على حركة زكزكي للتمدد في إفريقيا انطلاقا من نيجيريا التي تشهد اضطرابات أمنية بفعل اعتداءات إرهابية تشنها جماعة بوكو حرام السنّية المتشددة والتي خلفت مئات القتلى، فيما تواصل الأقلية الشيعية بدفع من طهران في احتجاجات تخشى السلطات النيجيرية من خروجها عن السيطرة وتحولها إلى صراع طائفي مذهبي.

ويحتجز زكزكي منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، عندما سقط نحو 350 قتيلا من أتباعه في مواجهات مع قوات الجيش والشرطة بولاية كادونا بشمال البلاد.

ويٌحاكم رجل الدين الشيعي النيجيري بتهم القتل والتجمهر بشكل غير قانوني في ما يتعلق بأعمال العنف في 2015، لكنه ينفي تلك الاتهامات ويصرّ على أن الحركة الاحتجاجية التي يقودها حركة سلمية.

وكانت السلطات النيجيرية قد تجاهلت أمرا قضائيا بالإفراج عنه قبل توجيه الاتهام له، مما أثار احتجاجات من جانب أتباعه.

ويدعو زكزكي ( 66 عاما) إلى ثورة إسلامية شبيهة بالثورة الإيرانية سنة 1979 في بلد يشكل السنّة غالبية المسلمين فيه. وكثيرا ما تنتهي تظاهرات أتباعه بمواجهات مع رجال الشرطة كما حدث مرارا.