تدهور المعيشة يدفع المتقاعدين لتصعيد احتجاجاتهم في إيران

عدد من المتقاعدين ينظمون وقفات احتجاجية في عدة مدن إيرانية تنديدا بتردي الأوضاع وبلوغها حد الجوع فيما يزرح أغلبهم تحت خط الفقر في ظل ضعف المقدرة الشرائية مقابل غلاء المعيشة وارتفاع التضخم.
صرخات المتقاعدين في إيران تتصاعد.. موائدنا فارغة

طهران - نظم عدد من العمال المتقاعدين في عدة مدن إيرانية الأحد وقفة احتجاجية تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية وضعف الأجور،  مطالبين بزيادة الرواتب والمعاشات بما يجاري التضخم وارتفاع الأسعار.

وتأتي احتجاجات الأحد ضمن تحركات متصاعدة انطلقت منذ أسابيع في إيران مع استمرار تدهور الأوضاع وبلوغها الأسوأ، ما دفع المتقاعدين تصعيد صرخاتهم المنددة بالفقر والجوع في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وأفاد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' بأن الاحتجاجات نظمت في طهران وكرج وأراك والأهواز ونيسابور وإيلام وكرمانشاه  وأصفهان وشيراز.

وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "مطلبنا الرئيسي، مرتبات تتناسب مع التضخم"، و"تكفي الوعود، موائدنا فارغة"، و"المتقاعدون يموتون ولا يقبلون التمييز"، و"استولى اللصوص على صندوق التقاعد"، و"سفينة المتقاعدين رست على الطين".

كما هتف آخرون في مدينة خرم آباد غربي إيران بـ"لن نسكت حتى نأخذ حقنا"، وفي مدينة أصفهان وسط، ردد العشرات هتافات "إنهم يكذبون".

وقال أحد المحتجين لوكالة أنباء العمال الإيرانية "في الوقت الذي تكون فيها سلة الكفاف وخط الفقر 9 ملايين تومان، فإن رواتبنا، بما في ذلك مزايا معادلة الرواتب، تقل عن 3 ملايين تومان، وهذا ليس عدلاً على الإطلاق".

ويطالب المتقاعدون بتطبيق المادة 96 من قانون الضمان الاجتماعي لزيادة الأجور على حسب تكاليف المعيشة، منادين بضرورة إصلاح قانون الرواتب وسد ثغرات عديدة.

كما طالب المتظاهرون الذين كثفوا احتجاجاتهم مؤخرا، بتوفير الرعاية الصحية المجانية للمتقاعدين والحق في تأسيس جمعيات والحصول على خدمات رعاية مناسبة.

وعلى الوقع الأزمة الاقتصادية القاسية والمعاناة اليومية التي يعيشها الإيرانيون تتصاعد الاحتجاجات، ما يعكس مدى تفاقم الغليان الشعبي  وهو ما ينذر بانفجار الشارع في وجه السلطة والنظام في إيران.

زيادة الفقر والبطالة في إيران ينذر بانفجار الإيرانيين غضبا
زيادة الفقر والبطالة في إيران ينذر بانفجار الإيرانيين غضبا

وتعيش إيران منذ العام 2018 الذي انسحبت فيه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعاودت فرض عقوبات قاسية، أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق تفاقم أكثر منذ تفشي فيروس كورونا الذي أجبر السلطات على غلق البلاد لاحتوائه وهو ما أدى إلى تدهور الأوضاع وارتفاع نسب الفقر والبطالة وانهيار الريال الإيراني أمام ارتفاع أسعار المعيشة.

إلى جانب احتجاجات المتقاعدين المتصاعدة بسبب تردي الأوضاع المعيشية يشكو كثير من المعلمين في إيران من البطالة، فيما يحتج شق منهم ممن يعملون في مجال محو الأمية على عدم إصلاح وضعهم الوظيفي.

كما نظم العديد من المساهمين الخاسرين في سوق البورصة الإيرانية قبل أيام أمام مبنى البورصة وقفة احتجاجية ورفعوا شعارات منددة من قبيل "في ذكرى الثورة، موائدنا خاوية"، و"الموت لروحاني".

بدورهم نظم المعلمون المتعاقدون مع وزارة التربية والتعليم وعمال مصانع وشركات في محافظة مشهد، تحركات احتجاجية على أوضاعهم المعيشية وعدم تحقيق مطالبهم.

ويبدو أن الشارع الإيراني بات يشعر بالضيق من نظام عاجز عن حل الأزمات المتوالية، بل وسلطة منتجة للأزمات بسبب اعتمادها نهجا عدائيا أغلق على طهران منافذها التجارية.

وسببت عزلة إيران في المنطقة وانسداد منافذها التجارية بسبب العقوبات الأميركية وإجراءات الغلق المنجرة عن انتشار كورونا، انهيار الريال الإيراني إلى أسوأ مستوياته مقابل الدولار، إلى جانب تفاقم البطالة ومعاناة كثير من القطاعات الحساسة كالصحة من نقص كبير، خصوصا في ظل تفشي كوفيد-19.

وترجح الأزمات المتناثرة في إيران تعاظم الغليان الشعبي الذي يكبر ككرة النار، مهددا النظام الإيراني باحتجاجات قد لا تقوى على وأدها بالرصاص مثل المعتاد، حيث وُثق للنظام الإيراني تمرسه في قمع الاحتجاجات المتكررة في كل موسم بالرصاص الحي والتفنن في تعذيب المتظاهرين المعتقلين.

وقد شهدت احتجاجات الوقود أواخر 2019 مقتل أكثر من 200 متظاهر برصاص الأمن الإيراني الذي قابل الاحتجاجات بأساليب قمع عنيفة.