ترامب: إما وساطة أو هجوم عسكري أو عقوبات على تركيا

باريس تريد اجتماعا صريحا لدول التحالف ضدّ داعش الذي تقوده واشنطن للاجابة على عدة أسئلة من بينها ماذا يريده الأميركيون وماذا يريده الأتراك من العدوان على أكراد سوريا.

ترامب يطرح واحدا من ثلاث خيارات للرد على العدوان التركي على الأكراد
باريس تطلب اجتماعا طارئا للتحالف الدولي ضد داعش
فرنسا تلقي بثقلها في مواجهة العدوان التركي على أكراد سوريا
فرنسا تخشى من أن يدفع التهور التركي لإعادة الحياة لداعش
العلاقة بين أنقرة وباريس تمر بحالة فتور وتوتر
باريس ترفض ابتزاز أردوغان للأوروبيين بتهديداته بإطلاق المهاجرين

واشنطن/باريس - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إن التوسط من أجل التوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد أحد ثلاث خيارات أمام الولايات المتحدة بعد الهجوم التركي في شمال شرق سوريا.

وتابع ترامب على تويتر "لدينا ثلاثة خيارات: إرسال آلاف الجنود والفوز عسكريا أو توجيه ضربة مالية قوية لتركيا وفرض عقوبات أو التوسط للتوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد".

وتأتي تغريدات ترامب بينما يواجه انتقادات حادة من حلفاء واشنطن ومن الديمقراطيين وحتى من معسكر الجمهوريين الذي ينتمي له بعد قراره سحب عدد من قواته من الحدود السورية التركية ممهدا الطريق للهجوم التركي الذي بدأ مساء الأربعاء على أكراد سوريا.

وألقت فرنسا بثقلها الدبلوماسي في مواجهة العدوان التركي على أكراد سوريا فبعد أن طالبت إلى جانب دول أوروبية الأربعاء بجلسة طارئة لمجلس الأمني الدول حول العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، دعت اليوم الخميس إلى اجتماع طارئ للدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وسبق للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون أن استقبل مسؤولة كردية في باريس وندد بشدّة بالعدوان التركي، محذّرا من أنه سيعيد الحياة لتنظيم الدولة الإسلامية بعد أن انحسر نفوذه في كل من سوريا والعراق.

وتشهد العلاقات الفرنسية التركية حالة من الفتور خاصة بعد أن شن ماكرون هجوما عنيفا على تركيا بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان وملف الهجرة وقمع الحريات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لقناة 'فرانس 2' العامة "يجب أن يجتمع هذا التحالف الدولي لأننا نشهد وضعا جديدا ولأن المعركة ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) يمكن أن تستأنف، لأن داعش لا ينتظر سوى هذه الفرصة للخروج".

ويضم التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن في العام 2014 للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أكثر من ستين دولة بينها فرنسا وبريطانيا واستراليا وكندا، إضافة إلى تركيا.

وأثار الهجوم التركي في سوريا استياء دوليا مع تخوف عدة دول من عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الميدان.

وقال لودريان "تطلب فرنسا أن يجتمع هذا التحالف اليوم وأن يقول ذلك هو الوضع، ماذا سنفعل، ماذا تريدون أيها الأتراك أن تفعلوا، ماذا تريدون أيها الأميركيون أن تفعلوا، كيف نضمن أمن المناطق التي تضم اليوم جهاديين ومقاتلين في السجن؟. المطلوب طرح كل شيء للنقاش في شكل واضح بحيث يتحمل كل طرف مسؤولياته".

ويستهدف الهجوم التركي مواقع وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" لصلتها بحزب العمال الكردستاني، علما بأنها قاتلت الجهاديين بدعم جوي من الغربيين.

ويُتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سهل للأتراك تنفيذ عمليتهم عبر سحب الجنود الأميركيين من المنطقة الحدودية التي يستهدفونها.

وتابع لودريان "يبدو أن الرئيس ترامب لا يعارض العملية التي ينفذها الأتراك اليوم"، مضيفا "تعلم تركيا تماما بأن إحياء داعش، المساهمة في إحياء داعش كما يفعلون اليوم، يمكن أن تكون له تداعيات على الأراضي التركية لأن داعش سبق أن نفذ اعتداءات على الأراضي التركية وخصوصا اسطنبول وفي أمكنة أخرى".

وقال أيضا "هذا سبب إضافي لقول كل ذلك حول طاولة ولاجتماع التحالف الدولي الذي يتحمل مسؤولية التحرك عسكريا في المنطقة بهدف وضع النقاط على الحروف".

وعلق لودريان على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد الخميس بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين وذلك ردا على الانتقادات الأوروبية للهجوم التركي.

وقال الوزير الفرنسي "ليست المرة الأولى التي يطلق تهديدات. الاتحاد الأوروبي لا ينفع معه الابتزاز ولا أعتقد أنه أسلوب سليم. علينا أن نجمع التحالف الدولي لنطرح أسئلة أيضا".

وكرر عزم فرنسا على محاكمة الجهاديين "حيث ارتكبوا جرائمهم"، ما يعني رفض إعادتهم من سوريا والعراق، مقلّلا من أهمية خطر فرار هؤلاء المقاتلين من حيث هم معتقلون في سوريا جراء الهجوم التركي. وقال "إنه قلق ينبغي أخذه في الاعتبار ولكننا لم نبلغ هذه المرحلة".

وتأتي هذه التطورات بينما نشر تنظيم الدولة الإسلامية الخميس في مجلته الأسبوعية "النبأ" خبرا عن حادثة الطعن التي وقعت قبل أسبوع داخل مقر شرطة باريس من دون أن يتبناها.

وفي هجوم غير مسبوق، قُتل أربعة عناصر شرطة فرنسيين، بينهم امرأة، طعنا بسكين الخميس الماضي، في اعتداء ارتكبه موظف تقني في إحدى مديريات الشرطة وعمدت قوات الأمن إلى قتله لاحقا.

وأورد التنظيم الخبر بشكل مقتضب في الصفحة ما قبل الأخيرة ونشر المعلومات الشخصية المتداولة عن المهاجم واعتناقه للإسلام قبل عشرة أعوام. ونقل عن وزارة الداخلية الفرنسية إشارتها إلى ظهور "مؤشرات تطرف" عليه وتأييده للهجوم على مجلة "شارلي إيبدو".

كما تطرق الخبر إلى مسألة عثور أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية على قرص مدمج يتضمن تسجيلات دعائية للتنظيم ومعلومات عن زملائه.

وغالبا ما يخصص التنظيم صفحات مجلته الأسبوعية لمتابعة أخبار التنظيم وعملياته القتالية، كما ينشر تقارير عن قياديين في صفوفه قتلوا خلال المعارك.

وتبنى التنظيم المتطرف الذي أعلن في العام 2014 سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، العديد من الاعتداءات حول العالم بينها فرنسا.

ومني التنظيم بخسائر ميدانية بارزة في العراق وسوريا. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية العام الحالي القضاء على "الخلافة" المزعومة وتجريده من مناطق سيطرته، إلا أنه رغم خسائره لا يزال قادرا على التحرّك عبر خلايا نائمة ومن خلال مقاتليه المتوارين في مناطق صحراوية وجبلية وعرة.