ترامب عازم على دفع إسرائيل لوقف الحرب على غزة
واشنطن - أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على دفع إسرائيل باتجاه وقف حربها على غزة، وذلك قبل أيام من استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الدولة العبرية للتوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني.
وردّا على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الاثنين إلى البيت الأبيض، قال إنه سيكون "حازم جدّا، حازم جدّا"، لكنه أشار إلى "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد أيضا ذلك"، أي وقفا لإطلاق النار، و"هو سيحضر الأسبوع المقبل. ويريد أيضا الانتهاء من هذه المسألة".
وأدلى ترامب بهذه التصريحات خلال زيارة مركز جديد لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين في فلوريدا يحمل اسم "أليغيتر ألكاتراز".
وهو كان قد قال قبل انطلاقه في هذه الزيارة إن الولايات المتحدة تضغط من أجل التوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة على وجه السرعة.
وفي حديث مع الصحافيين، سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قبل زيارة نتنياهو، فردّ قائلا "نأمل في التوصل إلى ذلك، ونأمل أن يحدث الأمر في بحر الأسبوع المقبل".
وأثار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد حرب استمرت 12 يوما، الآمال في إنهاء القتال في غزة حيث خلّفت المعارك المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا ظروفا إنسانية كارثية لسكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء أنها وسعت نطاق هجومها على قطاع غزة حيث أسفرت غارات جديدة عن مقتل 17 شخصا، وفقا للدفاع المدني.
وردا على تقارير عن ضربات في شمال وجنوب القطاع، قال الجيش الإسرائيلي لفرانس برس إنه "يعمل على تفكيك القدرات العسكرية لحماس".
وأعلن في بيان منفصل صباح اليوم الثلاثاء أنه "وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلحين، وفكك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها".
وقال رأفت حلس (39 عاما) من حي الشجاعية في مدينة غزة "القصف والغارات تضاعفوا في الأسبوع الأخير"، وأن الدبابات "مستمرة في التوغل".
وتابع "كلما جرى الحديث عن مفاوضات واقتراب اتفاق هدنة، يصعّد الجيش من الجرائم والمجازر على الأرض، لا أعرف لماذا".
أما عامر دلول (44 عاما) من مدينة غزة، فأفاد أيضا بتصاعد حدة الاشتباكات أخيرا. وقال لفرانس برس إنه اضطر هو وعائلته إلى الفرار من الخيمة حيث كانوا يعيشون فجر الثلاثاء، مضيفا أن "إطلاق النار وصل إلى الخيمة وصرنا معرضين للموت بأي لحظة".
وفي مدينة رفح جنوبا، قال محمد عبد العال (41 عاما) "الدبابات موجودة في معظم رفح، لا أحد يستطيع الوصول إلى معظم المناطق خاصة الشرقية لأن الجيش يطلق النار فورا".
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل بسقوط "سبعة شهداء من منتظري المساعدات، أصيبوا بنيران قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات" في المنطقة الواقعة بين مفترق نتساريم وجسر وادي غزة وسط القطاع".
وأكد بصل نقل 50 جريحا، فيما أكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات، أن عشرة من المصابين "في حالة خطيرة".
كما قُتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي قرب منطقة الشاكوش في شمال غرب رفح، بحسب الدفاع المدني.
وردا على استفسار من فرانس برس، قال الجيش إن قواته "أطلقت طلقات تحذيرية لإبعاد مشتبه بهم اقتربوا من القوات"، مشيرا إلى أنه ليس على علم بوقوع إصابات لكنه سيدقق في الحادث. وأفاد الدفاع المدني بمقتل شخص على الأقل قرب مركز آخر في رفح.
وفي سياق متصل طالبت مجموعة تضم 169 منظمة إغاثية بوقف آلية توزيع المساعدات من قبل "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقالت في بيان "في ظل الخطة الجديدة للحكومة الإسرائيلية، يُجبر المدنيون الجوعى والضعفاء على السير لساعات عبر طرق خطرة ومناطق قتال نشطة، ليتسابقوا بعدها بشكل فوضوي وعنيف للوصول إلى مواقع توزيع محاطة بالأسلاك ومؤمنة عسكريا".
وطالبت المنظمات الموقّعة ومنها أوروبية وأميركية وإسرائيلية تنشط في مجالات المساعدات الطبية والغذائية والتنمية وحقوق الإنسان، بالعودة إلى آلية إيصال المساعدات التي كانت تقودها الأمم المتحدة حتى مارس/آذار، حين أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع. وسمحت الدولة العبرية بدخولها تدريجيا أواخر مايو/أيار، وتوزّعها "مؤسسة غزة الانسانية" التي رفضت المنظمات الدولية التعاون معها.
من جهتها، نفت المؤسسة مسؤوليتها عن القتلى قرب نقاط التوزيع، وهو ما يناقض أقوال شهود والدفاع المدني.
وأكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الغارة التي شنتها مقاتلاته على استراحة ومقهى إنترنت الإثنين وقال إنها استهدفت عددا من إرهابيي حماس، تخضع إلى المراجعة.
وكان الدفاع المدني أعلن أن قصفا جويا إسرائيليا أوقع 24 قتيلا وعشرات الجرحى في استراحة كانت مكتظة بالعشرات على شاطئ مدينة غزة.
وقال ماهر الباقة (40 عاما)، شقيق صاحب المقهى، لفرانس برس إن عددا من أقاربه، بمن فيهم اثنان من أبناء إخوته، قُتلوا في الضربة، متابعا أن "الباقة هي استراحة وكافيه عام ومن أشهر الكافيهات على البحر في غزة، رواده من الشباب المثقف والصحافيين والفنانين وأطباء ومهندسين وكادحين".
وأضاف "كانوا يشعرون بحرية واطمئنان ويعتبرونه مثل بيتهم الثاني"، مضيفا أن "الاحتلال غدر الناس وقصف المكان دون أي مبرر".