ترامب في لقاء ودي أكثر من المتوقع مع بوتين

الرئيس الأميركي يثني على نظيره الروسي محملة الإدارة الأميركية السابقة المسؤولية عن تدهور العلاقات بين البلدين، مؤكدا أيضا على توافق الجيشين الروسي والأميركي في سوريا أكثر من توافق سياسيي البلدين.

ترامب ينتقد "حمق وغباء" واشنطن في الفترة السابقة لرئاسته
الرئيس الأميركي يندد بسياسة بلاده حيال روسيا
ترامب يبرئ ساحة روسيا من التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية
الرئيس الأميركي يؤكد التوافق مع روسيا في الملف السوري وعلى أمن إسرائيل
ترامب تجنب توجيه أي انتقاد لروسيا في كل المواضيع الخلافية

هلسنكي/واشنطن - عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعا مغلقا اليوم الاثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة طال انتظارها وخيم عليها إلقاء الرئيس الأميركي اللوم في العلاقات العدائية بين القوتين على "حمق وغباء" واشنطن في الفترة السابقة.

وقال ترامب عقب اجتماع مع بوتين، إنه لا يرى ما يدعو للاعتقاد بأن روسيا اخترقت انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 وإن الزعيم الروسي نفى ذلك بقوة.

وعقد ترامب الاجتماع مع بوتين بعد أيام من توجيه محقق خاص الاتهام إلى 12 ضابطا روسيا بسرقة مستندات من الحزب الديمقراطي لمساعدة ترامب في الفوز.

وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات المباشرة لم يوجه ترامب أي انتقاد لروسيا في أي من القضايا التي تسببت في وصول العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة. وتتراوح هذه القضايا من أوكرانيا إلى سوريا.

وعندما سئل عما إذا كان يثق في أجهزة المخابرات الأميركية التي خلصت إلى أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 قال ترامب إن رئيس جهاز المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) أبلغه بأن اللوم يقع على عاتق روسيا، لكنه لم يكن واثقا.

وقال "لا أرى سببا للاعتقاد بأنها " روسيا، مضيفا "الرئيس بوتين كان قويا للغاية وحاسما في نفيه اليوم".

وقبل بدء القمة وجه ترامب اللوم لبلاده في تدهور العلاقات بين البلدين.

وقال "علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأميركي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة".

وسجلت وزارة الخارجية الروسية إعجابها بهذه التغريدة على تويتر وردت عليها بالقول "نتفق معكم".

وخلال المؤتمر الصحفي طلب الصحفيون من ترامب أن يوجه انتقادا واحدا لروسيا، لكنه رفض مرارا وتكرارا.

وسئل إن كان اللوم يلقى على عاتق روسيا في تدهور العلاقات فقال قبل أن يتحول بالنقاش إلى فوزه في الانتخابات "أحمل البلدين المسؤولية. أعتقد أن الولايات المتحدة اتسمت بالحماقة. كنا جميعا حمقى".

وأضاف "هزمت هيلاري كلينتون بسهولة وهزمناها تماما... فزنا في ذلك السباق ومن العار أن تكون هناك أي شبهة ولو بسيطة في ذلك".

وتتناقض كلمات الود المتكررة لترامب تجاه روسيا مع تصريحاته الأسبوع الماضي التي انتقد فيها حلفاء تقليديين للولايات المتحدة خلال قمة حلف شمال الأطلسي وزيارة لبريطانيا.

وحين سئل إن كان بوتين خصما فقال "في الواقع أنا أصفه بالمنافس والمنافس الجيد واعتقد أن كلمة منافس هي مديح".

وبعد أيام من توجيه محقق خاص الاتهام إلى 12 ضابطا روسيا بسرقة مستندات من الحزب الديمقراطي لمساعدة ترامب في الفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 شرع ترامب في محادثاته مع بوتين بدون توجيه أي انتقادات لموسكو.

وعبر خصوم ترامب في الداخل عن غضبهم. وقال عضو ديمقراطي بالكونغرس الأميركي إن ترامب حول البيت الأبيض إلى "وسيلة دعاية للكرملين".

وبعد اجتماع مغلق لمدة ساعتين مع مترجميهما عقد ترامب وبوتين اجتماعا ثنائيا تقليديا حيث جلسا إلى طاولة مؤتمرات كبيرة وحولهما مسؤولون من البلدين، وصف ترامب المحادثات الخاصة مع زعيم الكرملين بأنها "بداية جيدة".

بوتين يهدر ترامب كرة قدم بمناسبة مونديال روسيا 2018
هيلاري كلينتون تهاجم ترامب متسائلة: هل يعلم مع أي فريق يلعب

وفي وقت سابق بدأ ترامب الاجتماع بتوجيه كلمات ودية لبوتين وقال إن هدفه طويل الأجل هو تحسين العلاقات الأميركية-الروسية.

وتابع "أعتقد أننا سنقيم علاقة استثنائية. أتمني ذلك. كنت دائما أقول وأنا متأكد من أنكم سمعتم على مدى الأعوام الماضية، وأثناء حملتي الانتخابية، إن إقامة علاقات ودية مع روسيا أمر محمود وليس مكروها".

ولكن الأمر بالنسبة لمنتقدي ترامب فإن الكلمات الودية تتوارى خلف انتقاده الاستثنائي لسياسات بلاده السابقة التي أعلنها على تويتر قبل ساعات من وصول بوتين.

وخلال تصريحاته العلنية في بداية القمة لم يذكر ترامب أيا من المسائل التي تسببت في وصول العلاقات الأميركية الروسية إلى أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة مثل ضم موسكو لشبه جزيرة القرم ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد واتهامات الغرب بضلوع روسيا في تسميم جاسوس روسي في انكلترا والتدخل في الانتخابات.

وخفض الكرملين سقف توقعاته بشأن هذه القمة وقال إنه لا يتوقع أن تتمخض المحادثات في العاصمة الفنلندية عن انفراجات كبرى، لكنه عبر عن أمله في أن تكون "خطوة أولى" بصدد تجاوز الأزمة التي تمر بها العلاقات بين البلدين.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "الرئيسان ترامب وبوتين يتبادلان الاحترام ويحافظان على علاقات جيدة. لا يوجد جدول أعمال واضح للاجتماع. هذا الأمر سيحدده الزعيمان أثناء لقائهما".

وأثناء وجود ترامب خارج البلاد منذ الأسبوع الماضي، اتهم المدعي الخاص الذي يحقق في ادعاءات التدخل الروسي لصالح ترامب، 12 روسيا يوم الجمعة بسرقة وثائق خاصة بالحزب الديمقراطي.

وسخر خصوم ترامب في الداخل من رفضه الواضح لانتقاد بوتين. وقالت هيلاري كلينتون، منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2016، على تويتر "كأس عالم عظيم. سؤال للرئيس ترامب أثناء لقائه مع بوتين: هل تعلم لأي فريق تلعب؟".

وتنفي روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر روسي قوله إن موسكو "مستعدة للنقاش والتعهد بالتزامات مشتركة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وقال ترامب إنه سيثير مسألة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات مع بوتين، لكنه لا يتوقع أن يصل لشيء.

وقال الرئيس الأميركي مرارا إن بوتين نفى التدخل في الانتخابات مضيفا أن ذلك حدث قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة.

وبالنسبة لبوتين فإن مجرد عقد القمة، رغم أن بعض الأميركيين وحلفاء واشنطن يرون في روسيا دولة شبه منبوذة، يمثل مكسبا جيوسياسيا لأنه يظهر بالنسبة للروس، أن واشنطن تعترف بموسكو كقوة عظمى ينبغي وضع مصالحها في الاعتبار.

وتوقع ترامب التعرض لاتهامات بأنه تساهل مع بوتين مهما كان سير الاجتماع.

وفي واحدة من أشد الانتقادات الموجهة إلى ترامب والتي تعكس ضيق الحلفاء التقليديين لواشنطن، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الاثنين إنه "ليس بإمكان أوروبا الاعتماد على ترامب".

وقال ماس لصحيفة فونكه "لم يعد باستطاعتنا الاعتماد الكامل على البيت الأبيض... للحفاظ على شراكتنا مع الولايات المتحدة علينا إعادة ضبط العلاقة معها".

سوريا وإيران وأمن إسرائيل

وقال ترامب أيضا عقب لقائه مع بوتين، إن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان معا لضمان أمن إسرائيل.

وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين "تحدث كلانا مع بيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وهما يريدان القيام بأمور معينة مع سوريا تتعلق بسلامة إسرائيل. روسيا والولايات المتحدة ستعملان بشكل مشترك" في هذا الصدد.

وقال ترامب " توفير الأمن لإسرائيل شيء يود بوتين وأنا أن نراه بشكل كبير جدا".

وقال بوتين إن ترامب قضى وقتا طويلا يتحدث عن إسرائيل خلال محادثاتهما، مضيفا أن الظروف متوافرة لقيام تعاون فعال بشأن سوريا.

وقال ترامب إنهما يريدان أيضا مساعدة الشعب السوري على أساس إنساني.

وأضاف "جيشانا (الأمريكي والروسي) متوافقان بشكل أفضل من زعمائنا السياسيين منذ سنوات. ونتوافق أيضا في سوريا".

وقال ترامب أيضا إنه شدد على أهمية الضغط على إيران وهي من حلفاء روسيا في حين قال بوتين، إنه يدرك معارضة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران والتي تؤيده روسيا.