ترامب يتجاهل نتنياهو في الاعتراف بسلطة الشرع
أبوظبي - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يستشر حليفته إسرائيل في قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة رغم شكوك تل أبيب الشديدة تجاه إدارة الرئيس أحمد الشرع، في أوضح إشارة أميركية على هوة الخلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين نتنياهو.
واستطرد ترامب على متن الطائرة الرئاسية بعد مغادرة أبوظبي بقليل مختتما جولة في منطقة الخليج استمرت أربعة أيام بالقول "لم استشرهم في ذلك، اعتقدت أنه كان القرار الصحيح، وحظيت بالكثير من الإشادة عليه، نريد النجاح لسوريا".
وكان قد قال الثلاثاء، إنه سيأمر برفع العقوبات عن سوريا، في تحول كبير لسياسته قبل لقاء جمعه مع الشرع.
وطلب ترامب الأربعاء من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل وتولي مسؤولية إدارة مراكز احتجاز عناصر "داعش" شمال شرقي سوريا، وذلك خلال لقاء تاريخي جمعهما في الرياض بعد إعلان واشنطن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، وهو ما اعتبرته الحكومة السورية "نقطة تحول محورية" قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الدولي بعد سنوات من العزلة.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ "الرئيس ترامب شجع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري وحضه على التوقيع على اتفاقات ابراهام مع إسرائيل"، والتي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع الدولة العبرية في 2020.
واضاف البيان "ترامب حض نظيره السوري على ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين" في اشارة الى الفصائل الفلسطينية. واستضافت دمشق خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الجماعات الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- القيادة العامة.
وكانت مصادر اعلامية تحدثت عن دور اماراتي في انشاء قناة اتصال سرية بين إسرائيل وسوريا للتركيز على القضايا الأمنية والاستخباراتية وبناء الثقة بين البلدين اللذين لا تربطهما أي علاقات رسمية دون حديث عن البحث في إمكانية تطبيع العلاقات او عقد اتفاق سلام.
وكانت إسرائيل توغلت في المنطقة العازلة بعد سقوط نظام الأسد كما احتلت مناطق في الجنوب السوري ولوحت باستخدام القوة ضد القوات السورية في أحال استهدفت الأقلية الدرزية.
ووجه مسؤولون إسرائيليون على رأسهم رئيس الوزراء تحذيرات للشرع وللحكومة السورية الانتقالية من مغبة تهديد الأقليات.
ويشير تجاهل ترامب لنتنياهو في مسألة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة واستثنائه إسرائيل من جولته للمنطقة، إلى حجم التوتر في العلاقات بين الحليفين مع إصرار الحكومة اليمينية الإسرائيلية على المضي في عملياتها العسكرية في غزة وفرضها قيودا صارمة على دخول المساعدات للقطاع المحاصر.
وقد يعكس هذا التجاهل تحولًا في السياسة الأميركية تجاه سوريا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقاتها مع النظام السوري الجديد، بغض النظر عن مواقف إسرائيل.
وقد يكون لترامب أولويات مختلفة عن نتنياهو في المنطقة، حيث يركز على تحقيق مصالح أميركية محددة، بينما يركز رئيس الوزراء الاسرائيلي على ضمان أمن إسرائيل.
ويحمل هذه التجاهل أيضا رسالة من ترامب إلى إسرائيل، مفادها أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالضرورة بمراعاة مصالح تل أبيب في جميع القضايا الإقليمية.