ترامب يتوعد ايران بمزيد من العقوبات المشددة قريبا

تصريح الرئيس الأميركي يتزامن مع اشارات جديدة اطلقها مسؤولون من اجل التوصل لاتفاق مع ايران دون التخلي عن سياسة الضغوط.
مستشار ماكرون يقول ان زيارته إلى إيران ليست للوساطة وانه لا يحمل أي رسالة من اميركا إلى طهران

واشنطن - اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران الأربعاء بتخصيب اليورانيوم سرا ولفترة طويلة وحذر من أن العقوبات الأميركية ستزيد قريبا فيما عقدت منظمة تابعة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا بشأن انتهاك طهران للاتفاق النووي.

وقال ترامب على تويتر "لطالما كانت إيران تخصب (اليورانيوم) سرا في انتهاك كامل للاتفاق الرديء الذي تكلف 150 مليار دولار والذي أبرمه (وزير الخارجية السابق) جون كيري وإدارة (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما. تذكروا أن أجل هذا الاتفاق كان سينقضي خلال سنوات قليلة. العقوبات ستزيد قريبا وبشكل كبير".

ويرى مراقبون ان التحذيرات الأميركية لا تخرج من اطار الضجيج الإعلامي حيث تتكرر التصريحات دون اتخاذ قرارات جادة وصارمة لمواجهة الانتهاكات الايرانية للاتفاقيات الدولية.

ودائما ما يوجه الرئيس الاميركي تهديدات بتوجيه ضربات عسكرية ضد ايران بسبب مواقفها التصعيدية دون تطبيق ذلك على ارض الواقع.

وتواترت التحذيرات الأميركية لطهران إلى درجة أغرقت معظم التحليلات في سيناريو مواجهة عسكرية حتمية، لكنها لا تحمل في الواقع جديدا يذكر منذ تفجر التوتر بين واشنطن وطهران ولم تخرج عن سياق التصريحات النارية في الوقت الذي انتقلت فيه إيران إلى تنفيذ تهديداتها بتقليص التزاماتها النووية ولوحت مجددا بأن تذهب إلى أبعد من ذلك بإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

وياتي تصريح الرئيس الاميركي تزامنا مع اشارات جديدة اطلقها مسؤولون اميركيون للتوصل لاتفاق مع ايران لكن من دون التخلي عن سياسة الضغوط القصوى على الجمهورية الإسلامية.  

وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك لقناة الجزيرة القطرية، إن بلاده تسعى إلى اتفاق مع طهران يحظى بموافقة الكونغرس ليحل محل الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والذي انسحب منه ترامب في مايو/ايار، معلنا أيضا إعادة العمل بنظام العقوبات السابق مع تشديدها وتوسيعها.

ويرى متابعون ان الولايات المتحدة تعتمد سياسة العصا والجزرة لارغام ايران على العودة لتنفيذ الاتفاق النووي والالتزام بالقرارات الدولية.

الرئيس الايراني حسن روحاني
واشنطن تستعمل سياسة العصا والجزرة لارغام طهران على الالتزام بالاتفاق النووي

وتقول إدارة ترامب منذ وقت طويل إن أحد عيوب الاتفاق الذي أبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما هو أن الكونغرس لم يصدق عليه رسميا.

وقال هوك أيضا، حسبما أفادت تغريدات لقناة الجزيرة على تويتر، إن واشنطن قد تفرض عقوبات جديدة على إيران، مضيفا أنه بإمكان دول الخليج العربية أن تكون أكثر فعالية في مواجهة طهران إذا كانت متحدة.

وخرقت إيران خلال الأسبوعين الماضيين حدين أساسيين بالاتفاق الذي كان يهدف ككل إلى تمديد الوقت الذي يمكن أن تحتاجه إيران للحصول على ما يكفي من مواد انشطارية لإنتاج سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام بدلا من نحو شهرين أو ثلاثة.

وقال دبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء في اجتماع مغلق الأربعاء أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أي بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق.

وتسعى الدول الاوروبية لانقاذ الاتفاق النووي وذلك بدعوة طهران الى الالتزام بكافة البنود وعدم التصعيد لكن ايران تصر على مواقفها.

وكان مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الدبلوماسية "ايمانويل بون" ادى زيارة الاربعاء الى طهران لحثها على الالتزام بالاتفاق النووي.

وصرح مستشار الرئيس الفرنسي بأن زيارته إلى إيران ليست للوساطة وانه لا يحمل أي رسالة من اميركا إلى طهران .

وجاء تصريح بون خلال لقائه في طهران  الاربعاء مستشار الامن القومي الايراني علي شمخاني،بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وقال بون إن رئيس بلاده يسعى من اجل الوصول إلى مبادرات مشتركة لايجاد هدنة في الحرب الاقتصادية الاميركية ضد إيران ونعتقد بأن هذا الاجراء من شانه خفض التوترات المتزايدة في المنطقة.

وقال المسؤول الفرنسي ان باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع طهران لإدارة الازمات الجارية في سورية واليمن والعراق ولبنان.