ترامب يحذّر أردوغان من أي تدخل عسكري في ليبيا

قبائل ليبية تعلن حالة النفير العام لدعم قوات الجيش الوطني الليبي في التصدي للغزو التركي على إثر منح برلمان تركيا تفويضا لأردوغان لإرسال قوات مسلحة إلى غرب ليبيا.

القوات الليبية تعلن إسقاط طائرة استطلاع تركية في غرب ليبيا
مجالس قبلية تدعو أبناءها لمساندة الجيش في التصدي لـ'الغزو التركي'
البرلمان الليبي يعتبر طلب السراج تدخلا تركيا 'خيانة عظمى'

واشنطن/بنغازي - حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس من أي "تدخل أجنبي" في ليبيا خلال اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعد موافقة برلمان تركيا على مذكرة تتيح نشر جنود أتراك لدعم حكومة الوفاق المدعومة من ميليشيات متطرفة، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي في بيان إن ترامب أشار في اتصال هاتفي إلى أن "التدخل الأجنبي يُعقد الوضع في ليبيا".

ووصف البرلمان الليبي في شرق البلاد الخميس أي تدخل عسكري تركي بطلب من حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بأنه "خيانة عظمى".

وقال أحميد حومه النائب الثاني لرئيس البرلمان في تصريح صحافي "ندعو لجلسة طارئة في بنغازي السبت المقبل لبحث تداعيات التدخل التركي السافر في الشؤون الليبية وطلب السراج رئيس حكومة الوفاق ومن معه التدخل الأجنبي في ليبيا نعده خيانة عظمى".

كما دعا نائب رئيس البرلمان إلى "الالتفاف الفوري حول الجيش لصد محاولات الغزو التركي لليبيا"، مؤكدا بأن الرد "سيكون قاسيا على تركيا".

وتابع "خطوة أردوغان الرعناء وجر برلمان بلاده لتأييدها ستكون لها تداعياتها الخطيرة في المنطقة، أدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا العبث".

كما دعت مجالس قبلية من بينها مجلس قبائل الحساونة كافة العسكريين وضباط الصف والجنود المنحدرين من القبيلة حمل السلاح والالتحاق فورا ببقية قوات الجيش الوطني في طرابلس "للتصدي للغزو التركي وعملائه".

أردوغان يستعجل تدخلا عسكريا لانقاذ جماعة الاخوان وميليشياتها في ليبيا من السقوط
أردوغان يستعجل تدخلا عسكريا لانقاذ جماعة الاخوان وميليشياتها في ليبيا من السقوط

وأعلنت قبيلة الجوازي "جاهزيتها للدفاع عن الأرض والعرض ضد الغزو التركي لليبيا"، فيما أعلن رئيس المجلس الأعلى لقبيلة زوية حالة الطوارئ والنفير لكافة أبناء القبيلة على اثر تبني البرلمان التركي مذكرة تفويض بإرسال قوات إلى الغرب الليبي.

وأصدر مجلس مشائخ وحكماء ترهونة أيضا بيان طالب فيه أبناء الشعب الليبي بالتحرك لمواجهة الغزو التركي. وقال المجلس بحسب ما نقل عنه موقع 'المرصد' الليبي "ها قد دقت ساعة العمل والنضال من أجل سيادة الوطن ونادى منادي الجهاد في سبيل الله والعرض والشرف، إن الإرث الاستعماري التركي الذي عرفه أباؤنا بالقتل والسلب والنهب والتخلف ها هو يعود من جديد بعد أن استجداه واستقوى به بقاياه من بني جلدته في بلادنا".

كما طالب بتفعيل المناطق الأمنية لدعم قوات الجيش الوطني الليبي قائلا "إن أهلكم في ترهونة يدعونكم إلى ضرورة استنهاض الهمم والاصطفاف بقوة مع القوات المسلحة العربية الليبية وضرورة تفعيل المربعات الأمنية المحلية التي تساعد بفاعلية على تقدم الجيش نحو عاصمتنا المخطوفة من بقايا الانكشارية".

وتابع "إن الحرب اليوم لم تعد من أجل المال والسلطة إنما هي حرب من أجل الوجود العربي الليبي الحقيقي في ليبيا".

وفي تطور آخر توعد اللواء المبروك الغزوي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية الرئيس التركي وقواته، معلنا في الوقت ذاته إسقاط قوات الجيش الليبي لطائرة استطلاع تركية.

وسارعت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة إلى تبرير طلبها التدخل التركي لمواجهة القوات الموالية للمشير حفتر.

وقال فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق في بيان نشرته الصفحة الرسمية للوزارة على فيسبوك "لا توجد أي دولة في العالم لا تعترف بشرعية حكومة الوفاق كونها الممثل الرسمي للدولة الليبية. الحكومة لها كامل الحق في الدفاع عن شرعيتها وحماية المدنيين من عدوان غاشم تقوده ثلة من الانقلابين مدعومة من بعض الجهات الخارجية".

وحول التعاون مع تركيا لدعم حكومة طرابلس، قال باشاغا إن "مذكرات التفاهم مع الجمهورية التركية جاءت بالطرق القانونية وبشكل معلن، عكس الذين يستجلبون المرتزقة بتسهيلات من بعض الدول التي تعترف بحكومة الوفاق في العلن و تدعم العدوان في جنح الظلام".

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من أبريل/نيسان 2019 عندما شنت قوات حفتر هجوما لتطهير العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج من جماعات إرهابية تدعمها.