إيران ترفض التفاوض مع أميركا تحت الضغط
واشنطن - أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة أن بلاده لن تفاوض الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي طالما واصل الرئيس دونالد ترامب سياسة "الضغوط القصوى".
وقال عراقجي في مقابلة بالقنصلية الإيرانية في مدينة جدة السعودية على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، إن طهران ستواصل المحادثات مع المفاوضين الآخرين، لكنها لن تنخرط مع الولايات المتحدة في ظل نهج ترامب بتشديد العقوبات.
وكان ترامب كشف الجمعة إنه بعث برسالة إلى إيران يضغط فيها على الجمهورية الإسلامية للتفاوض بشأن منع تطويرها أسلحة نووية أو مواجهة عمل عسكري محتمل.
وقال ترامب لقناة "فوكس بزنس" في مقطع فيديو بث الجمعة "بعثت برسالة لهم تقول آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري فسيكون الأمر مريعا جدا لهم (...) لا يمكن أن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي".
وحذر عراقجي أيضا من أي هجوم إسرائيلي على إيران، مشددا على أن برنامج طهران النووي، الذي تصر على أنه لأغراض مدنية، لا يمكن تدميره بوسائل عسكرية.
وقال "لن ندخل في أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمرت في سياسة الضغوط القصوى وتهديداتها، لكن هذا لا يعني أنه في ما يتعلق ببرنامجنا النووي لن نتفاوض مع أطراف أخرى".
وتابع "نحن نتحدث مع الدول الأوروبية الثلاث، ونتفاوض مع روسيا والصين، وأطراف آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي المبرم عام 2015)، ويمكن أن تستمر هذه المحادثات وأعتقد أننا يمكن أن نصل إلى نتيجة من هذا المسار أيضا".
وزاد "طالما استمرت الحكومة الأميركية في ضغوطها، سنواصل أيضا مقاومتنا. إذا كانت أميركا تريد العودة إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، فمن الطبيعي أن تلتزم بشروط المفاوضات العادلة والنزيهة وقد أثبتنا أننا لن نتجاوب مع لغة الضغط والتهديد بل سنرد على لغة الاحترام والكرامة كما فعلنا في الماضي".
وأضاف "في ما يتعلق ببرنامجنا النووي، أكرر، نحن منخرطون حاليا في مفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث. نحن في مشاورات وثيقة مع روسيا والصين، ونواصل مناقشاتنا مع الدول الأخرى المهتمة. ومن الطبيعي أن تنقل هذه الدول وجهات نظرنا إلى الحكومة الأميركية".
وإجابة على سؤال حول تهديد إسرائيل بمهاجمة النووي الايراني أكد عراقجي "أولا وقبل كل شيء، لا يمكن تدمير البرنامج من خلال العمليات العسكرية، وذلك لأسباب عدة. السبب الأول هو أن هذه التكنولوجيا قد توصلنا إليها، وهي موجودة في العقول ولا يمكن قصفها. ثانيا، المنشآت النووية الإيرانية مترامية في أجزاء مختلفة من البلاد ومحمية بشكل صحيح، ونحن على يقين من أنه لا يمكن تدميرها. ثالثا، لدينا القدرة على الرد بقوة كبيرة وبشكل متناسب ومتوازن تماما. الإسرائيليون أنفسهم يعرفون، وغيرهم في المنطقة يعرفون، أن أي عمل يتم اتخاذه ضد إيران سوف يتبعه عمل مماثل ضد إسرائيل. لذلك، أعتقد أن التهديد بالحرب ضد إيران هو مجرد تهديد يتم الحديث عنه".
وقال "أعتقد أنه إذا حدث هجوم على إيران، فإن هذا الهجوم قد يتحول إلى حريق واسع النطاق في المنطقة، ولا يعني أننا سنفعل ذلك. إنها رغبة إسرائيل في توريط الدول الأخرى في المنطقة في حرب".
وأضاف أن "إسرائيل ترغب في جر أميركا إلى حرب. والولايات المتحدة معرضة للخطر للغاية إذا دخلت حربا في المنطقة. هم أنفسهم يعرفون ذلك. أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة والآخرين يدركون تماما قدراتنا، وبالتالي، إذا سادت العقلانية، فلا ينبغي منح حتى الإذن بتهديد إيران، ناهيك عن الهجوم العسكري الفعلي".
وحول الملف السوري قال عراقجي "لا أعتقد أن أحدا يشكك في أن التطورات في سوريا تأثرت بشكل مباشر بتركيا وعدد قليل من الدول الأخرى، وبالتالي فإن المشاكل التي نشأت الآن، مثل الاحتلال الواسع للأراضي السورية من قبل إسرائيل، وتدمير كل البنية التحتية الدفاعية والعلمية السورية من قبل إسرائيل، وكل الصراعات القائمة، بطبيعة الحال، تقع المسؤولية عليها على أولئك الذين نفذوا هذه التغييرات والتطورات. ورغم ذلك، هذا لا يعني أننا في صراع مع تركيا، لا، سنواصل علاقاتنا الودية ومشاوراتنا بشأن القضايا الإقليمية".
وتابع "هناك العديد من المجموعات غير القانونية في سوريا، بعضها لا يزال على قائمة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية. سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة تماما. نريد الاستقرار والسلام في سوريا ونهاية للاحتلال الأجنبي. نريد تقدم وتطور الشعب السوري. أخيرا، نريد تشكيل حكومة شاملة في البلاد".
وأكمل أن "أي مواجهة عسكرية مع الشعب، وأي حادث يؤدي إلى مقتل الناس، وأي صراع عسكري يزعزع استقرار سوريا مدان في رأينا ويجب منعه".