ترامب يستعرض علاقته القوية بنتانياهو قبيل انتخابات الكنيست

الرئيس الاميركي يكتب على تويتر عن محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حول إبرام معاهدة 'تاريخية' للدفاع المشترك.

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت إنه تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن إمكانية إبرام معاهدة للدفاع المشترك بين البلدين في خطوة قد تعزز موقف نتنياهو الذي يحاول الفوز بولاية جديدة في انتخابات تجرى بعد أيام.
وأضاف ترامب على تويتر "أجريت اتصالا اليوم مع رئيس الوزراء نتانياهو لبحث إمكانية المضي قدما في معاهدة للدفاع المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعزز بشكل أكبر التحالف القوي بين بلدينا".
وقال إنه يتطلع لاستمرار تلك المناقشات هذا الشهر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ووجه نتانياهو الشكر لترامب على تويتر قائلا إن إسرائيل "لم يكن لها على الإطلاق صديقا أكبر (منه) بالبيت الأبيض" مضيفا أنه يتطلع للقاء ترامب بالأمم المتحدة "للمضي قدما نحو معاهدة الدفاع التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وبدا أن توقيت تغريدة ترامب قبل أيام من إجراء الانتخابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء يهدف إلى دعم جهود نتانياهو للبقاء في السلطة من خلال إظهار علاقتهما القوية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن السباق الانتخابي سيكون متقاربا بعد خمسة أشهر من انتخابات لم تسفر عن نتيجة حاسمة أعلن نتانياهو نفسه الفائز فيها لكنه أخفق في تشكيل ائتلاف حاكم.
ويحظى حزب ليكود بزعامة نتانياهو حاليا بنسبة تأييد شديدة التقارب مع حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط والذي يتزعمه بيني غانتس القائد السابق للقوات المسلحة، والذي ركز بقوة على اتهامات الفساد الوشيكة التي سيواجهها نتانياهو.
وفي مقابلة مع القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي في وقت لاحق السبت، وجه نتانياهو مناشدة مباشرة للناخبين معتمدا على المعاهدة. وقال نتنياهو "سنحصل على اتفاقية دفاعية ستوفر لنا الأمن لقرون لكن من أجل ذلك أحتاج إلى أصواتكم".

سنحصل على اتفاقية دفاعية ستوفر لنا الأمن لقرون لكن من أجل ذلك أحتاج إلى أصواتكم

وعزز ترامب من قبل فرص نتانياهو في الفوز قبل الانتخابات السابقة عندما اعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان هذا العام.
وروج بعض المسؤولين الإسرائيليين لفكرة الاستفادة من العلاقات القوية لنتانياهو مع إدارة ترامب بإبرام معاهدة دفاع جديدة مع الولايات المتحدة تركز بشكل خاص على ضمانات لمساعدتها في أي صراع محتمل مع إيران.
ولم يقدم ترامب تفاصيل لكن اتفاقية للدفاع المشترك قد تجبر الولايات المتحدة على الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس قال في وقت سابق من سبتمبر/أيلول إن الاتفاقية ينبغي أن تطبق على "قضايا محددة: اتفاقيات نووية ومسألة الصواريخ طويلة المدى التي تطورها إيران ضد إسرائيل".
وقال كاتس في تصريح لتلفزيون واي نت الإسرائيلي "لدينا وسائل هجوم ودفاع، لكنها (الاتفاقية) ستغنينا عن تخصيص موارد ضخمة بشكل دائم ولأمد طويل في وجه مثل تلك التهديدات".
وهاجم غانتس منافس نتنياهو الرئيسي الفكرة ووصفها بأنها "خطأ جسيم" قائلا إنها ستجرد إسرائيل من استقلالها العسكري.
وقال المرشح المنتمي للوسط في مؤتمر بالقدس "ليس هذا ما نريده. لم نطلب أبدا من أي أحد أن يُقتل من أجلنا. ولم نطلب أبدا من أي أحد أن يقاتل من أجلنا. ولم نطلب أبدا من أي أحد الأذن للدفاع عن دولة إسرائيل".
وتأتي هذه التصريحات فيما ينتظر المجتمع الدولي ان تكشف واشنطن خطتها للسلام في الشرق الأوسط والتي قال وزير الخارجية مايك بومبيو أخيرا إنها قد تعلن في غضون أسابيع.
وتم تأجيل إعلان الخطة المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن" بعدما تقرر إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
والأسبوع الماضي، أعلن جايسون غرينبلات المسؤول الاميركي المكلف خطة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين استقالته.
وتباهى ترامب مرارا بأنه أكثر الرؤساء الأميركيين دعما لإسرائيل. فقد خفض المساعدات الإنسانية للفلسطينيين واعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
وإثر ذلك، قطعت السلطة الفلسطينية اتصالاتها الرسمية بإدارة ترامب، قائلة إنها ليست وسيطا نزيها.
وحتى الآن، لم يعلق ترامب على تعهد نتانياهو المثير للجدل بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وكذلك غور الأردن إذا أعيد انتخابه، في ما يبدو تجاوزا للمقترحات الأميركية لتبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويخوض نتانياهو (69 عاما) انتخابات هي الثانية في خمسة أشهر على وقع احتمال اتهامه بالفساد.