ترامب يشل حركة ثمانية تطبيقات صينية دفعة واحدة

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب يفرض حظراً على تطبيقات صينية مشهورة ويتهمها بتهديدها الأمن القومي.
ترامب حاول فرض الحظر على تيكتوك خلال الصيف
هل تجاوز ترامب صلاحياته بفرضه الحظر على تطبيقات صينية؟

واشنطن - وقّع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الأربعاء أمراً تنفيذياً يفرض في غضون 45 يوماً حظراً على التعاملات مع منصّات الدفع الإلكتروني المملوكة لشركات صينية مثل "ويتشات باي" و"علي باي" وتطبيقات صينية أخرى اعتبرها مصدر تهديد "للأمن القومي".
وكان ترامب حاول خلال الصيف فرض حظر على تطبيق تيكتوك المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية، لكنّ محاولته باءت بالفشل بعدما اعتبر القضاء الأميركي أنّ الرئيس تجاوز صلاحياته بفرضه هذا الحظر.
واعتبر القضاة أن تيكتوك، وهو تطبيق شائع خصوصا بين الشباب ويسمح بمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة، يتمتع بالحماية نفسها مثل وسائل التعبير أو الإعلام الأخرى كالأفلام أو الصور أو وكالات الأنباء.
وأمام المخاوف الإدارية، أعدت تيكتوك خطة لإنشاء شراكة جديدة تضم شركة أوراكل الأميركية بصفتها شريكا تكنولوجيا في الولايات المتحدة وشركة وولمارت الأميركية كشريك تجاري.

  بكين لا تنوي التخلي عن طموحاتها التكنولوجية
بكين لا تنوي التخلي عن طموحاتها التكنولوجية

قال البيت الأبيض الاربعاء إن ترامب وقع أمرا تنفيذيا يحظر إجراء أي تعاملات مع ثمانية تطبيقات لبرمجيات صينية.
ويمثل ذلك تصعيدا للتوتر مع بكين قبل أسبوعين فحسب من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميريكية إن هذه الخطوة تهدف للحد من المخاطر التي يتعرض لها الأميركيون من تطبيقات البرمجيات الصينية التي تمتلك قواعد ضخمة للمستخدمين وقدرة على الوصول لبيانات حساسة.
وجاء في الأمر التنفيذي أن على الولايات المتحدة أن تتخذ تدابير قوية في مواجهة التطبيقات الصينية لحماية الأمن القومي.
ويكلف الأمر وزارة التجارة بتحديد التعاملات التي سيتم حظرها في غضون 45 يوما ويستهدف تطبيقي "كيو كيو واليت" و"وي تشات باي" التابعين لمجموعة تنسنت هولدينجز.
ووردت في الأمر التنفيذي أيضا أسماء التطبيقات "كام سكانر" و"شير إت" و"تنسنت كيو كيو" و"في ميت" التابع لشركة يو.سي ويب التابعة لمجموعة علي بابا و(دبليو.بي.إس أوفيس) التابع لشركة بكين كينجسوفت أوفيس سوفتوير.
ويقول الأمر "بالنفاذ إلى الأجهزة الإلكترونية الشخصية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر يمكن لتطبيقات البرمجيات المتصلة بروابط صينية التقاط شرائح كبيرة من المعلومات من المستخدمين بما فيها معلومات حساسة... ومعلومات خاصة".
وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية إن الصين ستتخذ كل التدابير الضرورية لحماية الحقوق المشروعة للشركات في ضوء قرار ترامب.
وأضافت أن الولايات المتحدة تسيء استخدام قوتها وتعمل دون مبرر معقول على كبح الشركات الأجنبية.
ويهدف الأمر التنفيذي إلى تعزيز السياسة المتشددة التي انتهجها ترامب تجاه الصين قبل تنصيب بايدن الديمقراطي رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
يلقى عدد من التطبيقات الصينية على غرار "شي إين" للملابس و"شير إيت" للملفات و"لايكي" لمقاطع الفيديو إقبالا من ملايين الأشخاص في العالم على تحميلها، لكنها الآن تتبارز في ابتكار وسائل تجنبها مصير تيكتوك.
وبات على التطبيقات الصينية بصورة عامة التعامل مع حكومات أجنبية تزداد ريبة حيال التكنولوجيات القادمة من الصين، معتبرة في بعض الأحيان أنها تعمل لحساب الحزب الحاكم في هذا البلد.
وسعيا للالتفاف على هذه العقبة، يعمد بعضها إلى عدم ذكر أصلها، ولا سيما في الدول الغربية حيث يدور نقاش محتدم حول الأمن الإلكتروني، فيما يتوجه البعض الآخر إلى أسواق نامية يلقى فيها المزيد من الترحيب.
والقاسم المشترك بين كل هذه التطبيقات الحضور الكبير على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعمدت تطبيقات كثيرة إلى تركيز مقرها أو تخزين بياناتها خارج الصين لتفادي اتهامها بالتآمر مع بكين.
لكن رغم التوتر مع واشنطن، فإن بكين لا تنوي إطلاقا "التخلي عن طموحاتها التكنولوجية"، برأي هو ووي الخبيرة الاقتصادية لدى مصرف "يونايتد أوفرسيز".