ترامب يغلظ العقوبات على إيران وحلفائها قبل مغادرة البيت الأبيض

إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولاية تخطط على مدى الأسابيع الأخيرة لها بالسلطة لفرض أقصى العقوبات وأشدها على إيران وشخصيات لبنانية داعمة لحزب الله.
إدارة بايدن تستبعد تخفيف الضغوط على طهران ما لم تغير سلوكها الخبيث
ترامب يسعى لإحجام طموحات إيران النووية خلال فترة الرئاسة المتبقية

واشنطن - يخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الشهرين المتبقيين من فترة ولايته المنتهية لاستكمال أقصى الضغوط على إيران وحلفائها بالمنطقة قبل تسليم السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل، متجها نحو تدشين حملة عقوبات قاسية على إيران وحزب الله على مدى الأسابيع المتبقية له بالبيت الأبيض.

وفي هذا الإطار قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران الخميس إن "إدارة ترامب تخطط لتشديد العقوبات على طهران خلال أسابيعها الأخيرة لها في السلطة".

وحث المبعوث إليوت أبرامز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على استخدام العقوبات للضغط من أجل اتفاق يقلل من التهديدات الإقليمية والنووية التي تشكلها الجمهورية الإسلامية.

وحذر أبرامز الذي أشاد بمستشار بايدن للأمن القومي والمرشح لمنصب وزير الخارجية ووصفهما بأنهما "شخصان رائعان"، الأربعاء من تكرار ما اعتبره أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015 والذي انسحب منه ترامب من جانب واحد عام 2018.

وأعلن بايدن المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، إنه سيعيد الولايات المتحدة إلى اتفاق عهد أوباما إذا استأنفت إيران التزاماتها.

وقال أبرامز في فعالية افتراضية لمعهد بيروت، إن إدارة ترامب تخطط لمزيد من الضغط على طهران، بفرض عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان.

وأضاف "سيكون لدينا الأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه والأسبوع الذي يليه، طوال شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، ستكون هناك عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان، وسيستمر ذلك لشهرين آخرين حتى النهاية".

بدورها قالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إن الولايات المتحدة قد تفرض مزيدا من العقوبات على شخصيات لبنانية بسبب الفساد ومساعدة جماعة حزب الله المدعومة من إيران بعد أن أدرجت واشنطن في الأشهر الأخيرة ثلاثة وزراء سابقين في الحكومة اللبنانية، من بينهم صهر الرئيس، على قائمة سوداء.

وأضافت شيا خلال الفعالية "هناك ملفات قيد الإعداد لدى سلطات لها علاقة بمكافحة الارهاب ومكافحة الفساد".

المفاوضات الإيرانية

ذكر أبرامز أنه يتوقع إجراء مفاوضات مع إيران العام المقبل وأنه يعتقد أنه سيتم إبرام اتفاق في ظل إدارة بايدن.

وقال "نعتقد أن إدارة بايدن لديها فرصة كبيرة لأن هناك الكثير من الضغط على إيران من خلال العقوبات"، مضيفا أنه يرى فرصة للعمل مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وكذلك الحلفاء في المنطقة لإبرام اتفاق يتناول الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة وصواريخها الباليستية.

وأضاف "إذا تجاهلنا النفوذ الذي لدينا فسيكون هذا أمرا مأساويا وفيه حماقة حقا. لكن إذا استخدمناه، فهناك فرصة على ما أعتقد لإبرام اتفاق بناء يعالج كل هذه المشاكل".

وقال إنه سيكون من الخطأ افتراض أن الإدارة الجديدة يمكن أن تغير سياسة إيران بين عشية وضحاها وإن المفاوضات ستستغرق عدة أشهر.

واستبعد حكام إيران إجراء مفاوضات بخصوص برنامجها الصاروخي أو تغيير سياستها الإقليمية وسلوكها "الخبيث" بالمنطقة. ويريدون بدلا من ذلك تغييرا في السياسة الأميركية يشمل رفع العقوبات.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ومعاودته فرض العقوبات الاقتصادية القاسية للضغط على طهران للتفاوض بشأن قيود أشد على برنامجها النووي وتطوير الصواريخ الباليستية ودعم القوى الإقليمية بالوكالة.

وأعلن أبرامز الأربعاء عقوبات مرتبطة بإيران على أربع كيانات في الصين وروسيا متهما إياها بأنشطة تروج لبرنامج الصواريخ الإيراني.

وعانت طهران منذ قدوم ترامب أسوأ فتراتها على الإطلاق، حيث خنقت ضغوط واشنطن الاقتصاد الإيراني ووضعته على حافة الانهيار وفاقمت عزلة الجمهورية الإسلامية.

ويعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الأكثر شراسة من نظرائه في التعامل مع سلوك إيران، فيما ترى طهران في ترامب "الشيطان الأكبر" باعتباره قاتل الجنرال قاسم سليماني والمتسبب في أسوأ أزمة اقتصادية أدت إلى تجويع كثير من الإيرانيين وفقرهم.