ترامب يُلغّم السياسات الخارجية والعسكرية قبل مغادرة البيت الأبيض

الرئيس الأميركي يجري سلسلة تعيينات في وزارة الدفاع من الموالين له ويقيل معارضيه في خطوة تهدف إلى تسريع تنفيذ إجراءات قد تشكل لاحقا عقبات في طريق خلفه الديمقراطي جو بايدن.
ترامب مصمم على تسريع الانسحاب من أفغانستان
من إيران إلى السلام في الشرق الأوسط.. تركة ترامب تُثقل كاهل بايدن  

واشنطن - بدا واضحا أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب والذي يفترض أن يغادر البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021 عازم على اتخاذ قرارات قد تورط أو تثقل على خلفه الديمقراطي جو بايدن.

ويتحرك ترامب الذي توارى تقريبا عن الظهور الإعلامي ولاذ بتويتر سبيلا لنشر أفكاره تارة بالتشكيك في فوز خصمه وتارة أخرى برسم سياسات خارجية يصعب على ساكن البيت الأبيض الجديد التعاطي معها إلا من خلال مسار طويل من المعارك القانونية كما هو الحال بالنسبة لسياسة الضغوط والعقوبات القصوى على إيران وفنزويلا ومسار التفاوض مع حركة طالبان وملف السلام في الشرق الأوسط.

وبدا الرئيس المنتهية ولايته والذي يرفض الاعتراف بالهزيمة كمن يزرع الألغام في طريق خلفه مبقيا على بصماته في كل مسار سياسي داخلي أو خارجي وهي ملفات من المتوقع ان تثقل كاهل جو بايدن.   

وفي مؤشر على عزمه تنفيذ حزمة من الإجراءات العاجلة قبل الرحيل بعد أشهر قليلة، أقال وزير الدفاع مارك إسبر وعيّن موالين له في مناصب مهمة في البنتاغون بهدف واضح هو تسريع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، على الرغم من احتمال اصطدامه بتحفظات العسكريين.

وبعد 69 يوما من انتهاء ولايته، عين ترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته الانتخابية، بدلا من إسبر، اللفتنانت السابق في القوات الخاصة كريستوفر ميلر الذي كان قد تولى إدارة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب قبل ثلاثة أشهر فقط.

كما عين ترامب العديد من المقربين منه الذين يدينون بالولاء له في مناصب مدنية مهمة في وزارة الدفاع (البنتاغون) حتى 20 يناير/كانون الثاني 2021.

واستقال المدير السياسي الذي يعتبر الرجل الثالث في البنتاغون، الثلاثاء وحل محله على الفور نائبه أنتوني تاتا المعلق على قناة فوكس نيوز والمعروف خصوصا بتغريداته المعادية للإسلام. وكان قد وصف باراك أوباما بأنه "زعيم إرهابي" قبل أن يتراجع عن ذلك.

وتم الأربعاء تعيين الكولونيل السابق في سلاح البر دوغلاس ماكغريغور في منصب كبير مستشاري وزير الدفاع.

ولم توضح السلطة التنفيذية هدف هذا التعديل لكن مسؤولا آخر مواليا لترامب هو السناتور الليبرالي راند بول رحب بوصول ماكريغور إلى البنتاغون. وماكغريغور من أشد مؤيدي الانسحاب من أفغانستان أيا تكن الظروف على الأرض، ودافع بشدة عن هذه الفكرة على فوكس نيوز.

وكتب على تويتر "أنا سعيد للغاية لأن دونالد ترامب طلب من صديقي الكولونيل داغ ماكريغور المساعدة في إنهاء الحرب في أفغانستان بسرعة".

وأضاف أن "الفكرة من هذا الخيار وغيره هي أن يكون هناك الأشخاص المناسبون لمساعدته أخيرا على وقف حروبنا التي لا نهاية لها".

وأعلن دونالد ترامب عن رغبته في خفض عدد القوات في أفغانستان إلى 2500 في أوائل 2021، حتى أنه تحدث عن انسحاب كامل في عيد الميلاد، لكن الجيش أصر على ربط أي انسحاب بتراجع العنف على الأرض.

وقبل أسبوعين من الانتخابات، رد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين على رئيس أركان الولايات المتحدة الجنرال مارك مايلي، الذي وصف الأهداف التي حددتها بالأرقام إدارة ترامب بأنها "تكهنات".

وقال أوبراين "يمكنني أن أؤكد أن هذا هو جدول أعمال رئيس الولايات المتحدة وهذه ليست تكهنات".

ولا ينتقد العسكريون موقف البيت الأبيض علنا، لكنهم يقولون في جلساتهم الخاصة إنهم يعارضون عددا أقل من 4500 جندي قبل أن تنبذ طالبان تنظيم القاعدة الجهادي الذي ما زالت قريبة منه بعد حوالى عشرين عاما على اعتداءات 11 سبتمبر/ايلول 2001.

وهم يريدون ربط عملية الانسحاب بمستوى العنف على الأرض ويرون أن الانسحاب المنظم بما في ذلك نقل آلاف الجنود بمعداتهم وأسلحتهم الثقيلة ومركباتهم، لا يمكن أن يتم بحلول 20 يناير/كانون الثاني، إلا إذا تركت أسلحة هناك يمكن أن يستولي عليها أعداء الولايات المتحدة.

ويرى راند بول أن العسكريين لا يستطيعون إبطاء العملية. وكتب على تويتر "تذكير للذين يقولون إن سحب القوات سيؤدي إلى صدام مع الجنرالات: هناك قائد عام واحد وهو دونالد ترامب".

ورأى دوغلاس ماكغريغور في بداية العام أن "الحقيقة هي أن تاريخ رحيلنا لن يغير شيئا. كل شيء سينهار"، مضيفا "لكن النبأ السار هو أنه عندما نرحل على الأقل، لن ندعم بعد الآن الفساد ولا أكبر منتج للهيروين في العالم.. أريد أن ترحل قواتنا لهذا صوتنا له (ترامب) وعليه أن يفعل ذلك".