
ترحيب صريح من السعودية وإيران بهدنة الشهرين في اليمن
لندن - اعلنت كل من السعودية وايران السبت عن ترحيبهما بالهدنة التي تبدأ السبت برعاية الأمم المتحدة وتستمر شهرين على أمل وضع حد للحرب الطويلة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
ويُنظر الى النزاع القائم منذ سبع سنوات على انه حرب بالوكالة في اليمن، حيث تقاتل الحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية المتمردين الموالين لايران.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ مساء السبت، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي "بدأت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم. بدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برًا وجوًا وبحرًا".
ولقيت الهدنة التي تتزامن مع دخول شهر رمضان، ترحيبا من التحالف العسكري بقيادة السعودية ومن الامارات، كما رحبت الحكومة اليمنية والحوثيون بإعلان الهدنة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنها ترحب "بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ ببدء هدنة يتم من خلالها وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية-اليمنية".
وأكدت الوزارة في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية على "دعمها لإعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقبول الهدنة".
وثمنت الخارجية السعودية "جهود المبعوث الخاص بإعلان الهدنة والتي تأتي بالتماشي مع المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في شهر مارس/آذار 2021".
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان "نرحب بمبادرة إعلان هدنة إنسانية باليمن برعاية أممية لمدة شهرين تتوقف بموجبها العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن".
وأعرب زادة في البيان الذي نشرته وكالة إرنا الإيرانية للأنباء "عن أمله بأن تشكل هذه الخطوة تمهيدا للرفع الكامل للحصار وإقرار وقف إطلاق النار الدائم في سياق الوصول إلى حل سياسي لأزمة اليمن".
واضاف "نأمل أن نشهد على أعتاب شهر رمضان المبارك في ظل إيلاء الأولوية للقضايا الإنسانية واستمرار الهدنة، تحسن الظروف الإنسانية والتبادل الكامل للأسرى والسجناء بين أطراف النزاع ".
كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اليوم السبت أن الإمارات رحبت بإعلان الهدنة في اليمن ووقف كافة العمليات العسكرية على الحدود السعودية - اليمنية.
والامارات تعرضت قبل اسابيع لهجمات شنها الحوثيون عبر الصواريخ البالستية لكن الدفاعات الاماراتية تمكنت من التصدي لها في مجالها الجوي.
وعززت ابوظبي دفاعاتها بالتعاون مع عدد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة وذلك اثر توجيه الحوثيين مزيد من التهديدات ضد الامارات.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنغ إن الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن تمثل "لحظة حاسمة" في الصراع المستمر منذ نحو سبع سنوات ويحيي أمل الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي في أن تحقق سلاما دائما للبلد الذي دمرته الحرب.
وأضاف ليندركنغ أن الهدنة لمدة شهرين التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تبدأ اليوم السبت تعد "خطوة أولى" نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وقال ليندركنغ في مقابلة أجريت معه في عمان "إذا أمكن للمجتمع الدولي والأطراف العمل معا فإن هذه (الهدنة) يمكن البناء عليها نحو وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة تشكل في نهاية المطاف صورة يمن جديد".
وأضاف "نريد أن نبني على لحظة حاسمة تساعد اليمن على تغيير المسار".
وقال لندركنغ إن اتفاق الهدنة تتويج لجهود دبلوماسية أمريكية مكثفة وإدارك الحوثيين بأنه لن يكون بإمكانهم تحقيق نصر عسكري حاسم.
وأضاف "لقد تغيرت آليات ميدان المعركة. كل تلك الأمور اجتمعت لخلق تلك اللحظة الحاسمة".
واكد المبعوث الاميركي الى اليمن ان الحوثيين تركوا جانبا الآن "فكرة النصر العسكري".
وأضاف أن الهدنة فرصة لإيران التي تقول واشنطن إنها تقدم دعما كبيرا للحوثيين لإظهار حسن نيتها في دعم مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وافاد "نود أن نرى إيران تبتعد عن الأساليب السلبية والدور السلبي الذي تلعبه في هذه المنطقة".
وقال غروندبرغ في بيان مساء الجمعة إن "أطراف النزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران" مشيرا إلى أنها قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".
ويأتي الإعلان عن الهدنة بعد جهود قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر. وتكثفت الجهود في الأيام الأخيرة. والتقى غروندبرغ الخميس ممثلين عن المتمردين الحوثيين في سلطنة عمان، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات اجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في الرياض.
وتزامن الإعلان مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية. ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم المتمردون الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى.
اثر ذلك، أعلن التحالف الذي بدأ تدخله في آذار/مارس 2015 أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان.
وتابع غروندبرغ "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقاً".
وأردف "اتفق الأطراف أيضاً على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
واعتبر أن "الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل".