ترشيح 'إلى سما' السوري لأوسكار أفضل فيلم وثائقي

فيلم المخرجة السورية وعد الخطيب يسجل مشاهد الدمار والقصف وتوافد الجرحى على المستشفيات خلال اندلاع المعارك في المدينة.
الفيلم فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان السينمائي

لوس أنجليس - رشح موقع "روتن تومايتوز" المتخصص بالتقييم النقدي السينمائي، الفيلم السوري "إلى سما" للفوز بجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي.
الفيلم السوري الذي أخرجته وعد الخطيب وشاركها البريطاني إدوارد واتس، فاز بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان "ساوث باي ساوث وست" في مدينة أوستن الأميركي، ونال  أفضل وثائقي في مهرجان كان السينمائي الماضي ما زاد من حظوظه للترشح لأوسكار هذا العام.
ويروي "الى سما" حياة وعد الخطيب خلال خمسة أعوام من الثورة في حلب، من وقوعها في الحب ثم الزواج وإنجاب سما، وكل ذلك بينما الصراع العنيف يشتد من حولها.
ويستعرض الفيلم الذي يتّخذ شكل رسالة توجّهها الأمّ إلى ابنتها ويتضمّن مشاهد مؤثّرة جدا صوّرتها الخطيب في شوارع حلب أو محيط المستشفى، مسار وعد الطالبة فالزوجة والوالدة.
ففي العام 2011، كانت هذه الشابة تدرس أصول التسويق في جامعة حلب بعد تخلّيها عن فكرة خوض مجال الصحافة لأن هذه المهنة محفوفة بالأخطار في نظر أهلها. غير أن المعادلة انقلبت رأسا على عقب عند انطلاق التظاهرات الأولى ضدّ نظام بشار الأسد التي قمعت قمعا دمويا.
وقرّر الزوجان البقاء مع طفلتهما في المدينة المحاصرة التي أصابها الدمار، هو ليمارس مهنته كطبيب في المستشفى الذي سيتحول الى منزلهما، وهي لتواصل تصوير يوميات المدينة وحياتهما وسطها، بشكل سيجعل من الفيلم الوثائقي "رسالة حب من أم شابة إلى ابنتها" المولودة في خضم أهوال الحرب في مدينة حلب في شمال سوريا.

وبدأت الخطيب التصوير في العام 2012 تزامنا مع اندلاع المعارك في مدينة حلب بين الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية منها والقوات الحكومية في الأحياء الغربية.
ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين. وهي صوّرت بواسطتها كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها مرورا بتوافد الجرحى إلى المستشفى. فخلّدت لحظات وضع مولود ميت ونحيب صبيين تحسرّا على وفاة شقيقهما الأصغر.
ونالت بفضل تسجيلاتها هذه مكافآت عدة، أبرزها جائزة في مهرجان بايو لمراسلي الحرب سنة 2017.
وصوّرت وعد رحلة العودة إلى حلب المحفوفة بالأخطار التي قامت بها مع طفلتها في يوليو/تموز 2016 لتزور حماها المريض في تركيا.
وخلال خمس سنوات، جمعت تسجيلات تمتدّ على مئات الساعات نشرت جزءا منها على الانترنت مع الحرص على التستّر على هويتها خشية توقيفها.
لكن في ظلّ سيطرة الجيش على الأحياء الشرقية لحلب بعد هجوم عسكري واسع وإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة منها، اضطر حمزة ووعد وابنتهما سما إلى مغادرة البلد. وباتت العائلة تقيم في لندن حيث تتعاون وعد مع القناة التلفزيونية الرابعة.
يذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار الثاني والتسعين سيقام في التاسع من فبراير/شباط المقبل، على مسرح دولبي في هوليوود بمدينة لوس أنجليس التابعة لولاية كاليفورنيا.