تركيا تتجاهل أوروبا وتواصل السماح للمهاجرين بالعبور

اردوغان يحذر من أن ملايين المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون إلى أوروبا في وقت عبرت فيه فرنسا عن تضامنها الكامل مع اليونان وبلغاريا.
المانيا تحذر اللاجئين والمهاجرين في تركيا من الانطلاق نحو أوروبا

أنقرة - تواصل تركيا استعمال ورقة اللاجئين السوريين والمهاجرين لابتزاز أوروبا تزامنا مع المأزق الذي تعيشه انقرة بفعل تدخلها في سوريا.
وفي هذا الاطار حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين من أن "ملايين" المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون إلى أوروبا، في وقت كثّف ضغوطه على الدول الغربية بشأن النزاع السوري.
وبعدما فتحت تركيا أبوابها أمام المهاجرين لمغادرة أراضيها باتّجاه أوروبا الأسبوع الماضي، "عبر مئات الآلاف وسيصل العدد قريبا إلى ملايين"، بحسب ما أفاد إردوغان في تصريحات متلفزة، رغم أن التقارير الصادرة عن حرس الحدود في اليونان تحدثت عن أعداد أقل بكثير حتى الآن.
واثار القرار التركي انتقادات اوروبية واسعة لكنها لم تلقى اذانا صاغية من قبل اردوغان والمسؤولين الاتراك.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "التضامن الكامل" لفرنسا مع اليونان وبلغاريا اللتين تواجهان موجة تدفق للمهاجرين من تركيا، واستعداد بلاده "لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود" في إطار "جهود أوروبية".

وأعلن ماكرون في تغريدة مساء الأحد "التضامن الكامل مع اليونان وبلغاريا، فرنسا مستعدة للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود".
وأضاف "علينا العمل معاً لتفادي وقوع أزمة إنسانية وأزمة هجرة".

وليست فرنسا وحدها من نددت بالتصرفات التركية في ملف المهارجين حيث حذر المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبرت الاثنين اللاجئين والمهاجرين في تركيا من الانطلاق نحو أوروبا.

وقال زايبرت "إننا نعايش حاليا على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع تركيا، على اليابسة وبحرا، وضعا مقلقا للغاية. إننا نواجه لاجئين ومهاجرين يقال لهم من الجانب التركي إن الطريق نحو الاتحاد الأوروبي مفتوح حاليا، وهو بالطبع ليس كذلك".

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية: "يقود ذلك هؤلاء الأشخاص، رجالا ونساء وأطفالا، إلى وضع صعب للغاية، ويضع ذلك اليونان أمام تحديات هائلة. والحكومة الاتحادية على وعي بكل ذلك".

وأشار زايبرت إلى الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن الحد من الهجرة غير الشرعية والسيطرة عليها ومكافحة مهربي البشر، لافتا إلى أن الحكومة الاتحادية تظل على قناعة بأن هذه الاتفاقية جيدة بالنسبة لكلا الجانبين، وأنها تساعد وأنه يجب الإبقاء عليها والامتثال لها.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن تركيا تتحمل عبئا ضخما من خلال إيوائها لـ 5ر3 مليون لاجئ ومهاجر.

وتابع أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم مساعدات بقيمة ستة مليارات يورو، تم دفع أكثر من نصفها حتى الآن، وشدد على ضرورة التشاور بشأن عدم رضا تركيا عن تدفق الأموال.

وقال زايبرت: "إننا نعايش بالتأكيد حاليا وضعا لا ينم عن فحوى الاتفاقية، ولكننا لا نعايش أيضا فسخا للاتفاقية... هذه الاتفاقية لها قيمتها".

وصرحت رئيسة المفوضية الاوروبية اروسولا فون دير لايين الاثنين أنها ستزور مع رئيسي البرلمان والمجلس الاوروبيين الحدود اليونانية مع تركيا لدعم اثينا التي تواجه ازمة مهاجرين على حدودها.

وسترافق فون دير لايين ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال ورئيس البرلمان الاوروبي ديفيد ساسولي رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في زيارة للحدود الثلاثاء، بحسب ما صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحافي في بروكسل.

وكانت فون دير لاين صرحت السبت أن الاتحاد يراقب "بقلق" تدفق المهاجرين دون ضوابط من تركيا نحو حدود الاتحاد الشرقية في اليونان وبلغاريا.
وأوضحت في تغريدة "أولويتنا الأساسية في هذه المرحلة هي ضمان حصول اليونان وبلغاريا على دعمنا الكامل. نحن جاهزون لتقديم دعم إضافي، خصوصاً بواسطة فرونتكس (الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود) عند الحدود البرية".
وعززت السلطات اليونانية والبلغارية أمن حدودها مع تركيا بعد إعلان أنقرة أنها ستسمح للمهاجرين بالعبور نحو أوروبا.
واعلن مسؤول تركي كبير الجمعة أن أنقرة لن تمنع المهاجرين بعد اليوم من الوصول إلى الحدود مع أوروبا، في أعقاب مقتل 33 عسكرياً تركياً على الأقل في إدلب في شمال غرب سوريا بضربات جوية نسبتها أنقرة إلى النظام السوري المدعوم عسكرياً من موسكو.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف الاثنين في أنقرة الرئيس إردوغان لمناقشة تطور الوضع في إدلب وتدفق المهاجرين إلى أبواب الاتحاد الأوروبي.

الشرطة اليونانية
اليونان تقوم بجهود كبيرة لمنع دخول المهاجرين عبر الحدود التركية

وعلى عكس الحدود اليونانية مع تركيا، حيث تجمّع آلاف المهاجرين الذين عمدت قوات الأمن اليونانية على منعهم من التقدم، لم تشهد الحدود البلغارية أي حركة مماثلة.
ولبلغاريا علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع جارتها تركيا. وبين البلدين حدود بطول 250 كلم، بنت عليها صوفيا سياجاً منذ عام 2016 لمنع المهاجرين من الدخول.
ويواصل المهاجرون واللاجئون السوريون التوجه نحو اليونان عبر الأراضي التركية، من خلال البر والبحر.
ويلجأ المهاجرون ممن يفشلون في العبور إلى اليونان عبر البر، إلى اجتياز الحدود على متن زوراق أو سباحةً، عبر بحر إيجة أو نهر مريج (إفروس) الفاصل بين البلدين.
بدورها، أقامت السلطات اليونانية، حواجز أمام معبر "كاستانيس" الحدودي في منطقة "إفروس" اليونانية، ولجأت إلى استخدام القوة ضد المهاجرين ممن حاولوا اجتياز الأسلاك الشائكة على حدودها.
كما استخدمت السلطات اليونانية، القنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ورش المياه على المهاجرين، إضافة إلى استخدامهم الرصاص المطاطي في بعض الأحيان.
وعقب فشلهم في العبور إلى الأراضي اليونانية، عبر البر، تدفق المهاجرون إلى نهر مريج بين تركيا واليونان، حيث عبرها بعضهم سباحة والبعض الآخر على متن زوارق.