تركيا تتجه إلى جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في نكسة لأردوغان

النتائج الأولية تظهر أن لا غالب ولا مغلوب في سباق الرئاسة بين أردوغان مرشح تحالف الشعب وكليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارضة، ما يفتح الباب لجولة إعادة لن تكون سهلة بالنسبة للرئيس التركي المنتهية ولايته.

أنقرة - أخفق الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الطامح لولاية رئاسية جديدة في تحصيل  النسبة المطلوبة من الأصوات (50 زائد واحد) إذ تراجعت نسبة الأصوات التي حصل عليها دون الـ50 بالمئة من الأصوات مع فرز 89 بالمئة من بطاقات الاقتراع في نكسة انتخابية، ما يفتح الباب أمام جولة إعادة ثانية في 28 مايو/ايار بعد أن كانت وسائل إعلام رسمية قد روجت لتقدمه في وقت مبكر مساء الأحد.

والنتائج الأولية قد تكون صادمة لأنصار أردوغان، لكنها لا تبدو كذلك لأنصار مرشح تحالف الأمة الذي بدا واثقا بأنه سيحسم الأمر لصالحه إن لم يكن في الجولة الأولى ففي الجولة الثانية، بينما يمكن أن تتغير النتائج كذلك لصالحه على الأرجح مع استكمال عمليات الفرز.

ففي اسطنبول المدينة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، قد تساعد نسبة 20 بالمئة من الأصوات التي لم تفرز بعد كيلتشدار أوغلو، بينما منحته أصوات الناخبين من أنصار حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد حظوظا أوفر.

وفي مدينة ديار بكر التي تسكنها أغلبية كردية في جنوب شرق البلاد، حصل كيلتشدار أوغلو على أكثر من 71 بالمئة من الأصوات من إجمالي 80 بالمئة من بطاقات الاقتراع التي تم فرزها، بحسب الأناضول.

وحتى لو كان مرجحا أن تتغير هذه الأرقام، بالنسبة إلى سنان أوغان المرشح الذي حلّ ثالثا في هذه الانتخابات الذي حصل على نسبة 5 بالمئة من الأصوات، فإن هذه النتائج تفتح الطريق أمام جولة ثانية في 28 مايو/ايار. وإذا كانت الحال كذلك، ستكون سابقة في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة.

وقال أوغان "أمامنا 15 يوما صعبة في حال توجهنا إلى جولة ثانية" رافضا تحديد المرشح الذي سيدعمه. وللفوز في الانتخابات الرئاسية، يجب أن يحصل أحد المرشحين الرئيسيين على أغلبية 50 بالمئة من الأصوات زائد واحد.

وقرابة الساعة 23:00 (20:00 ت غ)، كان أردوغان قد حصل على نسبة 49.94 بالمئة من الأصوات بعد فرز نحو 90 بالمئة من بطاقات الاقتراع، وفقا لوكالة الأناضول التركية الحكومية التي سبق لها أن روجت في وقت سابق الأحد لتقدم مرشح تحالف الشعب وقالت إنه حصل على 52.5 بالمئة من الأصوات، في معلومات كذبتها المعارضة التي قالت بدورها ان مرشحها كمال كليتشدار أوغلو يتصدر النتائج الأولية للاقتراع.

وأثناء انتظار النتائج النهائية، خاض الطرفان معركة أرقام وطلبوا من مراقبيهم البقاء في مراكز الفرز "حتى النهاية". وكانت معركة أرقام بدأت مساء الأحد في تركيا بعد فرز جزئي لبطاقات الاقتراع.

وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية بأن أردوغان تصدّر مساء الأحد نتائج الانتخابات الرئاسية بعد فرز أكثر من 40 في المئة من بطاقات الاقتراع، مضيفة أنه حتى الآن، حاز أردوغان الذي يتولى الحكم منذ عشرين عاما، 52.4 في المئة من الأصوات مقابل 43.8 في المئة لمرشح المعارضة كيلتشدار أوغلو، إلا أن الأخير أعلن مساء الأحد أنه يتصدر النتائج متقدما على أردوغان. وكتب على تويتر "نحن في الصدارة"، رافضا الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول.

وبدوره طلب رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي قد يعيّن نائبا للرئيس إذا فاز كيلتشدار أوغلو، من المواطنين عدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية. وقال "نحن لا نصدق (وكالة) الأناضول بتاتا".

وأظهرت أرقام محطة 'خلق تي في' التلفزيونية المقربة من حزب الشعب الجمهوري مساء الأحد تقدما طفيفا لكيلتشدار أوغلو بنسبة 47.71 بالمئة مقابل 46.5 بالمئة لأردوغان.

من جهتها أفادت وكالة 'أنكا' الخاصة بأن أردوغان حصل على 47.6 في المئة من الأصوات وكيلتشدار أوغلو على 46.6 في المئة من أكثر من نصف (52 بالمئة) البطاقات التي فرزت حتى وقتها.

ومنذ فتح صناديق الاقتراع عند الساعة 08:00 بتوقيت تركيا (05:00 ت غ) حتى الدقيقة الأخيرة 17:00 (14:00 ت غ)، ضاقت مكاتب الاقتراع بالناخبين الذين انتظروا أحيانا لساعات. ولم تعلن بعد رسميا نسبة الإقبال التي يعتقد أنها بلغت حوالي 90  بالمئة.

وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين أردوغان (69 عاما) وكيليتشدار أوغلو (74 عاما) الذي يقود حزبا ديمقراطيا اجتماعيا وعلمانيا.