
تركيا تتحرك لدعم أذربيجان بعد استنجاد أرمينيا بروسيا
باكو - وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأحد إلى أذربيجان، في خضمّ نزاع مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ، لتأكيد دعم بلاده لباكو غداة طلب يريفان المساعدة من موسكو.
وكتب تشاوش أوغلو في تغريدة "نحن مجدداً في باكو مع أشقائنا، لتجديد دعمنا القوي لأذربيجان العزيزة وتبادل (وجهات النظر) بشأن التطوّرات الأخيرة في ناغورني قره باغ".
ومن شأن تمسك تركيا بتدخلها العسكري ودعمها لباكو أن يؤجج النزاع العنيف على إقليم ناغورني قره باغ ويثير حفيظة موسكو التي تعتبر يريفان حليفة لها.
ولوح الكرملين مؤخرا بتدخل عسكري مباشر في حال امتدت هجمات أذربيجان إلى الأراضي الأرمنية، في خطوة قد تستنسخ سيناريو المواجهات الروسية التركية شمال سوريا بناغورني قره باغ.
وطلب وزير الخارجية الأرمني نيكول باشينيان السبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات "عاجلة" حول احتمال تقديم مساعدة أمنية روسية ليريفان، متذرعاً بمعاهدة الأمن الجماعي التي تربط البلدين.
وأكد باشينيان في رسالة إلى الرئيس الروسي أن المعارك باتت تقترب من حدود أرمينيا واتّهم مجدداً تركيا بدعم أذربيجان.
وردّت روسيا مبديةً استعدادها لتقديم "المساعدة الضرورية" في حال طالت المعارك الأراضي الأرمينية، إذ أن معاهدة الدفاع لا تشمل إقليم ناغورني قره باغ.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه سيتم بحث "الصيغ الملموسة" لمساعدة.
وأجّج طلب أرمينيا المخاوف من تصعيد ومن انخراط روسيا وتركيا في هذا النزاع القديم حول ناغورني قره باغ.

منذ 27 سبتمبر/أيلول، تتواجه القوات الأذربيجانية والانفصاليون في ناغورني قره باغ المدعومون من يريفان في معارك عنيفة. وقد باءت بالفشل ثلاث هدنات إنسانية حتى الآن.
وكان المجتمع الدولي قد حذر منذ بداية النزاع من أن استمرار الاشتباكات العنيفة قد يؤدي إلى تدويل الصراع في ظل تداخل أطراف دولية عدة وخاصة روسيا الحليفة لأرمينيا من جهة وتركيا الداعمة بوضوح لأذربيجان في حربها منذ البداية ضد الأرمن.
وروسيا وتركيا على توتر مستمر بسبب تداخلهما في العسكري في سوريا، حيث تدعم أنقرة الفصائل السورية المعارضة في حين تدعم موسكو النظام السوري.
واتفقت كل من أنقرة وموسكو منذ السادس من مارس/آذار الماضي على وقف إطلاق النار، لكن قصفا روسيا عنيفا استهدف بداية الأسبوع مقرا لـ"فيلق الشام" الفصيل المفضل لدى تركيا، متسببا في مقتل 78 مقاتل، قد ينسف الهدنة ويعيد المواجهات الروسية التركية شمال سوريا إلى الواجهة.
ويعتبر استهداف روسيا لفصيل "فيلق الشام" أحد أبرز الفصائل السورية الموالية إلى تركيا، بمثابة رسالة موجهة من موسكو إلى أنقرة، لأن الأخيرة دفعت بالمئات من مرتزقة الفصيل للقتال في ناغورني قره باغ لدعم أذربيجان في حربها ضد أرمينيا حليف روسيا، وتخوض كل من روسيا وتركيا نزاعات عدة.
وتواصلت المعارك بين أرمينيا وأذربيجان ليل السبت وصباح الأحد، وفق الطرفين.
واتّهم القادة الانفصاليون في قره باغ أذربيجان بقصف مناطق مدنية من بينها مدينة شوشة الاستراتيجية. وأكد "جيش" قره باغ "صباحاً، جددت القوات العدوة هجماتها".
واتّهم وزير الدفاع الأذربيجاني من جهته القوات الأرمنية باستهداف جيشه ومناطق مدنية السبت وليل الأحد.
وبحسب أرقام جزئية، أسفرت المواجهات وهي الأسوأ منذ حرب في مطلع تسعينات القرن الماضي، عن أكثر من 1250 قتيلاً، لكن عدد الضحايا قد يكون أكبر بكثير.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ عن أذربيجان في تسعينات القرن الماضي في نهاية حرب أدت إلى مقتل ثلاثين ألف شخص ونزوح مئات الآلاف.