تركيا تتمدد في سوريا من بوابة المنطقة الآمنة

الاتفاق الأميركي التركي حول إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا يؤجج مخاوف النازحين السوريين في تركيا من احتمال تعرضهم لطرد جماعي.

طائرات تركية مسيرة تحلق في شمال سوريا
لا تفاصيل معلنة حول حجم المنطقة الآمنة وهيكل قيادة العمليات المشتركة
تركيا لا تفصح عن طبيعة عمليات طائرتها المسيرة فوق شمال سوريا

اسطنبول - قالت وزارة الدفاع التركية اليوم الأربعاء إن طائرات مسيرة تركية بدأت العمل في شمال سوريا حيث اتفقت واشنطن وأنقرة على إقامة منطقة آمنة لاتزال تثير المخاوف من أنها قد تمهد لترحيل جماعي للنازحين السوريين من تركيا.

كما تثير المنطقة الآمنة التي دفعت أنقرة بشدة لإنشائها، قلقا متناميا من التمدد التركي في سوريا وتوسيع تواجدها العسكري في المنطقة.

وتعتبر دمشق الوجود العسكري التركي في شمال البلاد، احتلالا، إلا أنها لم تتحرك لحماية مواطنيها من الأكراد الذين قويت شوكتهم بدعم أميركي خلال سنوات الحرب الأهلية التي تفجرت شراراتها في مارس/اذار 2011 بانتفاضة شعبية سلمية.

واتفقت أنقرة وواشنطن الأسبوع الماضي على إقامة مركز عمليات مشترك لإدارة المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سوريا. ولم يعلن عن اتفاق بشأن التفاصيل الرئيسية مثل حجم المنطقة وهيكل القيادة للدوريات المشتركة التي ستعمل هناك.

ووصل وفد أميركي من ستة أعضاء إلى إقليم شانلي أورفة في جنوب تركيا يوم الاثنين لتأسيس مركز العمليات.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم الأربعاء إن العمل متواصل لإقامة مركز العمليات المشترك في شانلي أورفة، مضيفة أن الطائرات المسيرة بدأت العمل بالمنطقة حيث ستقام المنطقة الآمنة دون أن تفصح عن طبيعة العمليات التي تقوم بها هذه الطائرات.

واختلفت واشنطن وأنقرة بشأن الخطط في شمال شرق سوريا حيث يخوض حلفاء الولايات المتحدة ومنهم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا عدوا وتصنفها جماعة إرهابية، قتالا على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وناقش الحلفاء إقامة منطقة آمنة قرب الجبهة التركية التي ستبقى خالية من المقاتلين والأسلحة الثقيلة، لكن تركيا تريد تمديدها لأكثر من المثلين داخل الأراضي السورية عما اقترحته الولايات المتحدة.

ولوحت أنقرة بتحرك عسكري إذا لم تتوصل الولايات المتحدة إلى حل يحمي حدودها، قائلة إن وحدات حماية الشعب الكردية تمثل امتدادا داخل سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد الدولة التركية منذ ثمانينات القرن الماضي.

واختلفت واشنطن وأنقرة أيضا بشأن أمور أخرى من بينها شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 وكذلك محاكمة موظفين محليين بالقنصلية الأميركية في تركيا عن اتهامات تتعلق بالإرهاب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في تصريحات سابقة أن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا حتمية، مؤكدا أنها ضرورية لحماية أمن تركيا القومي.

لكنه شدد أيضا على أنها ستساعد على عودة آلاف النازحين السوريين بشكل آمن لمناطقهم، مثيرا مخاوف لدى النازحين من عمليات ترحيل قسري.

وأجج الاتفاق الأميركي التركي مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا خلال الفترة المقبلة من احتمال ترحيلهم.

ويأتي الإعلان التركي فيما يتعرض النازحون السوريون في تركيا لمضايقات واعتداءات متصاعدة.

وذكرت شبكة 'سي.إن.إن' الإخبارية التركية اليوم الأربعاء أن "الإعلان قد بعث برسالة مخيفة للسوريين"، وسط أنباء عن ترحيل نحو 6 آلاف سوري واعتقال نحو 12 ألفا ىخرين.

إلا أن مسؤولين اتراكا نفوا حدوث عمليات ترحيل قسري للنازحين السوريين فيما تعهد رئيس بلدية اسطنبول أكرم امام أغلو بإنشاء مكتب للاجئين لتحسين طريقة التعامل مع الأزمة الراهنة.

واستخدم الرئيس التركي في السنوات القليلة الماضية ورقة اللاجئين في ابتزاز أوروبا ماليا وسياسيا وهدد مرارا بإطلاق طوفان من المهاجرين لتحسين شروط التفاوض حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. كما طلب مخصصات مالية ضخمة لقبول النازحين السوريين على الأراضي التركية وضاعفها من 3 مليارات يورو إلى 6 مليارات.