تركيا تتوقف عن تمويل 'فيلق الرحمن' لرفضه القتال في ليبيا

أوامر أنقرة بإيقاف تمويل الفصيل السوري المتشدد يأتي وسط أنباء عن تمرد مرتزقة أردوغان على الضباط الأتراك في ليبيا بسبب تخلف تركيا عن دفع مستحقاتهم المالية.

بيروت - أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة أن تركيا أوقفت منذ شهرين تمويل فصيل 'فيلق الرحمان' في سوريا بسبب رفض إرسال عناصره للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق.

وأبلغ المرصد السوري نقلا عن "مصادر موثوقة" أن إيقاف تمويل الفيلق جاء بأمر من قوات المعارضة السورية الموالية إلى تركيا والتي طلبت بأوامر تركية من 'فيلق الرحمن' تقديم قائمة تضم أسماء مجندين لإرسالهم للقتال في ليبيا، لكن قيادي الفيلق رفضوا الطلب.

إلى ذلك توقفت منذ نحو شهرين قوات المعارضة المدعومة من قبل تركيا عن دفع رواتب 'فيلق الرحمان' الذي ينحدر أغلبية مقاتليه من الغوطة الشرقية ومحافظة حمص السورية، وخفضت مخصصاته من الطعام والذخائر.

وكان المرصد السوري قد كشف في مارس/آذار الماضي استياء كبيرا في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، فيما يعيش المرتزقة حالة مزرية في معسكرات العاصمة الليبية طرابلس.

وتحدث أحد المقاتلين عن ندم جميع المقاتلين بشأن القدوم إلى ليبيا، مشيرا إلى تورطهم بذلك، داعيا العناصر السورية الراغبة في القتال في سوريا للتراجع عن قرارها بسبب سوء الأوضاع وتخلف السلطات التركية عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أميركي للشهر الواحد.

وأكد المقاتل أن الجميع يريد العودة إلى سوريا وأن هناك دفعات استعدت لذلك في ظل تمردهم على الضباط الأتراك وميليشيات حكومة الوفاق الليبية.

وبعد أن أخلفت تركيا بوعودها وخفضت رواتب عناصر المرتزقة السوريين، كشفت مصادر أمنية مقربة انسحاب المقاتلين السوريين في أكثر من محور قتال وحدثت مناوشات بينهم وبين الضباط الأتراك وجنود حكومة الوفاق.

ودفعت هذه المناوشات بحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة العرب اللندنية، الضباط الأتراك وميليشيات الوفاق إلى توجيه إهانات بعبارات العنصرية واتهامات بالجبن للمرتزقة السوريين، ما يعكس مدى معاناتهم في ليبيا بعد تورطهم في الحرب سعيا وراء الإغراءات المالية التي قدمها أردوغان لدفعهم للقتال في ليبيا.

وارتفعت حصيلة قتلى مرتزقة أردوغان مؤخرا خلال الاشتباكات العنيفة ضد قوات الجيش الوطني الليبي إلى 199 قتيلا، فيما تواصل السلطات التركية الزج بمزيد من المقاتلين السوريين وإرسالهم لدعم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في معركته ضد الجيش الليبي.

ويواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عمليته العسكرية منذ أبريل/نيسان الماضي للسيطرة على العاصمة الليبية وتحريرها من المسلحين الإرهابيين الموالين للسراج.

في ظل مواصلة تركيا نقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق التي تشهد اضطرابات مقابل تقدم قوات الجيش الوطني، بلغ عدد المجندين المرتزقة حتى الآن نحو 5300 مقاتل، وفق المرصد.

وذكر المرصد أن تركيا تجند من السوريين على أراضيها نحو 2100 مقاتل سوري تدربهم لإرسالهم عبر دفعات عندما تقتضي الحاجة لاسيما بعد الخسائر البشرية الفادحة التي تلقتها كل من قوات السراج وعناصر الجيش التركي.

ورغم الدعوات المستمرة لوقف النار في ليبيا في ظل ظهور إصابات بكورونا في بلد يعاني هشاشة بالقطاع الصحي بسبب الحرب، يواصل أردوغان الذي لا يتوقف عن تغذية الصراع بين الفرقاء الليبيين تهوره، ضاربا بذلك عرض الحائط الدعوات الدولية والإقليمية لخفض العنف في ليبيا ليتسنى التفرغ لمواجهة الوباء.

ويحاول الرئيس التركي استغلال انشغال أغلب دول العالم بانتشار الوباء القاتل، لتدارك خسائره العسكرية والمادية في ليبيا وإعادة التموقع في العاصمة طرابلس وفي مدينة مصراتة بنشر مزيد من القوات والمعدات العسكرية وإرسال المزيد من المقاتلين السوريين والجنود الأتراك.