تركيا تحذر دمشق من أي هجوم جديد على قواتها في إدلب

أنقرة تلوح بمزيد من العمليات العسكرية شمال سوريا ردا على قوات النظام التي استهدفت الاثنين الجيش التركي.
قلق أممي من تفاقم الوضع في سوريا بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش التركي وقوات النظام
العنف شمال سوريا يتسبب في نزوح نصف مليون شخص أغلبهم نساء وأطفال

أنقرة - أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء، أن بلاده ستواصل الرد على النظام السوري إن كرّر استهدافه القوات التركية في إدلب.
جاء ذلك في كلمة له الثلاثاء خلال اجتماع تحت عنوان "آسيا من جديد" بخصوص سياسة تركيا الخارجية، حضره سفراء وممثلي تركيا في القارة.
وأوضح أغلو "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت".
وقال "على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة"، مضيفا "الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي (حول سوريا) ولكنهما لم ينتهيا تماما ".
وتابع "العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً". وأكد "اتصلت قبل أسبوع بنظيري الروسي سيرغي لافروف وأبلغته بأن هجمات النظام بدأت تزداد وتولّد نتائج سلبية وشدّدت على وجوب وقف تلك الهجمات التي تسببت في نزوح عشرات الآلاف نحو الحدود التركية".

وفي اشتباكات عنيفة جدت الاثنين بين القوات السورية والتركية، قتل 7 جنود أتراك وثلاثة مدنيين يعملون لصالح أنقرة، جراء قصف مدفعي شنته قوات النظام ضد القوات التركية المتمركزة في محافظة إدلب.

وردّت أنقرة سريعاً عبر استهداف مواقع للجيش السوري. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحافي، إن "طائرات تركية والمدفعية قصفت أهدافاً حددتها أجهزة استخباراتنا".

وأكدت وزارة الدفاع التركية ردها على ما وصفته "بالهجوم الدنيء" التي شنته قوات النظام السوري.

وبحسب مصادر في أنقرة قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "قمنا ونقوم بالرد على الهجوم الدنيء لقوات نظام بشار الأسد في إدلب وجرت محاسبتهم على كل قطرة من دماء شهدائنا".

وترسل أنقرة منذ أيام تعزيزات عسكرية إلى شمال غرب سوريا، حيث  دخلت الأحد إمدادات عسكرية تعد الأكبر إلى المنطقة، تضم 240 آلية على الأقل من دبابات وناقلات جند وشاحنات، تمركز معظمها في محيط مدينة سراقب التي تخوض قوات النظام منذ أيام معارك في محيطها.

ويعتبر التصعيد الحاصل بين القوات التركية وقوات الأسد في سوريا، المواجهة الأخطر بين الطرفين منذ بدء التدخل العسكري التركي المباشر في سوريا منذ العام 2016.

الاشتباكات بين الجنود الأتراك والقوات الحكومية السورية في إدلب تدعو للقلق وتشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي

 

وأثار تجدد الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات النظام قلق الأمم المتحدة إزاء تفاقم الوضع في سوريا، حيث دعت الطرفين إلى خفض التوتر في المنطقة.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك الاثنين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوغريك إن "الاشتباكات بين الجنود الأتراك والقوات الحكومية السورية في إدلب تدعو للقلق"، مضيفا "استمرار الحرب والتوتر في سوريا يؤكد التهديدات التي يشكلها الصراع على السلم والأمن الإقليمي والدولي".

وحول الأوضاع الإنسانية الحالية شمال غربي سوريا، تابع المتحدث "نشعر بالقلق حيال الأوضاع الإنسانية وإزاء حماية أكثر من 3 ملايين من المدنيين في المنطقة".
وأشار إلى أن نحو نصف مليون شخص هجّروا من مناطقهم بسبب الاشتباكات، لافتاَ إلى أن 80 في المئة منهم نساء وأطفال.
وأوضح أن "هناك 53 مشفى ومركز صحي تم تعليق أعمالهم بسبب تهديدهم بالهجمات منذ بداية يناير/كانون الثاني وحتى اليوم"، داعيا إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار وتخفيض التوتر والعودة إلى العملية السياسية برقابة أممية".

وتخضع إدلب لاتفاقات تهدئة عدة بين موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة لفصائل المعارضة، تمّ التوصل إليها على مراحل في محادثات أستانا ثم في سوتشي.

وفي مايو/ أيار 2017 أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.