تركيا تحشد الجيش السوري الحر لمعركة إدلب

الجيش التركي يصدر تعليماته للمقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة والمتمركزين في مناطق عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون للاستنفار استعدادا للتوجه لإدلب.

أنقرة - أصدر الجيش التركي تعليماته للجيش السوري الحر المتمركزة على طول خط عفرين، أعزاز وجرابلس البابوتش وبانبي بالاستنفار ونقل وحدات عسكرية والتوجه لمحافظة إدلب تمهيدا للمشاركة في المعركة المرتقبة حسب ما ورد في صحيفة تركية مقربة من السلطات بأنقرة.

وتعد دمشق المدعومة من روسيا وإيران لشن هجوم كبير لاستعادة إدلب والمناطق المتاخمة لها في شمال غرب البلاد. والمحافظة هي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد.

وطلبت قيادة الجيش التركي، حسب صحيفة "يني شفق"، في التعليمات المرسلة إلى الجيش الحر تقديم تقارير عن أعداد الجنود وكميات الأسلحة والذخائر والاستعداد للتعبئة العسكرية.

ويضم الجيش الذي جرى تشكيله بدعم تركي في مناطق عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون 30 ألف مقاتل من الجيش الحر.

 وفي الوقت الذي سيبقى 10 آلاف منهم في المنطقة، فإنه سيتم نقل 20 ألفا إلى إدلب. وبتجمع كل الفصائل في إدلب سيصل عدد المقاتلين تحت مظلة "جبهة الوطن" إلى 30 ألف مقاتل على حسب تقديرات الصحيفة.

ومنذ بدء التوتر في محافظة إدلب وإعلان روسيا والنظام السوري عزمهما شن عملية عسكرية ضد الفصائل المسلحة هناك تصر تركيا، باعتبارها ممثلا للمعارضة السورية المعتدلة على ضرورة تعزيز نظام الهدنة في إدلب.

الجيش السوري الحر
الاستنفار بأمر من تركيا

وتخشى تركيا تدفقا كثيفا للاجئين في حال شن مثل هذا الهجوم على المعقل الأخير للجهاديين والمعارضة في سوريا التي تشهد حربا منذ 2011.

واستقبلت تركيا 3.5 ملايين لاجئ من سوريا منذ اندلاع الحرب السورية قبل أكثر من سبعة أعوام. وتعهد أردوغان في يونيو/حزيران بتسهيل عودة اللاجئين. ووفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سيؤدي الهجوم على إدلب، إن حدث، إلى نزوح 800 ألف شخص.

وفشل رؤساء روسيا وإيران وتركيا الجمعة خلال قمة عقدت في طهران في تجاوز خلافاتهم حول إدلب، مع تمسكهم بمواقفهم، فشددت طهران وموسكو على ضرورة محاربة "الإرهاب" وحق دمشق في استعادة السيطرة على كامل أراضيها، بينما حذرت تركيا من "حمام دم".

وتؤوي محافظة إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، بمن فيهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من عدة مناطق في البلاد كانت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن يستعيدها النظام. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على إدلب في العام 2015.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد هيئة تحرير الشام والفصائل في مناطق محاذية تحديدا في ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).