تركيا تحمي فصائل متشددة بإدماجها مع قواتها في ادلب

دمج أنقرة لفصائل سورية معظمها تشكيلات متطرفة شكلتها المخابرات التركية، يوفر غطاء لهذه الجماعات بحيث يصعب على القوات السورية والروسية قصفها.
الوضع في ادلب يلقي بظلال ثقيلة على لقاء مرتقب بين بوتين وأردوغان
روسيا تتهم فصائل سورية مدعومة تركيا بقصف مواقعها بشكل يومي
أردوغان لا يملك هامشا واسعا للمناورة بعد تورطه الجبهتين السورية والليبية

موسكو - قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء إن مواقع مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب السورية اندمجت مع مواقع المراقبة التركية وإن هجمات المدفعية على مناطق مدنية قريبة وقاعدة جوية روسية في سوريا أصبحت يومية.

ودمج فصائل المعارضة السورية ومعظمها تشكيلات متطرفة شكلتها المخابرات التركية وتلقت الدعم والتدريب من الجيش التركي، يوفر غطاء لهذه الجماعات بحيث يصعب على القوات السورية والروسية قصفها.

وفي حال تعرضت مواقع تلك الجماعات للقصف فإن ذلك يعني بالضرورة قصف المواقع التركية مع ما ينطوي عليه هذا السيناريو من خطر الانزلاق إلى حرب دامية بين أنقرة وحلفائها من جهة ودمشق وحليفيها الروسي والإيراني من جهة أخرى.  

ومن المرجح أن تزيد الاتهامات الروسية التي أدلى بها الميجر جنرال إيجور كوناشنكوف التوتر قبيل اجتماع مقرر الخميس  بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في العاصمة الروسية سيركز على تطورات الوضع في آخر معقل لمعارضة السورية وعلى التقاطعات والتداخلات الميدانية التي تنذر بأزمة فعلية بين أنقرة وموسكو، حيث يقفان على طرفي نقيض من الأزمة، فروسيا ألقت بثقلها العسكري منذ 2015 في دعم النظام السوري بينما تلقي تركيا بثقلها في دعم المعارضة بشقيها المعتدل والمتطرف.

 

الفصائل السورية المعارضة في وضع صعب في آخر معاقلها
الفصائل السورية المعارضة في وضع صعب في آخر معاقلها

وتوترت العلاقات بين موسكو وأنقرة في الأيام الماضية بعد مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية في إدلب، في أسوأ هجوم على الجيش التركي خلال نحو 30 عاما.

وردت تركيا بتكثيف هجماتها على قوات الحكومة السورية بينما ساعدت الشرطة العسكرية الروسية في تأمين بلدة إستراتيجية استردتها قوات الحكومة السورية من مقاتلي المعارضة.

واتهم كوناشنكوف في بيانه تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقات مع موسكو حول إدلب ومساعدة قوات المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد بدلا من ذلك.

وقال إن تركيا أرسلت تعزيزات إلى إدلب تكفي لتشكيل فرقة ميكانيكية مما ينتهك القانون الدولي. ولم ترد أنقرة حتى الآن على هذه التصريحات، لكنها تتهم روسيا بدورها بالمسؤولية عن تصاعد العنف في إدلب.

ومن المتوقع أن يطلب الرئيس التركي من نظيره الروسي خلال الاجتماع المرتقب وقف الهجمات على ادلب والبحث عن تسوية للأزمة بما يضمن عدم انهيار تحالف المصالح أو الضرورة بين تركيا وروسيا.

لكن إعلان واشنطن أمس الثلاثاء استعدادها لدعم تركيا بالذخيرة في خضم المواجهات التي تخوضها في ادلب من شأنه أن يلقي بظلال ثقيلة على المباحثات بين أردوغان وبوتين.

وتحاول أنقرة جاهدة عدم إغضاب الشريك الروسي الذي ترتبط معه باتفاقيات عسكرية واقتصادية وازنة تجميدها سيعني حتما توجيه ضربة قاصمة للاقتصاد التركي، وفي نفس الوقت فإنها تعمل على ترميم الشروخ في العلاقات مع الحليف الأميركي.

وشكل الإعلان الأميركي الثلاثاء خطوة في سياق إعادة ترتيب العلاقات بين أنقرة وواشنطن وتخفيف حدة التوتر بينهما، في مبادرة تهدف على الأرجح لإعادة استقطاب تركيا وإبعادها عن الاصطفاف مع روسيا.

والوضع بكل محاميله يبدو عصيبا بالنسبة للرئيس التركي الذي يجد نفسه مرة أخرى عالقا بين الحليفين الخصمين في نفس الوقت، فاسترضاء أحدهما وعدم إغضاب الآخر تبدو مهمة مستحيلة.

لكن لا يبدو أن لأردوغان خيارات كثيرة للمناورة بعد أن تورط في معركة على جبهتين (سوريا وليبيا) تنذر باستنزاف القوات التركية.