تركيا ترسل مزيدا من المرتزقة السوريين لدعم ميليشيات طرابلس

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد أن عدد المقاتلين السوريين الذي وصلوا إلى طرابلس عن طريق اسطنبول فاق 3600 في ارتفاع جديد يعكس إصرار أنقرة على تدخلها عسكريا في ليبيا بمزيد من الانتهاكات.
تركيا ترسل شباب سوريا للقتال في ليبيا بعد إغرائهم ماديا

طرابلس - كشفت مصادر إعلامية سورية أن تركيا تواصل عمليات تسفير مئات المقاتلين السوريين لدعم الميليشيات المتطرفة في طرابلس، فيما يرتقب العالم قمة برلين التي تأمل في التوصل لتسوية تنهي الصراع في ليبيا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بزيادة عدد المرتزقة السوريين الذين نقلوا طرابلس، حيث بلغ ععدهم 3660 مقاتلا في ارتفاع جديد يعكس إصرار تركيا على المضي في تدخلها العسكري الذي أثار انتقادات واسعة.

والجمعة أكد المرصد وصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى  العاصمة الليبية عن طريق تركيا بهدف دعم ميليشيات طرابلس، فيما تتعالى الدعوات لخفض التصعيد وإنهاء التدخل الخارجي في ليبيا.

وتشير تقارير إلى أن أعمار المرتزقة الذين ترسلهم تركيا بعد إغرائهم بالجنسية التركية وألفي دولار شهريا، تتراوح بين 17 و30 سنة  في عمليات مشابهة تماما بتجارة الحرب التي اعتمدتها أنقرة في سوريا في السنوات الأخيرة.

وينطلق المقاتلون السوريون في رحلتهم إلى طرابلس من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في شمال سوريا باتجاه اسطنبول ومن ثم إلى الأراضي الليبية.

وذكرت تقارير إعلامية بأن الطائرات تتوجه على شكل رحلات داخلية وهمية ولا يتم إدراجها في قائمة الرحلات، كما لا يتم العبور من الحدود الرسمية، كي لا يتم إثبات هويات المسفرين في حال أرادت المحكمة الدولية فتح تحقيق بالأمر.

وكان المجتمع الدولي قد حذر منذ إعلان تركيا إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق الليبية، من أن تتحول ليبيا على منطقة صراع شبيهة بالساحة السورية.

وفي هذا الإطار ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بتدفق المقاتلين إلى طرابلس، مشيرا إلى إمكانية تواجد خبراء عسكريين أتراك.

واعتبر سلامة أن ليبيا تحتاج إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤونها، مضيفا "كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون لديه تأثير" المخدّر "على المدى القصير"، في إشارة خصوصاً إلى وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيّز التنفيذ في ليبيا الأحد الماضي.

وأكد أن "ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية وهو أحد أهداف مؤتمر" برلين الهادف لإنهاء النزاع الليبي.

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أكد قبل أيام إرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، بعد أن صادق البرلمان على مذكرة الحكومة بتفويض التدخل العسكري في ليبيا.

وأثار قرار تركيا إرسال قوات عسكرية إلى طرابلس رفضا دوليا واسعا، فيما تتالت التحذيرات الدولية من أن التدخل التركي العسكري في ليبيا سيقوض مساعي إرساء السلام في بلد يشهد اضطرابا منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وتتهم دول ومنظمات تركيا بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر الأسلحة إلى ليبيا، فيما أمضت أنقرة مع حكومة الوفاق اتفاق أمنيا يفضي إلى تقديم دعم عسكري لها.

وأثبتت تقارير إعلامية وجود أسلحة تركية متنوعة في طرابلس، منها الطائرات المسيرة ومضادات الطائرات التي تظهر بأيدي المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق.

وتشهد ليبيا منذ سنوات اضطرابا أمنيا، فيما يسعى الجيش الوطني الليبي إلى تحرير العاصمة الليبية التي تقع تحت سيطرة المتطرفين.

وأثار تفاقم الوضع في ليبيا قلق الأوربيين من تداعيات وخيمة على بلدانهم باعتبار أن السواحل الليبية مثلت دائما ممرا لتدفق المهاجرين الغير شرعيين إلى أوروبا، فضلا عن العواقب التي قد ينجر عنها سوء الوضع في دولة أمنية هشة يمكن أن تكون حاضنة للجماعات الإرهابية.

وتعقد برلين الأحد مؤتمرا لبحث حل نهائي لوقف الحرب في ليبيا، بمشاركة طرفي الصراع والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي وجامعة الدول العربية.

ويشارك أيضا بمؤتمر برلين مصر والجزائر والإمارات والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وتركيا والكونغو وإيطاليا.

ووجه وزير الخارجية الألمانية خلال زيارة لليبيا الأسبوع الماضي دعوة إلى كل من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ، لحضور المؤتمر.