تركيا ترفض التخلي عن منظومة الصواريخ الروسية اس 400

الرئيس التركي يعلن أنه ابلغ نظيره الأميركي خلال لقائهما الأخير على هامش قمة حلف الناتو أن أنقرة لن تغير موقفها بالنسبة لصفقة صواريخ اس 400 الروسية، في عناد من شأنه أن يعرض تركيا للمزيد من العقوبات الأميركية.
عناد أردوغان يُعرض تركيا عاجلا أم آجلا لقانون 'كاستا'
أردوغان عالق بين عدم إغضاب الشريك الروسي وإرضاء الحليف الأميركي

أنقرة - ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الخميس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الأميركي جو بايدن في أول لقاء بينهما بأن بلاده لن تغير موقفها إزاء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية اس-400 والتي بسببها فرضت واشنطن عقوبات على قطاع الصناعات الدفاعية التركية وعلقت بسببها أيضا المشاركة التركية في برنامج إنتاج المقاتلة الشبح من الجيل الخامس اف 35 كما جمدت صفقة تسليم أنقرة نحو 100 مقاتلة من هذا الطراز.

ومن شأن القرار التركي أن يعزز فرضية تعرض أنقرة لعقوبات أميركية أوسع من تلك التي شملت مسؤولين بقطاع الصناعات الدفاعية وذلك وفقا لقانون معاقبة الدول المتعاونة مع خصوم الولايات المتحدة المعروف اختصارا بقانون "كاتسا" الذي وقعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ودخل حيز التنفيذ في 2 أغسطس/آب 2017.

وبدا بايدن وأردوغان متفائلين بعد محادثاتهما المباشرة يوم الاثنين، على الرغم من أن الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي لم تعلنا عن أي تقدم كبير في خلافات منها منظومة اس-400 وسوريا وقضايا أخرى.

وتسبب شراء أنقرة لمنظومة اس-400 في توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب مخاوف من أن الأنظمة غير متوافقة مع دفاعات الحلف وقد تهدد مقاتلات اف-35 الأميركية، وهي مخاوف نفتها تركيا التي طُردت من برنامج تصنيع المقاتلة الشبح بسبب صفقتها مع روسيا.

وفي حديثه للصحفيين على متن رحلة جوية عائدا من أذربيجان، قال أردوغان "أبلغت بايدن بأنه ينبغي ألا يتوقعوا أن تتخذ تركيا خطوة مختلفة بشأن قضيتي اف-35 واس-400 لأننا فعلنا ما يتعين علينا فعله بشأن طائرات اف-35 وقدمنا الأموال اللازمة".

وأضاف "علينا مراقبة التطورات عن كثب. سنتابع جميع حقوقنا... سيتحرك وزيرا الخارجية والدفاع ورؤساء صناعة الدفاع خلال الفترة المقبلة في هذا الملف من خلال الاجتماع مع نظرائهم (الأميركيين)".

وتسعى أنقرة وواشنطن لتنحية خلافاتهما جانبا والتركيز على مجالات التعاون مثل أفغانستان وسوريا رغم غضب تركيا من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها جماعة إرهابية.

وذكر أردوغان أنه نقل وجهات نظر بلاده بشأن هذه المسألة خلال الاجتماع حسب ما ذكرت وكالة الأناضول التي تديرها الدولة.

كما عرضت أنقرة تأمين وتشغيل مطار كابول بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ يوم الاثنين إن تركيا ستلعب دورا رئيسيا هناك، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار خلال القمة.

وقال أردوغان "عقب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان، يمكن لتركيا أن تتحمل مسؤوليات أكثر هناك"، دون أن يخوض في التفاصيل.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على أنقرة بسبب صفقة الـ 'اس 400' أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية بالرئاسة التركية إسماعيل دمير ومسؤولي المؤسسة مصطفى ألبر دنيز وسرحات غانش أوغلو وفاروق ييغيت، إلى قائمة العقوبات.

وتشمل العقوبات الأميركية على المؤسسة التركية "حظر إصدار تصاريح تصدير منتجات وتقنيات الولايات المتحدة" ومنع كل المؤسسات المالية الأميركية والدولية من إسناد أي قرض أو دين بقيمة تتجاوز 10 ملايين دولار إلى المؤسسة التركية.

كما سيتوقف بنك التصدير والاستيراد في الولايات المتحدة عن تقديم قروض للمؤسسة التركية وتتعلق هذه العقوبات فقط بشراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية (اس 400).

وقال مسؤول أميركي رفيع في تلك الفترة عن العلاقة التركية الأميركية "إنها علاقة معقدة وصعبة، تركيا لا تزال حليفتنا في الناتو ونحن نولي قيمة كبيرة لمساهمتها فيه".