تركيا تستغل حاجة سوريا للطاقة لتعزيز نفوذها

أنقرة تبدي عزمها تصدير ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي وزيادة كمية صادراتها من الكهرباء إلى سوريا.

أنقرة - أعلنت تركيا اليوم الخميس عزمها تصدير ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي وزيادة كمية صادراتها من الكهرباء إلى سوريا، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى تأمين موطىء قدم في الساحة السورية من بوابة التعاون الاقتصادي.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري محمد البشير في العاصمة دمشق، إن "صادرات بلاده من الغاز إلى سوريا ستساهم في زيادة إنتاج الكهرباء في البلاد بواقع 1300 ميغاوات إضافية.

وتهيئ أنقرة نفسها الآن للاضطلاع بدور رئيسي في إعادة إعمار سوريا المجاورة بعد أن كانت تدعم قوات المعارضة في البلاد طوال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما وانتهت في ديسمبر/كانون الأول بالإطاحة ببشار الأسد.

وقال بيرقدار إن تركيا ستزود سوريا أيضا بألف ميغاوات إضافية من الكهرباء لتلبية احتياجاتها قصيرة الأمد، فيما أكد وزير الطاقة السوري إن البلدين اتفقا على تفعيل خط أنابيب الغاز المشترك، ومن المتوقع أن تتدفق إمدادات الطاقة في يونيو/حزيران.

وقال البشير إن ذلك سيؤدي إلى زيادة توليد الكهرباء بصورة كبيرة، مما سينعكس بالإيجاب على احتياجات الشعب السوري من الكهرباء.

وناقش الوزيران استكمال خط 400 كيلو فولت يربط بين البلدين، مما يسهم في نقل نحو 500 ميغاوات من الكهرباء إلى سوريا، على أن يكون جاهزا بنهاية العام أو بعد ذلك بوقت قصير.

ويشمل التعاون أيضا فتح الباب أمام الشركات التركية للاستثمار في مجال التعدين والفوسفات وتوليد وتوزيع الكهرباء في سوريا.

وقال بيرقدار "يجري عمل مكثف جدا فيما يتعلق باكتشاف موارد طبيعية جديدة، سواء كانت غازا أو نفطا، وفي البر أو في البحر".

وتسعى تركيا إلى لعب دور رئيسي في صياغة مستقبل سوريا السياسي والاستراتيجي والاقتصادي، وتعزيز دورها الإقليمي، فيما تعمل على السيطرة على حقول النفط في شمال شرق البلاد لتصديره، وتتفاوض لمد خطوط أنابيب عبر الأراضي السورية لتعزيز مكانتها كمركز طاقة إقليمي.

ويثير النفوذ التركي استياء بعض السوريين الذين يرونه استغلالًا اقتصاديًا وتذكيرًا بفترة الهيمنة التركية التاريخية، كما يتداخل تمدد أنقرة مع مصالح قوى إقليمية ودولية أخرى، مثل روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة، مما يخلق توترات ومنافسات.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، أكدت تركيا مرارا أنها لا تطمع في الأراضي السورية وأن أهدافها تقتصر على تأمين حدودها ومكافحة الإرهاب وضمان عودة آمنة للاجئين. وقد أكد وزير الخارجية التركي مؤخرًا أنه لا مطامع لبلاده في أي جزء من سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، وأن تخليص البلاد من الإرهابيين هو من أهم أولويات أنقرة.