تركيا تستنجد بصواريخ باتريوت الأميركية لتدارك الهزائم في إدلب

طلب أنقرة الدعم الأميركي في معركة إدلب يأتي بعد تكبد الجيش التركي خسائر عسكرية ثقيلة بلغت أكثر من 50 جنديا بغارات النظام السوري هذا الشهر.
مقتل ما يزيد عن 70 عنصرا من الجيش السوري بغارات تركية
استمرار الاشتباكات بين القوات التركية وجيش النظام ينذر بمزيد من الخسائر البشرية

الدوحة - دفعت الخسائر الثقيلة التي لحقت بالجيش التركي مؤخرا في معركة إدلب بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك في غارات نفذها الجيش السوري، أنقرة إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة لتزويدها بصواريخ باتريوت الأميركية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت خلال اجتماعه مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في العاصمة القطرية الدوحة، إن "أنقرة تريد من أميركا إرسال صواريخ باتريوت لدعمها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا".

وكانت أنقرة قد أعلنت الخميس مقتل 35 جنديا، لترتفع حصيلة الجنود الأتراك الذين لقوا حتفهم في إدلب في أقل من شهر بسبب هجمات شنتها قوات النظام السوري، إلى 55 فضلا عن عشرات الإصابات، في أسوء نكسة لتركيا منذ تدخلها عسكريا في سوريا لدعم فصائل المعارضة.

وطلب أردوغان السبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التنحي جانبا وإفساح المجال أمام تركيا لمواجهة نظام الأسد في سوريا.

وذكر الرئيس التركي أن بلاده لم تتدخل في سوريا بناءً على دعوة من نظام الأسد وإنما استجابةً لطلب الشعب السوري، وليست لديها نية بالخروج ما دام شعبها يطالبها بالبقاء.

وعلى وقع تصاعد الاشتباكات شمال سوريا يستمر القصف الجوي الروسي استهدافه لمناطق في محيط كفرنوران والأتارب بريف حلب الغربي وسرمين وسراقب وآفس وعدة قرى أخرى بريف سراقب.

كما تستمر المواجهات البرية بين القوات التركية وقوات النظام في منطقة سراقب وريفها شرق إدلب، فيما نفذت طائرات تركية مسيرة هجمات على مواقع الجيش السوري في ريفي إدلب وحماة ما تسبب في مقتل 26 عنصرا من قوات النظام، وفق المرصد السوري.

وقال المرصد إن الطائرات المسيّرة استهدفت مواقع لقوات النظام في ريفي إدلب وحلب، في عملية تأتي بعد ساعات على توعّد الرئيس التركي بالرد على مقتل جنوده في سوريا.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت أن القوات التركية تواصل قصفها المكثف على مواقع الجيش السوري والمسلحين الموالين له في سراقب وريف إدلب، ما تسبب في مقتل 48 من قوات النظام والموالين، بينهم 11 ضابطا خلال الـ24 الأخيرة.

وترتفع بذلك حصلية عناصر الجيش السوري الذين قتلوا في غارات تركية جوية وبرية إلى 74 خلال الـ48 ساعة الأخيرة.

كما أسفرت ضربات نفذتها القوات التركية السبت شمال غرب سوريا عن مقتل 14 عنصرا وقياديا في جماعة حزب الله اللبناني المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين.

ويثير تصاعد المعارك في إدلب وحلب قلقا دوليا واسعا من تأزم الوضع الإنساني شمال سوريا خاصة مع نزوح ما يزيد عن مليون سوري فرارا من القصف المتبادل بين طرفي الصراع.

ورغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها القوات التركية في سوريا منذ أسابيع، يصر الرئيس التركي على عدم الانسحاب من معركة إدلب بذريعة أن المحافظة السورية جزء من الأمن القومي لأنقرة، لكن بدا من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك أن أنقرة تسعى لخفض التوتر شمال سوريا مدفوعة بالخسائر التي لحقت بجيشها.

والسبت شدد جاويش أوغلو في لقائه مع بومبيو على ضرورة وقف "عدوان النظام السوري في إدلب بأسرع وقت"، معلنا طلب بلاده دعم واشنطن في معركة إدلب.

ويذكر أن التوتر بين أنقرة وواشنطن لا يزال قائما على خلفية شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية 'إس 400' بدلا من المقالات الأميركية 'إف 35'.

ونظمت القوات التركية الأميركية في سبتمبر/أيلول الماضي دوريات عسكرية مشتركة في منطقة شرق الفرات بسوريا قرب الحدود التركية.