تركيا تصر على التدخل في سوريا رغم هزائم حلفائها

الجيش التركي لا يعتزم الانسحاب من نقاط المراقبة في إدلب رغم خسارة حلفائه لسراقب في وقت يعتزم فيه وفد روسي زيارة انقرة لبحث اخر التطورات الميدانية.
القوات التركية تعزز من وجودها على الحدود مع سوريا
ايران تستغل التوتر في ادلب للتدخل عبر عرض مساعدتها على اطراف النزاع

أنقرة - تصر أنقرة على التدخل في الشأن السوري رغم تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم ميداني هام في الفترة الأخيرة على حساب الجماعات المسلحة ويظهر ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك 
وفي هذا الإطار قال مصدر أمني تركي الجمعة إن تركيا لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا رغم وجود ثلاث نقاط منها في مناطق تخضع حاليا لقوات الحكومة السورية.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرد القوات السورية من إدلب ما لن تنسحب بنهاية هذا الشهر بعد مقتل ثمانية عسكريين أتراك الاثنين في قصف للقوات السورية بالقرب من مدينة سراقب.
وقال المصدر إن أفراد الجيش التركي لا يواجهون "مشكلات" في سراقب مضيفا أن نقاط المراقبة في إدلب مجهزة للدفاع عن أفرادها.
وأوضح المصدر أن الدوريات التركية الروسية المشتركة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا تأجلت بسبب حالة الطقس وليس الهجمات في إدلب.
ويظهر جليا الاصرار التركي على التدخل في سوريا بارسال الجيش التركي دفعة تعزيزات جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع البلد الذي مزقته الحرب.

تركيا تبرر توقف دورياتها مع روسيا بحالة الطقس وليس الهجمات في إدلب
تركيا تبرر توقف دورياتها مع روسيا بحالة الطقس وليس الهجمات في إدلب

وقالت وكالة الاناضول الرسمية أن قافلة تعزيزات تضم مدفعيات ودبابات وعتادا عسكريا، وصلت الجمعة، قضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد.
ولفتت الوكالة إلى أن القافلة توجهت إلى ولاية هطاي المجاورة، لدعم الوحدات المتمركزة على الشريط الحدودي.
بدوره كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة إن وفدا روسيا سيصل إلى تركيا غدا السبت لإجراء محادثات تهدف لوقف هجوم الحكومة السورية والحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في ادلب.
وأكد جاويش أوغلو أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لوقف المأساة الإنسانية في إدلب في اشارة الى استمرار انقرة في التدخل وهو ما سيزيد من تازيم الاوضاع.
وتسبب القتال في نزوح نصف مليون شخص منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول وتخشى تركيا من تدفق موجة لاجئين أخرى إلى حدودها.
وتنشر تركيا 12 نقطة مراقبة حول "منطقة خفض التصعيد" التي اتفقت عليها مع روسيا وإيران.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية تقيم نقطة عسكرية جديدة شرقي مدينة إدلب التي يقطنها أكثر من مليون شخص نزح الكثير منهم بالفعل إلى هناك من أنحاء أخرى في سوريا.
من جانب اخر دان الغربيون في الأمم المتحدة بعنف الخميس الحملة التي يشنها النظام السوري للسيطرة على محافظة ادلب معتبرا أنها "مجزرة"، بينما عرضت ايران تقديم المساعدة من أجل خفض التوتر بين دمشق وأنقرة.

إدارة ترامب تدين بأشد العبارات نظام الأسد وإيران وحزب الله والهجوم العسكري الوحشي وغير المبرر لروسيا

وخلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي دعت إلى عقده بشكل عاجل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت عن صدمتها حيال تطورات الوضع.
وقالت إن "إدارة (الرئيس دونالد) ترامب تدين بأشد العبارات نظام الأسد وإيران وحزب الله والهجوم العسكري الوحشي وغير المبرر لروسيا".

ودعت دول عدة وخصوصا أوروبية، أيضا إلى "إسكات الأسلحة في إدلب" على حد تعبير السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير.
وقال نظيراه البلجيكي مارك بيكستيندي بودتسورف والألماني كريستوف هويسغن إن "إدلب تصبح أكثر فأكثر مرادفا لمجزرة". أما السفيرة البريطانية كارين بيرس، فقد صرحت "أعتقد أن أسوأ كابوس يحدث حاليا في إدلب". 
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، تصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها تضم أكثر من ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون من محافظات أخرى، وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وحلفاؤها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً.
وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في الاجتماع الإفراج عن ثلاثين مليون دولار لزيادة معدات الإيواء وغيرها من المساعدات الأساسية لآلاف المدنيين العالقين في "كارثة إنسانية" في شمال غرب سوريا.
وقال "هناك حاجة ملحة للوصول بشكل مستمر وفوري بلا عقبات إلى السكان المدنيين".

المدنيون السوريون يتحملون تبعات التدخلات الاجنبية في بلادهم
المدنيون السوريون يتحملون تبعات التدخلات الاجنبية في بلادهم

وفي إشارة إلى المواجهات غير المسبوقة مطلع الأسبوع الجاري بين الجيشين السوري والتركي، حذر سفير تركيا في الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو من أن "أي عدوان عسكري يستهدف جنودا أتراكا سيعاقب بقسوة".
وأكد أن "تركيا لن تسحب قواتها ولن تتخلى عن أي من من نقاط المراقبة" التي أقامتها.
من جهته، أكدج نظيره الإيراني مجيد تخت راونجي أن "إيران مستعدة لعرض مساع من أجل المساهمة في حل سياسي بين تركيا وسوريا بشأن الوضع في إدلب".
وأوضح أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون سيزور طهران السبت "لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة بسوريا بما في ذلك عمل اللجنة الدستورية" المكلفة تعديل الدستور السوري وفتح الطريق لتسوية للنزاع الذي اندلع في 2011.