تركيا تعيد إحياء مشروع الإخوان على وقع الانكسارات

اسطنبول تستضيف مؤتمرا حاشدا لجماعة الإخوان بمشاركة نحو 500 من قيادات الجماعة المحظورة من نحو 20 دولة.

تحرك تركي محموم لإعادة الحياة لإخوان مصر
حزب أردوغان يداوي هزائمه بدعم أقوى لجماعة الإخوان
مشروع الاخوان، انهار في مصر وفشل في السودان ويبحث عن التموقع في ليبيا والجزائر
مؤتمر الاخوان في تركيا يأتي بهد زلزال انتخابي هزّ حزب أردوغان

إسطنبول - يسعى حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا إلى ترميم شروخه الداخلية عقب انشقاقات أربكت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووضعت المشروع الذي يقوده منذ سنوات لترسيخ حكم جماعات الإسلام السياسي في عدد من الدول العربية.

ولم يجد إسلاميو تركيا إلا الدفع مجددا بفروع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين للعودة إلى المشهد السياسي بعد هزائم مذّلة بدأت بانكسار مشروع الحكم في مصر وتناثرت لتطال إخوان ليبيا وموريتانيا والسودان، وصولا إلى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان ذاته الذي اهتز بعد سنوات طويلة من الهيمنة على الحياة العامة في تركيا، فيما يكابد الحزب الذي يحمل التسمية ذاتها في المغرب للبقاء في السلطة. أما في الجزائر فيسعى الإخوان لإيجاد موطئ قدم في الخارطة السياسية على وقع الاحتجاجات التي أنهت نحو عقدين من حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، إلا أن الانقسامات بين الأحزاب الإسلامية حالت دون تشكيل ائتلاف قادر على انتزاع موقعا متقدم في المشهد السياسي الجزائري.

ولم يجد حزب العدالة والتنمية التركي من خيارات لتضميد جراحه بعد النكسة الانتخابية الأخيرة في الانتخابات البلدية، إلا بالعودة للدعاية للتنظيم المحظور في عدد من الدول العربية والخليجية والمصنف "ارهابيا".

وفي هذا الإطار احتضنت مدينة اسطنبول يوم السبت والأحد مؤتمرا سياسيا وفكريا حاشدا تحت عنوان "الإخوان المسلمون- أصالة الفكر واستمرارية الرسالة"، بمشاركة 500 مفكر وباحث من أكثر من 20 دولة.

حزب أردوغان يلقي بكل ثقله في دعم المشروع الاخواني
حزب أردوغان يلقي بكل ثقله في دعم المشروع الاخواني

ويشكل هذا المؤتمر جرعة دعم تركي إضافي لجماعة الإخوان التي يقيم أعضاؤها الفارون في تركيا وتحد أيضا لمصر وللدول العربية التي تحظر الجماعة.

ويعكس إقامة هذا المؤتمر وحجم الحضور والحشد التركي له، مسعى محموما لإعادة الحياة للتنظيم الدولي الذي يعاني من انكسارات ويلقى رفضا شعبيا أينما حاول الظهور والتموقع.

وجددت الجماعة المحظورة تمسكها بالاستمرار في العمل الدعوي دون فصله عن النشاط السياسي، مؤكدة أنها لاتزال تتمتع بكل قدراتها على العمل حتى في مصر حيث تواجه ضربات متتالية منذ عزل الجيش الرئيس الاخواني  (الراحل) محمد مرسي استجابة لاحتجاجات شعبية طالبت برحيل الإخوان عن الحكم.

وحظرت مصر جماعة الإخوان المسلمين بقرار قضائي وصنفتها إرهابية، فيما تواجه قيادات من الصف الأول للجماعة والمئات من أعضائها تهما بالإرهاب وتجري محاكمتهم  على هذا الأساس استنادا لوقائع على الأرض ولأدلة جنائية.

وتتهم القاهرة أردوغان وحزبه بالتدخل في شؤونها الداخلية وبتأجيج العنف وهي الاتهامات ذاتها التي أكدتها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

واستضافت تركيا أيضا في مارس/آذار الاحتفال بالذكرى الـ91 لتأسيس تنظيم الإخوان بحضور عشرات قيادات الإخوان في العالم.

ويأتي هذا المؤتمر الحاشد أيضا في الوقت الذي يشهد فيه التنظيم الدولي للإخوان انقسامات وحالة من الضعف وسط تباين في مواقف كبار القادة فيه بين الدعوة لحل التنظيم أو إجراء مراجعة فكرية تنظيميا وإيديولوجيا، لكن متابعين للتنظيم الدولي يعتقدون أن كل هذه العناوين لا تُخرج الجماعة من عباءة العنف والتطرف بل هي محاولة للتغطية على هذا النهج.  

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء التي غطت مؤتمر الاخوان، عن نائب المرشد العام للإخوان المسلمين إبراهيم منير قوله خلال كلمته في مؤتمر إسطنبول، إنّ الجماعة "ستظل ماضية على طريق الدعوة إلى الله، وفكرها لا يزال بعافية".

وانتقد في الوقت ذاته اتهام الجماعة بالإرهاب والتطرف، مؤكدا رفضها لهذا النهج على الرغم من أن الوقائع في مصر وفي دول أخرى مثل ليبيا تشير إلى أن العنف في صميم المنهج والتوجه للتمكن من الحكم.