تركيا تغطي على جرائمها في ليبيا بتشويه الجيش الليبي

القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا تتحدث عن استخدام طائرات مسيرة جديدة أشبه بطائرات انتحارية مسيرة من دون أن تذكر تركيا بالاسم كجهة معروفة بانها أول من زود ميليشيات حكومة الوفاق بطائرات بلا طيار
الجيش الليبي يرد على مزاعم تركيا وحكومة الوفاق بالاستعداد لاي تحقيق دولي
الإشاعات آخر أسلحة أنقرة لتشويه دور الجيش الوطني الليبي
مزاعم استخدام الجيش الليبي غازات سامة محاولة لتضليل الرأي العام
هل تمهد تركيا عبر نشر الإشاعات لاستخدام غازات سامة في مواجهة الجيش الليبي؟

بنغازي - نفى اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي الخميس صحة إشاعات تروج لها تركيا ومن وصفهم بعملائها بأن القوات الليبية المسلحة استخدمت غازات سامة في محور صلاح الدين، معتبرا أن المراد من تلك الإشاعات هو تبرير التدخل العسكري التركي في ليبيا تماما كما فعل النظام التركي في سوريا.

وقال المسماري في بيان نشر على صفحته الرسمية بفايسبوك "الغزاة الأتراك وعن طريق عملائهم الخونة في ما يعرف بحكومة السراج تبث إشاعات مفادها استخدام الجيش الوطني الليبي للغازات السامة في محور صلاح الدين. وبعد تحليل أهداف هذه الإشاعات الخبيثة يتضح لنا بحث العصابات الإرهابية عن حجة لإقناع الرأي العام بتدخل القوات الجوية التركية بالطائرات المقاتلة وكذلك لاستخدام الغازات السامة لاستهداف مواقع الجيش الوطني الليبي".

وطالب المسؤول العسكري الليبي المجتمع الدولي والجهات المعنية بملف الأزمة الليبية وبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بمراقبة تلك الأكاذيب، معلنا استعداد الجيش الوطني الليبي لأي تحقيق دولي في ما روجته أنقرة من ادعاءات.

وقال المسماري "مثل هكذا إشاعات وأكاذيب استعملتها تركيا سابقا في سوريا لتشويه الجيش العربي السوري وإيهام المجتمع الدولي للتغطية عن التدخل التركي الخبيث في القضايا العربية".

وتحاول تركيا عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الموالية لها تسويق رواية أن الجيش الليبي يستخدم أسلحة محرمة دوليا للتغطية على انتهاكاتها في ليبيا من جهة وأيضا لتشويه دور القوات الليبية المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر.

ومن غير المستبعد أيضا أن يكون الهدف من وراء تلك الإشاعات التمهيد لاستخدام المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طرابلس لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، غازات سامة في جبهات القتال وإيهام الرأي العام الليبي والعالمي بأن الجيش الوطني الليبي هو من استخدمها.

وكان المسماري قد اتهم الأسبوع الماضي تركيا بممارسة إرهاب الدولة بشكل كامل في بلاده، مشيرا إلى جرائم وانتهاكات جسيمة ارتكبتها ميليشيات تحت إمرة ضباط أتراك خلال سيطرة قوات حكومة الوفاق على مدينتي صبراتة وصرمان.

وقال المسماري في مقابلة خاصة مع صحيفة 'العين' الإخبارية الإماراتية، إن "الجرائم التي حدثت في صبراتة وصرمان من ذبح وتقطيع وإطلاق المساجين والإرهابيين وإحراق المنشآت العامة هي الأخطر على الإطلاق".

المرتزقة السوريين الذين ارسلتهم تركيا الى طرابلس متدربون جيدا على استخدام الطائرات المسيرة
المرتزقة السوريين الذين ارسلتهم تركيا الى طرابلس متدربون جيدا على استخدام الطائرات المسيرة

وتابع "كان هذا الحدث بالكامل بقيادة تركية.. بمشاركة ضباط أتراك وطيران وبارجة للجيش التركي وبمباركة تركية بالكامل".

وأضاف أن تلك الجرائم تمت أيضا بفتوى أصدرها المرشد الروحي لجماعة الإخوان الصادق الغرياني المقيم في تركيا وأن ما حدث يدل على أن "تنظيم القاعدة وداعش هما الأقوى والمتصدران في هذا الهجوم".

ولم تكن ميليشيات حكومة الوفاق لتسيطر على صبراتة وصرمان (على الساحل الغربي لليبيا) وإحراز تقدم لولا التدخل التركي على الأرض وبالمال والسلاح وبدعم من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والمستشارين العسكريين الأتراك.

ووفرت تركيا لميليشيات الوفاق غطاء جويا كثيفا بالطائرات المسيرة إلى جانب تحركها على الأرض لحسم المعركة بعد أن مكاسب ميدانية إستراتيجية حققتها  قوات الجيش الوطني الليبي، ما أفزع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وسلطته ودفع تركيا سريعا للالقاء بثقلها العسكري في تلك المعركة.

وقالت القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إن ليبيا تتحول إلى "حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة"، مشيرة دون أن تذكر تركيا بالاسم  إلى إرسال مرتزقة وأسلحة إلى هناك في انتهاك للحظر.

كما كشفت عن وجود طائرات مسيرة جديدة نقلت إلى طرابلس قالت إنها أشبه "بطائرة مسيرة انتحارية تنفجر عند الاصطدام".

وتصاعد الصراع في ليبيا بشكل حاد هذا الشهر في ظل اندلاع قتال عنيف على عدة جبهات مختلفة في الغرب رغم دعوات ملحة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإعلان هدنة من أجل مواجهة أزمة وباء كورونا.

وقالت ستيفاني وليامز القائمة بأعمال المبعوث الدولي في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت إن أسلحة واردة من الخارج أججت موجة القتال الجديدة.

وتأتي تصريحات المسؤولة الأممية بعد يوم من اعلان حكومة الوفاق أنها تحقق في احتمال تعرض قواتها إلى هجوم كيماوي شنه الجيش الوطني الليبي، وهي الادعاءات التي تسوق لها تركيا في خضم التغطية على جرائمها.

وتمكن الجيش الوطني الليبي من تدمير عشرات الطائرات التركية المسيرة خلال الأشهر القليلة الماضية وكبد المرتزقة السوريين وميليشيات الوفاق خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.