تركيا تفرق بالقوة جنازة موسيقي معارض وتعتقل والده
أنقرة - احتجزت الشرطة في اسطنبول عددا من المشاركين في تشييع جنازة عضو فرقة موسيقية تركية اشتراكية وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع خلال مراسم تشييع جثمان الموسيقار الراحل الجمعة.
ووفق تصريح محامي الموسيقار الراحل لوكالة الأنباء الألمانية فان عدة أشخاص تجمعوا لحضور جنازة عازف الغيتار الشهير إبراهيم جوكتشيك، الذي توفي في مستشفى باسطنبول الخميس، بعد يومين من إنهاء إضرابه عن الطعام الذي استمر 323 يوما احتجاجا على حملة الحكومة ضد فرقته الموسيقية.
وكان جوكتشيك والمطربة هيلين بولك، التي توفيت في نيسان/ أبريل بعد الإضراب عن الطعام لمدة 288 يوما، جزءا من فرقة "جروب يوروم". وتعني "يوروم" بالتركية التعليق أو التفسير.
وأوضح المحامي جورجون دناجي، الذي لم يكن حاضرا في الموقع إن الشرطة أغلقت الشارع الذي كان فيه جثمان جوكتشيك بدار عبادة للطائفة العلوية وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المعزين.
وأضاف المحامي أن الشرطة احتجزت حوالي 20 شخصا، من بينهم والد جوكتشيك.
وكانت السلطات التركية قد حظرت التجمعات في تركيا، حتى في الجنازات، كجزء من القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
واستغلت انقرة تفشي الفيروس لاستهداف الأصوات المعارضة لسياسات الرئيس رجب طيب اردوغان لكن حالة القمع المستشرية اثارت دولية ومحلية حتى من قبل اطراف كانت مقربة بشكل كبير من السلطة.
وتعتبر السلطات التركية فرقة "جروب يوروم" الموسيقية مرتبطة بحزب "جبهة التحرير الشعبي الثوري" اليساري المتطرف، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.
وافادت وكالة أنباء الأناضول أن أحد ممثلي الادعاء في اسطنبول طالب بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما لأعضاء الفرقة في تشرين ثان/ نوفمبر بسبب عضويتهم المزعومة في حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري.
وتورطت انقرة في سجن عشرات الالاف من العسكريين والقضاء والصحفيين واساتذة الجامعات اضافة الى الممقلين المناهضين لسياسات اردوغان بحجج متعددة من الارهاب والمشاركة في الانقلاب الفاشل لسنة 2016.
وتمكن اردوغان من كسب عداوات من مختلف التيارات الفكرية والثقافية في الداخل كما هو الحال مع سياساته الخارجية التي أوصلت تركيا لطريق مسدود وأضرت بعلاقاتها الخارجية بشكل كبير.
ويتوقع كثير من المراقبين ان حظوظ اردوغان وحزبه العدالة والتنمية في قيادة تركيا اصبح معدوما بسبب حالة الاخفاق والتردي في مختلف المجالات.