تركيا تقصف مقرا للقوات الروسية في ادلب
أنقرة - استهدفت القوات التركية الأحد بقصف صاروخي مقر القيادة الروسية في ريف منبج الغربي شمال شرقي محافظة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشمل القصف التركي أيضا مقرا لقوى الأمن الداخلي التابعة للنظام السوري ومناطق عدة خاضعة لسيطرة دمشق في ريف منبج الغربي.
وعلى وقع الخسائر العسكرية التي مني بها الجيش التركي في إدلب، أطلقت تركيا الأحد عملية عسكرية ضد النظام السوري في خطوة انتقامية ردا على الهجمات العنيفة التي أسفرت عن مقتل عشرات الجنود الأتراك.
ويهدد التوتر في إدلب بتوسيع الفجوة بين أنقرة وموسكو، وألقى بثقله على التنسيق الذي تطوّر بينهما في السنوات الماضية في الملف السوري على الرغم من الاختلافات.
وتعتزم تركيا تكثيف عملياتها العسكرية ضد النظام السوري، فيما ترجح التطورات الميدانية أن روسيا الداعم الرئيسي لدمشق لن تتخلى عن الرئيس السوري بشار الأسد، ما قد يتسبب في مواجهة عسكرية مباشرة بين موسكو وأنقرة.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الجيش التركي استهدف مطار النيرب العسكري السوري في محافظة حلب الشمالية وأخرجه من الخدمة.
وأعلنت تركيا الأحد أنها أطلقت عملية عسكرية ضد الجيش السوري في إدلب شمال غرب سوريا، رداً على هجمات كبّدت أنقرة خسائر فادحة هذا الأسبوع.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن "عملية درع الربيع التي أطلقت بعد الهجوم الشنيع في إدلب في 27 فبراير/شباط متواصلة بنجاح"، مضيفاً في خطاب بثّ عبر التلفزيون أنه ليس لدى أنقرة "نية" في الدخول بمواجهة مع موسكو التي تدعم النظام السوري.
وكثّفت تركيا السبت القصف بطائرات مسيرة ضدّ مواقع للنظام، لكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أنقرة رسمياً أن تلك الضربات تأتي في إطار عملية عسكرية شاملة.
وأكد أكار أن هدف العملية "وضع حدّ لمجازر النظام ومنع موجة الهجرة"، مضيفا أن أنقرة لا تملك "لا النية ولا الرغبة في الدخول بمواجهة مع روسيا" التي تدعم النظام السوري برئاسة بشار الأسد، مشيراً إلى أن أنقرة تنتظر من موسكو الضغط على دمشق لكي "توقف هجماتها".
تأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من التصعيد بين دمشق وأنقرة. وقتل الخميس 35 عسكرياً تركياً بضربات جوية نسبت إلى النظام السوري وهي أعلى خسارة تطال أنقرة جراء هجوم واحد منذ بدء تدخلها في سوريا عام 2016.
وقتل بين الجمعة والسبت نحو 90 عسكرياً سورياً ومقاتلاً من مجموعات موالية للنظام بضربات نفذتها أنقرة، بحسب المرصد السوري.
ويشن النظام السوري بدعم جوي روسي منذ ديسمبر/كانون الأول عملية دامية لاستعادة منطقة إدلب المعقل الأخير لمجموعات جهادية ومعارضة في سوريا.
وأثارت هذه العملية خلافات بين أنقرة وموسكو. ورغم أن تركيا تدعم بعض المجموعات المعارضة، مقابل دعم روسيا للنظام، لكن الطرفين عززا تعاونهما حول الملف السوري في السنوات الأخيرة.
وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت من نظيره الروسي فلاديمير بوتين "الابتعاد من طريق" تركيا في سوريا، مؤكداً أن النظام السوري "سيدفع ثمن هجماته".
ويثير التصعيد في إدلب مخاوف المجتمع الدولي في ظلّ تدهور الوضع الإنساني شمال سوريا، حيث نزح نحو مليون شخص من إدلب المحاذية لتركيا منذ بدء عملية النظام في منذ نحو ثلاثة أشهر.
وتخشى أنقرة التي تستقبل 3.6 مليون لاجئ سوري تدفقاً جديداً للنازحين. وقتل مئات آلاف المدنيين منذ بدء النزاع السوري عام 2011.
وبينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين أنقرة ودمشق، قالت الدفاع التركية الأحد "دمرنا 3 منظومات دفاع جوي للنظام السوري ردا على إسقاط طائرة مسيرة تابعة لنا في محافظ إدلب".
كما أكدت إسقاط طائرتين حربيتين سوريتين، فيما نفى الجيش السوري ذلك مؤكدا إسقاطه لطائرة تركية مسيرة فوق مدينة سراقب بريف إدلب.
وأعلن الجيش السوري تزامنا مع العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد قواته، إغلاق المجال الجوي أمام الطيران في شمال غرب سوريا، مهدداً بإسقاط أي طائرة تخرقه.
ويأتي إعلان الجيش السوري غداة مقتل العشرات من عناصره جراء استهداف الطائرات المسيرة التركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وقال الجيش في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعلن عن إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، خصوصا فوق محافظة إدلب".
وأكد أنه "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية".
وفي ظل الخسائر الميدانية التي تكبدتها تركيا شمال سوريا، استنجدت السلطات التركية السبت بدعم أميركي لدعمها في معركة إدلب بصواريخ باترويت.

كما فتحت تركيا حدودها أمام ملايين اللاجئين السوريين لديها للعبور إلى أوروبا، في خطوة تأتي ضمن الضغوطات التركية لدفع الأوربيين لمساندته في كبح تقدم الجيش السوري وانتصاراته في إدلب ووقف الغارات العنيفة التي كبدت تركيا خسائر عسكرية قاسية.
وبحسب السلطات التركية تستمر أعداد غفيرة من اللاجئين في العبور من ولاية أدرنة شمال غربي تركيا إلى اليونان ون ثم إلى أوروبا.
وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، ابتداءً من الخميس، عقب تداول أخبار بأن أنقرة لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.
وصرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا من أدرنة باتجاه أوروبا بلغ أكثر من 80 ألفا حتى الأحد.
وتقوم قوات الأمن اليونانية بين الفينة والأخرى، باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ضد المهاجرين المجتمعين على طول النهر لمنعهم من العبور إلى أراضيهم.
وشدد الأوروبيون على ضرورة وقف الاقتتال شمال سوريا الذي يهدد بالسماح لآلاف اللاجئين بالتوجه إلى أوروبا.
ويضغط أردوغان مرارا على أوروبا بملف اللاجئين كلما أراد مساندة أوربية في تنفيذ مخططاته في سوريا أو لمواجهة شراسة الجيش السوري التي تدعمه روسيا بقوة.