تركيا تلمع سجل دعمها للإرهاب باعتقال قيادي بارز في داعش

وزير الداخلية التركي يعلن أن المشتبه به كان يخطط لشن هجمات ارهابية واختطاف سياسيين ونقلهم إلى سوريا، في سيناريو لا يبدو واقعيا في دولة استخباراتية ارتبطت طويلا بجماعات متطرفة.
تركيا فكت ارتباطها بداعش وتنظيمات متطرفة أخرى بعد تعرضها لهجمات
تركيا تصف المشتبه به بأنه من أكبر شخصيات تنظيم داعش
وزير الداخلية التركي يتحدث عن زيادة نشاط داعش في بلاده

اسطنبول - قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اليوم الثلاثاء إن الشرطة ألقت القبض على أكبر شخصية في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في تركيا وتشتبه في أن التنظيم المتشدد كان يخطط لتنفيذ هجمات.

وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها تركيا اعتقال شخصية بارزة في تنظيم الدولة الإسلامية منذ مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017 في غارة أميركية على منطقة بشمال غربي سوريا.

وسبق أن اعتقلت عدة شخصيات بينهم شقيقة البغدادي وزوجها وآخرين كانوا يتنقلون بين الحدود السورية والتركية ومنهم من كان ينتقل بين أراضي البلدين بكل حرية.

وتحاول أنقرة في السنوات الأخيرة تلميع صورتها بعد أن تعرضت لاتهامات دولية بإقامة صلات وثيقة مع جماعات إرهابية بينها تنظيم داعش قبل أن تفك ارتباطها بالبعض منها.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت تركيا بأنها لا تفعل ما ينبغي لمكافحة الإرهاب في تلميح للصلات التي أقامتها منذ بداية الحرب السورية مع التنظيمات المتطرفة وبعضها تم تشكيلها تحت إشراف المخابرات التركية ولا تزال تنشط إلى الآن ويقاتل آلاف من أفرادها في ليبيا دعما لحكومة الوفاق.

وأوضح الوزير التركي الثلاثاء أن عملية القبض على المشتبه به بدأت بعد أن رصدت قوات الأمن زيادة في نشاط المتشددين المتمركزين في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة. وقال "كان يتلقى بشكل مستمر أوامر من العراق ومن سوريا بتنفيذ هجوم في تركيا".

وعرف صويلو المشتبه به باسم محمود أوزدن وقال إنه يجري حاليا استجواب أشخاص يشتبه في أنهم على صلة به.

وأوردت وكالة أنباء الأناضول المملوكة للدولة أن المخابرات وشرطة مكافحة الإرهاب قبضت على أوزدن في عملية بمدينة أضنة الجنوبية وتم نقله إلى اسطنبول حيث تم اعتقاله رسميا.

وقالت الوكالة إن المداهمة نفذت بعد اعتقال مشتبه به في تنظيم الدولة الإسلامية في اسطنبول الأسبوع الماضي يُعتقد أنه كان يقوم بأعمال استطلاع لهجوم محتمل.

وأضافت أن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنيكوف أثناء تفتيش غرفة الفندق التي يقيم بها، وتأكدت من أنه يتلقى الأوامر من أوزدن ليكون ذلك تمهيدا للعملية الأخيرة.

وقال صويلو إن مواد رقمية جرت مصادرتها كشفت أيضا عن وجود خطط لخطف شخصيات سياسية وحكومية ونقلهم إلى سوريا.

وتشن الشرطة التركية بين الحين والآخر مداهمات تستهدف التنظيم. وفي 19 يوليو/تموز اعتقلت الشرطة 27 شخصا في اسطنبول على صلة بالتنظيم، يشتبه في أنهم كانوا يخططون لهجوم.

ونفذ التنظيم عدة هجمات في تركيا منها هجوم على ملهى ليلى في اسطنبول في الأول من يناير/كانون الثاني عام 2017، قتل فيه 39 شخصا وتفجير في القلب التاريخي للمدينة قتل فيه 12 في عام 2016.

وكانت الهجمات عادة تنسب لمتمردي حزب العمال الكردستاني فيما كان الجرحى من مقاتلي التنظيمات الإرهابية في سوريا يتلقون العلاج في المستشفيات التركية ويقيمون حتى على أراضيها.

وانقلب التحالف غير المعلن بين أنقرة وبعض التنظيمات الإرهابية فجأة بعد أن تعرضت تركيا لاعتداءات إرهابية بسبب انخراط الأخيرة في التحالف الدولي لمحاربة داعش.