تركيا تنشر الفوضى في ليبيا وتدعو إلى مواجهة تداعياتها

اردوغان يطالب اثر لقائه بميركل المجتمع الدولي بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها في سوريا داخل الاراضي الليبية في وقت تسببت فيه التدخلات التركية بأزمة في البلدين العربيين.

انقرة - رغم تورط تركيا في تهديد الاستقرار في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط بحكم تدخلاتها الا ان السلطات التركية تحاول التنصل من مسؤوليتها في تدهور الاوضاع بالقائها على الاخرين.
وفي هذا الاطار حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة من انتشار "الفوضى الليبية" في حوض البحر الأبيض المتوسط ما لم يتم إرساء السلام في ليبيا.
ودشن الزعيمان جامعة تركية ألمانية جديدة في اسطنبول وعبّر إردوغان خلال اللقاء عن قلقه بشأن النزاع الليبي.
وقال في كلمة "إذا لم يتم إرساء الهدوء في أسرع وقت ممكن فإن أجواء الفوضى في ليبيا ستؤثر على حوض البحر الأبيض المتوسط".
وياتي تصريح اردوغان رغم تورط تركيا في دعم الميليشيات والمجموعات المسلحة الموالية للوفاق بالاسلحة والمرتزقة منتهكا بذلك القرارات الدولية.
وكانت مصادر إعلامية سورية اكدت أن تركيا تواصل عمليات تسفير مئات المقاتلين السوريين لدعم الميليشيات المتطرفة في طرابلس وذلك بوصول دفعات جديدة من المرتزقة.
وتشير تقارير إلى أن أعمار المرتزقة الذين ترسلهم تركيا بعد إغرائهم بالجنسية التركية وألفي دولار شهريا، تتراوح بين 17 و30 سنة  في عمليات مشابهة تماما بتجارة الحرب التي اعتمدتها أنقرة في سوريا في السنوات الأخيرة.
وذكرت تقارير إعلامية بأن الطائرات تتوجه على شكل رحلات داخلية وهمية ولا يتم إدراجها في قائمة الرحلات، كما لا يتم العبور من الحدود الرسمية، كي لا يتم إثبات هويات المسفرين في حال أرادت المحكمة الدولية فتح تحقيق بالأمر.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بزيادة عدد المرتزقة السوريين الذين نقلوا طرابلس، حيث بلغ ععدهم 3660 مقاتلا في ارتفاع جديد يعكس إصرار تركيا على المضي في تدخلها العسكري الذي أثار انتقادات واسعة.

وتورطت تركيا في عقد مذكرة تفاهم مع حكومة السراج تحوي اتفاقية لتقاسم الحدود البحرية اغضبت دولا في المنطقة.

وأقر البرلمان التركي بداية الشهر الجاري اتفاقية التعاون الأمني والعسكريما سيزيد من تدهور الاوضاع وفتح البلاد على مزيد من التدخلات الاجنبية.

ولم تنل تلك الخطوات التركية موافقة الجانب الالماني الذي انتقد السياسات الخارجية التركية سواء في الملفين الليبي او السوري.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل
المانيا غير مرتاحة للتدخلات التركية في ليبيا وسوريا

ودعا اردوغان إلى ممارسة ضغوط أكبر على قوات الجيش الليبي الذي يشن هجوما بهدف السيطرة على طرابلس حيث مقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا.
وقال إردوغان إن هجمات صاروخية على مطار طرابلس هذا الأسبوع نسبت إلى قوات الجيش الليبي، تظهر "من يؤيد السلام ومن يؤيد إراقة الدماء والدموع" مضيفا "نأمل ألا يرتكب المجتمع الدولي الأخطاء التي ارتكبها في سوريا".
لكن اردوغان يتجاهل التهديدات التركية بمواصلة دعم الميليشيات حيث افاد وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الخميس ان المستشارين العسكريين الاتراك سيواصلون دعمهم للقوات الموالية لحكومة الوفاق رغم دعوة كل الاطراف الدولية التي اجتمعت في برلين او في الجزائر الى منع التدخلات الاجنبية ومنع تسليح اطراف القتال لنزع فتيل الازمة.
وتورطت انقرة في توتير الاوضاع في سوريا وذلك بدعم المجموعات الجهادية اضافة الى قيامها باجتياح الشمال السوري في اكتوبر/كانون الثاني وهو ما ضاعف ماساة اللاجئين السوريين.
وعززت الدول الكبرى جهودها في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا، بعد سنوات من الفوضى إثر مقتل الزعيم معمر القذافي.
ويأتي افتتاح الجامعة التركية الألمانية في وقت تشهد العلاقات بين الدولتين بعض الدفء إثر برودة وتوتر بسبب تدهور ملف حقوق الانسان والحريات في تركيا.
وناشدت منظمة العفو الدولية ميركل الى الضغط من اجل فتح ملف المعتقلين السياسيين في تركيا في لقائها مع اردوغان.