تركيا تنقل أسلحة إلى ليبيا عبر السفن التجارية

الجيش الليبي يتهم أنقرة باستخدام دبابات أميركية ومنظومات هوك الصاروخية على الأراضي الليبية في وقت يؤكد فيه اردوغان على أهمية دور جهاز المخابرات في بقاء سلطة الميليشيات.
تركيا تتمادى في سياساتها دون رادع حقيقي
اردوغان يستحضر التاريخ العثماني في تعامله مع الملفات في ليبيا والمنطقة

انقرة - تواصل تركيا انتهاكاتها في ليبيا عبر تصعيد خططها في دعم الميليشيات بالسلاح والمرتزقة رغم التنديد الدولي.
وفي هذا الصدد كشف  اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي الأحد، إن تركيا نقلت عتادا عسكريا إلى الميليشيات عبر السفن التجارية.
وأضاف المسماري في تصريحات خاصة لقناة "سكاي نيوز عربية" أن تركيا تستخدم دبابات أميركية ومنظومات هوك الصاروخية على الأراضي الليبية.
وتابع: "الشرط الأول لوقف إطلاق النار هو خروج تركيا بشكل كامل من ليبيا". موضحا أن "تركيا تستغل وقف إطلاق النار لاستقدام مزيد من المرتزقة".
والسبت نشر المسماري في صفحته الرسمية على الفايسبوك فيديو لعدد من المرتزقة على متن احدى طائرات شركة الافريقية الليبية 
وقال المسماري ان "تركيا تنقل دفعات جديدة من المرتزقة السوريين لمدينة مصراتة الليبية في تحدي صارخ للمطالب الدولية للتهدئة ووقف النار وكذلك يعد ما تقوم به انقرة خرق للقرارات العربية والدولية التي تمنع نقل المرتزقة والمقاتلين الاجانب إلى ليبيا .

واكد المسماري ان تركيا تدعم الارهاب والجريمة في ليبيا وتعمل لتحقيق احلامها في السيطرة على اقليم ليبيا الجغرافي وعلى مقدراتها وثرواتها.
وتعددت التقارير التي تكشف اعداد المرتزقة الذين ارسلتهم تركيا منذ قرابة السنة لدعم ميليشيات الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي حيث اكد تقرير صادر عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية الشهر الجاري ان أن تركيا أرسلت ما يتراوح بين 3500 و3800 مقاتل سوري إلى ليبيا.
وجاء ذلك التقرير تزامنا مع تقرير للمرصد السوري لحقوق الانسان كشف أن ألاف الحاملين للجنسية التونسية دفعت بهم المخابرات التركية ضمن جحافل العناصر الإرهابية والمرتزقة الذين تدججهم تركيا للقتال في ليبيا.
وقال المرصد حينها أن المخابرات التركية عمدت بأوامر من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى نقل مجموعات جهادية وعناصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" من جنسيات أجنبية، من الأراضي السورية نحو الأراضي الليبية على مدار الأشهر القليلة الفائتة.
وأكد أن تركيا نقلت نحو ليبيا أكثر من 2500 عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية من التونسيين المتواجدين ضمن فصائل التنظيم المعسكرين بالأراضي السورية.
واقر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدور بلاده في انقاذ حكومة فائز السراج والجماعات الاسلامية الموالية له من السقوط على ايدي القوات المسلحة الليبية.
واوضح اردوغان الأحد، إن الدعم المعلوماتي والعملياتي الذي وفره جهاز الاستخبارات التركي في ليبيا، غيّر قواعد اللعبة وأسهم في وقف تقدم الجيش الليبي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح مبنى جهاز الاستخبارات الجديد بمدينة إسطنبول، حسب وكالة الأناضول الرسمية للأنباء.
وقال أردوغان: "الدعم الاستخباراتي والعملياتي الذي قدمته الاستخبارات التركية، لعب دورا في وقف تقدم حفتر الذي اختار الطرق العسكرية بدلاً من الخيار السياسي للحل".
وأشار الرئيس التركي إلى "أهمية جهاز الاستخبارات للدولة لما يشكله من حجر أساس للوقوف على قدميها".

هاكان فيدان رجل المخابرات القوي يد اردوغان الطولى في ليبيا
هاكان فيدان رجل المخابرات القوي يد اردوغان الطولى في ليبيا

وكعادته حاول اردوغان استحضار التاريخ العثماني واسقاطه على التحركات التركية شرق وغربا في محاولة منه لاستعادة امجاد الماضي.
واستشهد في هذا الإطار بأن "الدولة العثمانية تلقت واحدة من أكبر الهزائم في تاريخها بحرب البلقان (1913-1912) حيث أن حكّام تلك الفترة لم يتمكنوا طوال سنوات من رؤية استعدادات بعض المجتمعات للتمرد على الدولة، بسبب انعدام الرؤية الصحيحة والفطنة".
واستدرك أردوغان أن "السلطان عبد الحميد الثاني (1918-1842)، أنقذ البلاد من براثن كوارث كثيرة دون إطلاق طلقة رصاص واحدة، بفضل قوة جهاز استخباراته وعبقريته الدبلوماسية".
ويظهر جليا اعتماد الرئيس التركي لجهاز الاستخبارات ولرئيسه الرجل القوي هاكان فيدان الذي ساهم على مايبدو في افشال الانقلاب المزعوم في 2016 ويعمل اليوم للدفع بالاطماع التركية في المنطقة.
وأوضح اردوغان أنه "وبفضل تعاظم تأثير الاستخبارات الخارجية، بدأت تركيا تحتل مكانتها في كافة المحافل كقوة إقليمية وعالمية" موضحا ان "المكاسب التي حققناها في مناطق الاشتباكات، تعزز قوتنا على طاولة المفاوضات وتمنحنا قوة الدفاع عن مصالح شعبنا".
وتابع قائلا: "جهاز الاستخبارات سلاح محوري في كفاحنا التاريخي من أجل بناء تركيا القوية والكبيرة، وسيبقى كذلك" مضيفا أن جهاز الاستخبارات التركي يجري فعاليات على مستوى عالمي في مجال التشفير، والأمن السيبراني، والأقمار الاصطناعية.
ولفت الرئيس التركي إلى أن أهمية جهاز الاستخبارات تزداد في فترة تحول فيها العلم واستخداماته إلى سلاح. موضحا"ليس من قبيل الصدفة أن يكون جهاز الاستخبارات في طليعة المستهدفين خلال كفاح بلادنا التاريخي".
وشدد الرئيس التركي على أن جهاز استخبارات بلاده سيكثف أنشطته "حيثما يتطلب ذلك تماشيا مع مصالح تركيا".
وثناء اردوغان على جهاز المخابرات يشير الى دور هذا الجهاز في اختراق الدول والمجتمعات لتحقيق مصلحة النظام التركي واطماع انقرة في ثروات شعوب المنطقة.
واتهم هذا الجهاز بالتورط في علاقات مع تنظيمات متشددة وارهابية على غرار تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة".