تركيا تهدد الأوربيين بإعادة أسرى داعش الملغاة جنسياتهم

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يقول إن بلاده ستعيد أسرى تنظيم الدولة الإسلامية إلى دولهم حتى إذا ألغيت جنسياتهم.

أنقرة - عادت تركيا إلى ابتزاز الأوروبيين الذين عارضوا بشدة هجومها العسكري في شمال سوريا، عن طريق التهديد بإعادة الإرهابيين والجهاديين الأجانب الذين قاتلوا في داعش إلى بلدانهم في أوروبا حتى إذا تمت إسقاط جنسيتهم، في خطوة عدائية مجانية جديدة تجاه دول حليفة ستعمق عزلة أنقرة أكثر.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اليوم الاثنين، أن بلاده ستعيد أسرى تنظيم الدولة الإسلامية إلى دولهم حتى إذا ألغيت جنسياتهم، منتقدا نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.

ونقلت وكالة الأناضول عن صويلو قوله إن "ما يقارب 1200 عنصر من داعش هم في السجون التركية".

وقالت تركيا إنها اعتقلت بعض أعضاء الدولة الإسلامية الفارين في شمال شرق سوريا خلال الشهر الماضي بعد أن بدأت هجوما عسكريا هناك.

وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، بما شمل الولايات المتحدة، التوغل العسكري لأنقرة في شمال شرق سوريا خشية أن يقوض الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وشنت تركيا الشهر الماضي هجوما في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من المنطقة. وأثارت تلك الخطوة قلقا واسع النطاق بشأن مصير أسرى الدولة الإسلامية هناك.

ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي للولايات المتحدة في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. وقالت الولايات المتحدة وحلفاء تركيا الغربيون إن الهجوم التركي قد يعطل قتال تنظيم الدولة الإسلامية ويساعد على انبعاثه من جديد.

لكن تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية على صلة بمتمردين أكراد على أراضيها، رفضت هذه المخاوف وتعهدت بقتال تنظيم الدولة الإسلامية مع حلفائها. ودعت الدول الأوروبية لاستعادة رعاياها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم.

تركيا تستخدم سجناء داعش في سوريا كورقة لتهديد أوروبا التي تعلم أن عودة الإرهابيين إليها خطر على أمنها القومي

وقال صويلو للصحفيين خلال مشاركته في افتتاح برنامج تدريب لقوات الشرطة التركية في أنقرة، إن تركيا ستعيد أي مقاتلين في صفوف الدولة الإسلامية قبض عليهم إلى بلادهم حتى لو كانوا جردوا من جنسياتهم.

وأضاف "سنعيد من هم في قبضتنا، لكن العالم خرج بطريقة جديدة الآن: إسقاط جنسياتهم... هم يقولون إنه تجب محاكمتهم حيث اعتقلوا. أتصور أن هذا معيار جديد للقانون الدولي".

وأوضح "لا يمكن قبول هذا. سنعيد أعضاء داعش (الدولة الإسلامية) الذين في أيدينا إلى بلدانهم سواء ألغيت جنسياتهم أم لا".

وتستخدم تركيا سجناء داعش شمالي سوريا كورقة لتهديد أوروبا التي تعلم أن عودة الإرهابيين إليها، خطرا على أمنها القومي، لاسيما أنها تعرضت لهجمات إرهابية عدة.

تأتي تصريحات وزير الداخلية التركي بعد أن كشفت وسائل إعلامية تركية مؤخرا عن اعتزام السلطات الأمنية في البلاد ترحيل هولنديتين من زوجات عناصر داعش، جرى توقيفهما عقب دخولهما الأراضي التركية من سوريا بطريقة غير قانونية وذلك لاتخاذ إجراءات ترحيلهما.

وقالت مصادر صحفية إن "كوثر وفاطمة تعرفتا من هولندا عام 2013 على اثنين من عناصر داعش عبر الانترنت، وجاءتا إلى تركيا ومنها إلى سوريا لزواج منهما".
وأوضحت نفس المصادر أن كوثر وفاطمة عبرتا إلى سوريا بطريقة غير قانونية باستخدام قضاء ريحانلي التابع لولاية هطاي جنوبي تركيا، والمتاخمة للحدود السورية.
وتزوجتا كوثر وفاطمة من عنصري داعش وأنجبت الأولى طفلين والأخيرة طفلًا واحدًا.

وذكرت وسائل إعلام هولندية أن حكومة البلاد بدأت إجراءات لتجريد فاطمة من الجنسية لعرقلة عودتها إلى هولندا. ولا تبدي الحكومة الهولندية ترحيبا بعودة مواطنيها المنتمين لداعش.

وقبل الانسحاب الأميركي من شمال سوريا هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدوره بإطلاق صراح سجناء داعش الذين قبضت عليهم القوات الأميركية في سوريا والعراق، إذا لم تستردهم بلدانهم الأصلية كفرنسا وألمانيا.

وأثار الهجوم التركي في شمال سوريا مخاوف أوروبية من إعادة تنظيم الدولة الإسلامية ترميم صفوفه واحتمال التسلل إلى أوروبا، لا سيما بعد أن أضعفت العملية العسكرية التركية المقاتلين الأكراد الذين ساهموا بشكل كبير في مساعدة القوات الأميركية على دحر داعش في المنطقة.

والشهر الماضي، قالت الولايات المتحدة إنها قتلت أبو بكر البغدادي زعيم داعش في شمال غرب سوريا حيث تنشر تركيا وروسيا قوات.

وأشاد زعماء العالم بقتل البغدادي بما في ذلك تركيا لكن التنظيم توعد بالانتقام من الولايات المتحدة.

وقبل الهجوم دأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تهديد الأوروبيين "بفتح البوابات" أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا، إن لم تدعم الأخيرة خططه لإقامة "منطقة آمنة" بشمال شرق سوريا التي تسعى أنقرة إلى ترحيل اللاجئين السوريين لديها نحوها.

وتريد تركيا إخراج ملايين اللاجئين السوريين، بعد أن استخدم أردوغان ورقتهم في ابتزاز أوروبا ماليا وسياسيا، موظفا ذلك للظهور كزعيم بالمنطقة ولإظهار أنه إنساني.