تشرد كثير من المهاجرين بعد اضطرابات في أكبر مخيم باليونان

احتجاجات بمخيم فيال الواقع في جزيرة خيوس اليونانية تتسبب في حريق أسفر عن وفاة لاجئة عراقية وأدى إلى تدمير مرافق اللجوء والحاويات المجهزة للسكن.

أثينا - لحقت أضرار جسيمة بأحد أكبر مخيمات المهاجرين في اليونان وبقي كثيرون بلا مأوى جراء حريق نشب بعد ساعات من اندلاع أعمال عنف إثر وفاة امرأة عراقية تقطن فيه، وفق ما أفاد مسؤولون الأحد.

وصرح السكرتير العام لوزارة الهجرة اليوناني مانوس لوغوتيس، أن الحريق الذي نشب ليل السبت في مخيم 'فيال' الواقع في جزيرة 'خيوس'، أدى إلى تدمير مرافق خدمة اللجوء الأوروبية ومطعم المخيم وخيام تستخدم لأغراض التخزين والعديد من الحاويات المجهزة للسكن.

وأوضح لوغوتيس أن "قسما كبيرا من مركز الخدمات الإدارية التابع للمخيم دمر"، مضيفاً أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في أثينا بوريس تشيشيركوف، إن تقييم الأضرار لا يزال جارٍ لكن العديد من سكان المخيّم باتوا على الأرجح بلا مأوى.

وصرّح تشيشيركوف "لا تزال السلطات تقيّم الأضرار لكن يرجّح أن بضعة مئات من الأشخاص تضرروا إذ احترقت أماكن إيوائهم. تبرعنا بخيام للسلطات يمكن استخدامها سريعا وسنساعد على استبدال خيام التخزين".

وأفادت اللاجئة الصومالية أنيسة (22 عاما) التي رفضت الإفصاح عن اسمها الكامل خشية سلامتها، أن الحريق "التهم خيمتين كبيرتين تضم كل منهما أكثر من 20 منزلا".

بدورها ذكرت الأفغانية عزيزة حسيني (30 عاما) أن مجموعة من سكان المخيم "هاجمت مخازن الطعام وأحرقت مركز معلومات وأدخلت برادات طعام وأضرمت فيها النيران".

وقالت "لسنا بمأمن على الإطلاق. نشعر بالخوف ولا يمكننا النوم ليلا".

وأكدت السيدتان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأحرقت ثلاث مركبات كانت خارج المخيم على الأقل.

وذكر مصدر في شرطة أثينا أنه تم توقيف أفغانيين اثنين وعراقي على صلة بالاضطرابات التي اندلعت عقب وفاة طالبة لجوء عراقية تبلغ من العمر 47 عاما في المخيم السبت.

وقال مصدر آخر في الشرطة في خيوس "تمكنا من إعادة النظام حوالى الساعة الواحدة صباحا. شارك الكثيرون في هذه الأحداث".

وأدخلت المرأة العراقية التي توفيت إلى المستشفى بعد إصابتها بحمى هذا الأسبوع. وذكرت وكالة الانباء الرسمية السبت ان نتائج فحصها لم تثبت إصابتها بفيروس كورونا المستجد حينذاك.

وتم عزل مخيمات المهاجرين في اليونان في الأسابيع الأخيرة في محاولة من قبل السلطات لإبقاء قاطنيها بعيدين عن السكان المحليين.

وأودى وباء كوفيد-19 في اليونان حتى الآن بـ110 أشخاص، فيما يقبع 67 في العناية المركزة.

ولم تسجل أي إصابات بالفيروس في المخيمات المقامة على الجزر حتى الآن، لكن سجلت إصابات في مخيمين في البر الرئيسي اليوناني.

وعلى غرار جميع مخيمات المهاجرين في الجزر اليونانية، يضيق مخيم 'فيال' بالقاطنين، حيث يعيش أكثر من خمسة آلاف شخص ضمن مساحة مخصصة لألف.

وهناك نحو مئة ألف طالب لجوء عالقين في اليونان حاليا، بعدما أغلقت باقي الدول الأوروبية حدودها أمامهم في 2016.

ويعيش أكثر من 36 ألف شخص في المخيمات المقامة على الجزر القريبة من تركيا والتي كانت مبنية في الأساس لـ6100 شخص فحسب.