تشكيلي إماراتي تبهره المباني التراثية بالخليج العربي

الفنان التشكيلي فيصل راشد القاسمي تأثر كثيراً بالمباني القديمة، والعمارة التراثية في وطنه الإمارات، وبلدان الخليج العربي.
الفنان الإماراتي يروي تفاصيل مسيرته الفنية
القاسمي، كان يعشق التصميم منذ الصغر وكان يقوم بتخطط المباني ثم يصممها بالخشب

تأثر الفنان التشكيلي الإماراتي، فيصل راشد القاسمي، كثيراً بالمباني القديمة، والعمارة التراثية في وطنه الإمارات، وبلدان الخليج العربي، وأخذته من عالم هندسة الميكانيكا، إلى عوالم الفنون التشكيلية، فراح يجسد المعالم والمباني الأثرية، وبهره مشروع "قلب الشارقة" أحد أضخم المشاريع التراثية في الخليج العربي والمنطقة، ويهدف لإحياء المبانى والأسواق والشوارع والحارات القديمة، فانشغل بتجسيد عمارة الشارقة التاريخية في أعماله التشكيلية، وكانت الشارقة هي عنوان مشاركته بالمعرض الإفتراضي الدولي للتراث والعمارة، والذي نظمته الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور، بدائرة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون بدولة الكويت، وشارك فيه 220 فنانا وفنانة ينتمون لخمسة عشر دولة عربية.
كانت المشاركة الأبرز له بالمهرجان، لوحة رسم فيها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تجسيد فني، لدوره في الحفاظ على تراث الشارقة وعمارتها القديمة.
وروى الفنان فيصل راشد القاسمى لـ "ميدل إيست أونلاين" تفاصيل مسيرته الفنية، فقال بأنه كان يعشق التصميم منذ الصغر، وفي الدراسة كان يقوم بتخطط المباني، ويعود إلى البيت لتصميمها بالخشب. 

fine arts
فيصل راشد القاسمي

وأنه مع مرور الأيام توسع في هذا الأمر وصار له ورشة ينفذ فيها تصميماته، وصار يستخدم مواد لتحويل التصميمات إلى نماذج، ومن الطريف كما يقول إنه كان يضع تصميمات لسيارات، ثم يحولها لمجسمات.
الولع بالتراث:
واشار فيصل راشد القاسمي، إلى أنه كان مولعاً بالتراث في وقت مبكر، وكانت جدته، مُحبة للعمارة القديمة بكل تفاصيلها، ومكوناتها، وكان لديها متحف صغير تجمع فيه التحف التراثية، وأن ذلك جعله أكثر تعلقا واهتماما بالتراث، وأنه حين فكر في بناء منزل كانت رؤيته أن يكون تصميم ذلك المنزل على غرار المنازل التاريخية القديمة، وأن يحمل الطابع التراثي في كل مكوناته.
ولفت إلى أن سعيه لإقامة منزل تراثي، دفعه للقيام بأول بحث عن التراث والعمارة التقليدية في دول الخليج العربي، ومن أجل إنجاز بحثه طاف ببلدان الخليج، وشاهد التصاميم المعمارية في سلطنة عمان والكويت وقطر، والسعودية وفي وطنه الإمارات بالطبع.
كما سجًل الفوارق في العمارة بين كل منطقة وأخرى، والتفاصيل المعمارية، وفي سلطنة عمان على سبيل المثال، وجد أن الأبواب والشبابيك تختلف عن تلك المعروفة في الإمارات، بحكم تأثر سلطنة عمان بالعلاقات التجارية مع زنجبار والهند.
ونتيجة لذلك البحث الميداني، وضع تصميما لمنزله الجديد ، واختار أن يكون على غرار  المباني التراثية بمنطقة شرق الإحساء، وكان فيه بعض التطعيمات، وأنه عمل على إيجاد مزيج من العمارة العمانية والأندلسية في تصميم الأبواب والشبابيك، لكن جدته طلبت منه أن تكون البوابة الرئيسية للبيت على الطراز الحضرمي.
رسم البورتريه
قال الفنان الفنان التشكيلي الإماراتي، فيصل راشد القاسمي، إن العام 2010، كان من المحطات المهمة في مسيرته التشكيلية، حيث بدأ الإهتمام بالرسوم الكاريكاتيرية، وتلقى دعما كبيرا من فنانيي كاريكاتير من الكويت، واستفاد كثيرا من الفنانين السعوديين في رسم البورتريه.
ورأى بأن الانطلاقة التشكيلية له كانت في العام 2013، ووقتها سافر للكويت، وشارك بورشة عمل حول البورتريه، وفي العام 2016 شارك بمعرض دولي للكاريكاتير بالكويت بمشاركة 52 دولة، وخلال المعرض تعرفت على الرسامين بمنطقة الخليج العربي.

ولفت إلى أن علاقته بـ "الاكريليك"، بدات في العام 2017، وبدأت مشاركاته بلوحات "الاكريليك"،  بالأعياد الوطنية في وطنه الإمارات.
وحول مدرسته الفنية، قال بأنه يميل إلى المدرسة الكلاسيكية في الفن التشكيلى، وأن أغلب أعماله هي للعمارة والبيوت القديمة، والتي يرسمها من ذكريات فترة الطفولة التي لا تزال باقية بداخله.
يذكر أن العمارة التراثية بدولة الإمارات، باتت جاذبة للكثير من الفنانين التشكيليين، خاصة بعد اهتمام الدولة بالمباني التاريخية، وإعادة إحيائها وتحويلها إلى مزارات سياحية تجذب الزوار العرب والأجانب.