تشكيل حكومة انتقالية في تشاد تحت حكم العسكر

المجلس العسكري الذي يحكم تشاد منذ 12 يوما على مقتل الرئيس ادريس ديبي يعلن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة البير باهيمي باداكيه ومن 40 وزيرا وسكرتير دولة في أول اختراق للأزمة السياسية.
المجلس العسكري في تشاد يرفع حظر التجول بعد أيام من الاضطرابات
المجلس العسكري يستحدث وزارة للمصالحة والحوار يقودها متمرد سابق
تعيين معارض شرس لديبي وزيرا للعدل وامرأة على رأس وزارة التعليم
الحكومة الانتقالية في تشاد تضم متمردين سابقين

نجامينا - شكل المجلس العسكري في تشاد اليوم الأحد حكومة انتقالية بعد نحو 12 يوما من مقتل الرئيس ادريس ديبي على الجبهة في مواجهة مجموعات متمردة وتعيين نجله على رأس المجلس، فيما يخترق هذا التطور حالة الاضطراب التي شهدتها البلاد احتجاجا على انقلاب العسكر على المؤسسة الدستورية حيث كان يفترض أن يتولى الرئاسة رئيس البرلمان لفترة انتقالية.

وأعلن المتحدث باسم الجيش التشادي للتلفزيون الرسمي أن المجلس الذي يحكم تشاد منذ وفاة الرئيس إدريس ديبي، شكّل الأحد حكومة انتقالية.

وعيّن نجل الرئيس الراحل محمد إدريس ديبي الذي يرأس المجلس العسكري المؤقت، في مرسوم أربعين وزيرا وسكرتير دولة، مع استحداث وزارة جديدة للمصالحة الوطنية.

وكان عين الاثنين البير باهيمي باداكيه رئيسا للحكومة الانتقالية. وباداكيه هو آخر رئيس للوزراء في عهد إدريس ديبي قبل أن يلغي الأخير هذا المنصب في 2018 وقد وعد بـ"حكومة مصالحة وطنية" وأطلق "مشاورات واسعة" خلال الأسبوع بهدف اقتراح أسماء على رئيس المجلس العسكري المؤقت.

وعهدت حقيبة المصالحة الوطنية والحوار إلى اشيك بن عمر الزعيم المتمرد السابق الذي بات في 2019 مستشارا دبلوماسيا للرئاسة.

وعين محمد احمد الهابو المعارض التاريخي لادريس ديبي والمنتمي إلى حزب الحريات والتنمية، وزيرا للعدل، لكن أبرز المعارضين صالح كبزابو غاب عن الحكومة الجديدة رغم اعترافه بسلطة المجلس العسكري الانتقالي.

وبقي وزراء سابقون في الحكومة الأخيرة لادريس ديبي في مناصبهم أو تسلموا وزارات جديدة. وعين المتحدث باسم الحكومة شريف محمد زين وزيرا للخارجية. وسبق أن تولى هذه الحقيبة بين 2018 و2020.

وعينت ليدي باسيمدا، أول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية في ابريل/نيسان الماضي وزيرة للتعليم العالي والأبحاث وهي وزارة شغلتها في عهد ادريس ديبي.

وكان المجلس العسكري المؤقت وعد بإجراء "انتخابات حرة وديمقراطية" خلال 18 شهرا. وفي انتظار ذلك، ينص الميثاق الانتقالي على تشكيل حكومة انتقالية يسمي رئيس المجلس العسكري أعضاءها ويستطيع إقالتهم.

لكن أبرز أحزاب المعارضة ومثلها نقابات وناشطون في المجتمع المدني، اعتبروا أن وصول نجل ديبي إلى السلطة بمثابة "انقلاب دستوري"، مطالبين بـ"مرحلة انتقالية يتولاها مدنيون".

وأعلن المجلس العسكري كذلك رفع حظر التجول المفروض منذ 12 يوما على إثر مقتل الرئيس إدريس ديبي إيتنو، بحسب مرسوم صادر عن المتحدث باسم الجيش.

وورد في المرسوم الذي وقعه الجنرال برمندو اغونا "بعد تقييم الإجراءات التي اتخذها في البداية المجلس العسكري الانتقالي في جميع أنحاء التراب الوطني وتقييم الوضع الأمني تمّ الأحد رفع حظر التجول الذي فرض في 20 ابريل 2021".

وكان حظر التجول الذي فرِض بدايةً من الساعة 18:00 إلى 05:00، قد خفف لاحقا ليصير بين الساعة 20:00 و05:00 وهو اجراء اتخذ على اثر اضطرابات شهدتها العاصمة نجامينا.

ومنذ وفاة إدريس ديبي، أمسك نجله محمّد عمليا بجميع السلطات. ومحاطا بـ14 جنرالا، جميعهم كانوا موالين لوالده، أقدم على حلّ الجمعية الوطنية والحكومة وتولى ألقاب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات العسكرية.

وفي 27 ابريل/نيسان، خلّفت تظاهرات مناهضة للمجلس العسكري بدعوة من المعارضة والمجتمع المدني للتنديد بـ"انقلاب على المؤسسات" ستة قتلى في نجامينا والجنوب، بحسب السلطات وتسعة بحسب تقرير منظمة غير حكومية محلية.

وأوقف السلطات أكثر من 650 شخصا خلال هذه الاحتجاجات المحظورة والتي تعرضت لقمع شديد.

ومنذ منتصف ابريل/نيسان، يتواجه الجيش في معارك مع "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" المنتشرة في جنوب ليبيا. وبحسب السلطات، فقد قتِل إدريس ديبي أثناء زيارته إلى الجبهة، وكان قد أعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة للتو.

وأعلن الجيش التشادي الجمعة قتل "مئات المتمردين" في يومين من المعارك في غرب البلاد. وكان قد أعلن في 19 ابريل/نيسان أنه قتل 300 متمرد. كما تمّ القبض على 246 آخرين وإحالتهم إلى النيابة العامة في نجامينا، وفقا للسلطات القضائية.