تصاعد القتل يثير قلقا بشأن سلام أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي

موجة قتل تستهدف رجال الشرطة ومسؤولين في كابول على يد مسلحين مجهولين تأتي بعد أيام من تهديد طالبان باستئناف الهجمات ردا على تأجيل انسحاب القوات الأميركية.
مقتل 22 شخصا في عمليات منفرقة بأفغانستان
كابول تحمل طالبان مسؤولية عودة الاعتداءات الدموية

كابول - تثير موجة قتل تستهدف رجال شرطة ومسؤولين في كابول على يد مسلحين مجهولين، قلقا بشأن مصير السلام والاستقرار في أفغانستان من بعد انسحاب القوات الدولية والأميركية المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل، فيما تعجز الحكومة الأفغانية عن صد تمرد حركة طالبان اعتداءات الجماعات الإرهابية.

وقال مسؤولون السبت إن ما لا يقل عن 22 شخصا قتلوا في عدة هجمات في خمسة أقاليم بأفغانستان.

وقال المتحدث باسم الشرطة فردوس فارامارز إن مسلحين مجهولين اغتالوا في العاصمة كابول أربعة من رجال الشرطة ومحاضرا جامعيا وموظفا حكوميا في ثلاث حوادث منفصلة.

 ووقعت حادثتان اليوم السبت فيما وقع الثالث مساء أمس الجمعة، بحسب الشرطة.

وتصاعدت أعمال القتل في كابول بعد أسابيع قليلة من الهدوء النسبي، وغالبا ما تستهدف تلك الهجمات قوات الأمن والموظفين الحكوميين والناشطين والصحفيين.

ونادرا ما تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عن الهجمات المستهدفة التي تثير القلق في قلب العاصمة الأفغانية.

وفي إقليم غزني جنوب شرق افغانستان، قال مسؤولون محليون إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في الإقليم.

 وقال المتحدث باسم الحاكم وحيدالله جمعة زادة إن مدنيين اثنين آخرين أصيبا عندما انفجرت قنبلة في مركبتهما في عاصمة الإقليم.

 وألقى مسؤولون محليون باللوم على مقاتلي طالبان في الانفجار لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها.

 تعتبر القنابل المزروعة على جوانب الطرق سلاحا مفضلا لطالبان لاستهداف قوات الأمن الحكومية، إلا أنها غالبا ما تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

 وفي إقليم لوجار بوسط البلاد، قال متحدث باسم شرطة الإقليم إن ثلاثة جنود قتلوا في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في الإقليم.

و في إقليم ننكارهار بشرق البلاد، قال مسؤول إن رجلي شرطة على الأقل قتلا وأصيب مدني في انفجار بمدينة جلال أباد.

وفي إقليم تخار بشمال البلاد، قُتل سبعة أفراد من القوات الموالية للحكومة على الأقل في هجوم لطالبان بعد منتصف الليل في مقاطعة بانجي. واستخدم المسلحون طائرة مسيرة، بحسب ما أكده عضو المجلس الإقليمي صلاح الدين برهاني وضابط مخابرات.

اشتدت موجة القتل المستهدف الجديدة وتفجيرات طالبان بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول بعد أشهر من الموعد النهائي الذي اتفق عليه سابقا مع طالبان والذي يوافق الأول من مايو/أيار المقبل.  

وردا على ذلك، رفض المسلحون المشاركة في مؤتمر سلام أفغاني رفيع المستوى في تركيا الذي كان مقررا في البداية في منتصف أبريل/نيسان. ولم يتم إحراز أي تقدم ملموس في محادثات السلام المتوقفة بين ممثلين الحكومة وطالبان في الدوحة في منتصف سبتمبر/أيلول.

وكانت الجماعة المتمردة قد حذرت من ان الهجمات سوف تستأنف في حال لم تم الالتزام بموعد الأول من مايو/أيار. وتستعد الحكومة الأفغانية أيضا لتجدد الصراع.

ويتوقع الخبراء حربا أهلية مدمرة في حال لم يتوصل الجانبان المتحاربان إلى اتفاق سياسي قبل الانسحاب الكامل للقوات الدولية.