تصريحات عضو بالكونغرس تشعل غضب البرلمان العراقي

بغداد - وصف رئيس البرلمان العراقي بالنيابة محسن المندلاوي ما أوردته وسائل إعلام أميركية بشأن اعتزام عضو الكونغرس مايك والتز تقديم تعديل لمشروع قانون يتضمن بندا يصنف المجلس الأعلى للقضاء ورئيسه فائق زيدان "أصولا تسيطر عليها إيران، بـ"سابقة خطيرة"، مطالبا وزارة الخارجية بالردّ على ما اعتبرها تدخلات مسيئة للبلاد.

وطالب المندلاوي في بيان نشرته صفحة مجلس النواب على موقع فيسبوك اليوم السبت وزارة الخارجية العراقية "بالتحرك عبر وسائلها الدبلوماسية وإيصال رسالة مباشرة برفض العراق بجميع سلطاته لمثل هكذا تدخلات مسيئة لها، جاءت على لسان عضو الكونغرس الأميركي، بوصفها أدوات نفوذ لدول أخرى".

وتابع أن "العراق بلد ذو سيادة وعلاقاته مع جميع البلدان مبنية على أساس الاحترام المتبادل"، مشددا على أن "مشروع القانون المزمع تقديمه للكونغرس من قبل النائب الجمهوري وفي حال إقراره سيشكل منعطفا خطيرا يؤثر بشكل أو بآخر في طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين".

وأكد "دعم مجلس النواب الكامل للسيد رئيس السلطة القضائية ورفضه المطلق لأي إساءة لسلطته ولجميع السلطات"، مؤكدا "حرص رئاسة المجلس على متابعة هذه الأفعال غير المشروعة واتخاذ كل ما يلزم لرفضه".

ونقل موقع "المعلومة" العراقي عن النائب محمد الزيادي قوله إن "تجاوز عضو الكونغرس الأميركي مايك ولتز على رئيس السلطة القضائية مرفوض وتصرف خارج حدود الأعراف السياسية والدبلوماسية وتدخل سافر في الشأن الداخلي للدولة العراقية".

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن فري بيكو" صرّح والتز بأن "زيدان ومجلسه القضائي هما القوى الرئيسية التي تدفع بمصالح إيران في العراق وتساعد الميليشيت الموالية لإيران على الحصول على موطئ قدم في البلاد.

وتضمن تصريح النائب الأميركي انتقادا لقرار المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في البلاد، الذي صدر في فبراير/شباط 2022 وينص على تحديد نصاب الثلثين لانعقاد جلسة بمجلس النواب العراقي، معتبرا أن القانون "منع فعليًا العناصر المناهضة لإيران في العراق، مثل الأكراد، من تشكيل حكومة أكثر وديّة مع الولايات المتحدة".

ونقلت الصحيفة عن والتز ومصادر في الكونغرس قولهم إنّ "الجهد هو خطوة أولى نحو عزل أصول إيران في الحكومة العراقية والعودة عن النفوذ المتزايد للنظام الإيراني"، وفق ما أورده موقع "الترا العراق".

ونشر الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي على منصة "إكس" مقتطفات من تصريح والتز الذي أكد أنه "على النظام الإيراني أن يفهم أن الكونغرس الأميركي لن يسمح لآية الله بتحويل العراق إلى دولة عميلة وعلى المتعاطفين مع إيران في العراق مثل فائق زيدان وآخرين أن ينتبهوا لذلك".

واعتبر أنه على "مدى السنوات العديدة الماضية، عملت إيران بهدوء على استمالة القادة العراقيين واستخدامهم لممارسة نفوذها في الائتلاف الحاكم في البلاد، مع استجابة قليلة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".

واعتبر متابعون للشأن العراقي أنه في حال تم تقديم مشروع القانون الذي تحدث عنه والتز فسيشكل انعطافة خطيرة في مسار العلاقات بين بغداد وواشنطن، لافتين إلى تداعياته السلبية على جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الرامية إلى تدشين صفحة جديدة في التعاون بين البلدين مع التركيز على المسألة الاقتصادية.

وتسعى الولايات المتحدة إلى الحد من النفوذ المتنامي لإيران في العراق عبر ميليشياتها والقوى السياسية الموالية لها المكوّنة للإطار التنسيقي، فيما أكد مسؤولون أميركيون في تصريحات سابقة أن بلادهم تعول على تعاون الحكومة العراقية لكبح تغول أذرع الجمهورية الإسلامية ووضع حد لأنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة.