تصعيد حوثي يبدد آمال التسوية السلمية

الحوثيون يهددون بشن المزيد من الهجمات بطائرات مسيرة بعد أيام من شنّهم هجوما على قاعدة العند، معلنين عزمهم بناء مخزون من الطائرات المسيرة المصنعة "محليا".

الحوثيون يعرقلون جهود السلام الأممية
الحوثيون يؤججون التوتر بانتهاكات لا تهدأ
التهديدات الحوثية تفضح عدم رغبة في التسوية السلمية للأزمة

صنعاء - يضع الحوثيون كل جهود السلام الأممية على حافة الانهيار بالجنوح للتصعيد في الوقت الذي أبدت فيه الحكومة اليمنية وكل من السعودية والإمارات دعمها للحل السلمي على أسس قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.

وفي أحدث حلقة من حلقات التصعيد الحوثي، هددت الميليشيا الانقلابية الموالية لإيران اليوم الأحد بشن المزيد من الهجمات بطائرات مسيرة بعد الغارة الدامية التي شنتها الأسبوع الماضي على عرض عسكري للقوات الحكومية، الأمر الذي يؤجج التوتر بين طرفي الصراع وسط الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام.

وقال يحيى سريع المتحدث باسم جماعة أنصار الله (الحوثي) إن الهجوم الذي شنته الجماعة بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في محافظة لحج وأسفر عن مقتل عدة أشخاص بينهم اللواء محمد صالح طماح رئيس الاستخبارات العسكرية في القوات اليمنية، هو عملية مشروعة ضد ما وصفه بـ"العدوان".

وقال إن الحركة تقوم ببناء مخزون من الطائرات المسيرة المصنعة محليا، مضيفا للصحفيين في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، إن الجماعة سيكون لديها في القريب العاجل مخزون استراتيجي يمكنها من تنفيذ أكثر من غارة بطائرات مسيرة في جبهات معارك متعددة في نفس الوقت.

وجاء الهجوم على العرض العسكري في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة إجراء محادثات سلام بين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم المراكز الحضرية في اليمن، وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية ومقرها في عدن بجنوب البلاد.

وفي اليوم التالي للهجوم، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية أنه دمر مركزا للاتصالات والتحكم يستخدمه الحوثيون لتوجيه الطائرات بدون طيار.

بقايا حطام طائرة مسيرة ايرانية الصنع استخدمها الحوثيون
بقايا حطام طائرة مسيرة ايرانية الصنع استخدمها الحوثيون

وزعم الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إنهم سيوقفون هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية والإمارات وحلفائهما اليمنيين، لكن التوتر تزايد حول كيفية تنفيذ اتفاق السلام الذي أبرم برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بشأن مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.

وتقود السعودية والإمارات تحالفا عربيا سنّيا مدعوما من الغرب وتدخل في حرب اليمن دعما للشرعية بعد أن جعل الحوثيون حكومة هادي تخرج من صنعاء في العام 2014.

وتتهم دول الخليج إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح وهو ما تنفيه طهران والميليشيا الانقلابية. ويزعم المتمردون أنهم يقومون بثورة على الفساد.

وتسلط تهديدات الحوثيين بشن المزيد من الهجمات بطائرات مسيّرة الضوء على الانتهاكات المستمرة من قبل الميليشيا الانقلابية وتؤكد في الوقت ذاته وجاهة رأي التحالف العربي الذي حذّر في أكثر من مناسبة من أن لا عهد ولا ميثاق للانقلابيين المدعومين من إيران.

الحوثيون يجنحون للتصعيد
الحوثيون يناورون بالمفاوضات لاعادة ترتيب صفوفهم

ورغم قناعة الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي بأن الميل الذي أظهره الحوثيون للسلام ليس إلا مناورة لكسب الوقت وإعادة ترتيب الصفوف بعد هزائم متتالية خاصة على جبهة الساحل الجنوبي، انخرطت حكومة عبدربه منصور هادي في مفاوضات السلام التي رعتها الأمم المتحدة واستضافتها السويد.

وفي ظل هذا المشهد الذي يزداد تعقيدا على ضوء التصعيد الحوثي، فإن مسؤولية الانهيار المحتمل للهدنة في الحديدة وأي تفاهمات جرى الاتفاق عليها في مفاوضات السويد تقع على عاتق الانقلابيين.

وحاول الانقلابيون مرارا تسويق ادعاءات لتضليل الرأي العام العالمي زعموا فيها "انتهاك" قوات التحالف والقوات اليمنية للاتفاق الأخير حول الحديدة وهي ورايات دأبوا على ترويجها خلال جولات المفاوضات السابقة التي انتهت إلى طريق مسدود قبل أن تكسر الأمم المتحدة جمود الأزمة باتفاق السويد.

لكن حتى هذا الاتفاق الذي لقي ترحيبا دوليا واسعا على اعتباره خطوة مهمة على طريق إنهاء الصراع الدموي، انتهكه الحوثيون بهجمات صاروخية وبعمليات قنص وبحفر خنادق وإقامة حواجز إسمنتية في الحديدة.

ويبقى على الأمم المتحدة مسؤولية فضح الانتهاكات الحوثية وتسمية الأشياء بمسمياتها في تحديد الطرف المسؤول عن دفع الوضع في اليمن للمزيد من التدهور والتوتر.