تصعيد خطير في غزة ينذر بتقويض جهود التهدئة

فلسطينيون يطلقون نحو 80 صاروخا على جنوب إسرائيل ردّا على عملية إسرائيلية سرية نفذتها القوات الخاصة وقتل فيها أحد قادة حماس وستة نشطاء فلسطينيين آخرين إضافة إلى كولونيل بالجيش الإسرائيلي.

إطلاق عشرات الصواريخ من غزة وإسرائيل تشن ضربات جوية بعد عملية فاشلة
العنف يشتعل وسط مساع دولية للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس
دوي صفارات الإنذار يدوّي في جنوب إسرائيل
واشنطن تندد بقصف إسرائيل مبررة الغارات على غزة

غزة/القدس المحتلة - أطلق فلسطينيون في غزة عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل اليوم الاثنين فيما شنت إسرائيل ضربات جوية ردا على الهجوم، وذلك بعد يوم من عملية إسرائيلية تسببت في اندلاع قتال دام في القطاع.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن ثلاثة مسلحين فلسطينيين قتلوا في الضربات الجوية.

وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود قالت السلطات إن صاروخا موجها دمر حافلة مما أدى لإصابة جندي بجروح خطيرة كما أصاب القصف منزلين على الأقل.

وقد يقوض التصعيد جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للوساطة في وقف إطلاق نار طويل الأمد بين الحركة وإسرائيل وتخفيف الحصار الإسرائيلي الذي عمق المصاعب الاقتصادية في غزة.

وخاض الطرفان ثلاثة حروب في العقد الماضي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، إنه يأمل في التوصل لترتيب لتفادي اندلاع صراع آخر وتخفيف الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة المحاصر.

ونددت الولايات المتحدة بحركة حماس. وكانت مساعي واشنطن الرامية إلى تحقيق سلام أوسع نطاقا بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد تعثرت في عام 2014.

وقال المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات على تويتر "نقف مع إسرائيل في دفاعها عن نفسها ضد تلك الهجمات. هذا العنف يمنع أي مساعدة حقيقية لسكان غزة".

وفي جنوب إسرائيل ومضت صواريخ الاعتراض في السماء بينما دوت صفارات الإنذار خلال ما قال الجيش الإسرائيلي إنها هجمات أُطلق خلالها أكثر من 80 صاروخا من غزة.

وأفاد مسؤولون طبيون في إسرائيل بسقوط أكثر من عشرة مصابين على الأقل في الهجمات الصاروخية.

وكان الهدوء قد خيم على الحدود في وقت سابق بعد عملية سرية إسرائيلية سارت بشكل سيء في القطاع وأدت إلى اندلاع قتال أسفر عن مقتل أحد قادة حماس وستة نشطاء فلسطينيين آخرين إضافة إلى كولونيل بالجيش الإسرائيلي.

وقالت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحماس في بيان بعد تشييع جثامين القتلى الفلسطينيين "ردا على جريمة الأمس (الأحد)... الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعلن عن بدء قصف مواقع ومغتصبات العدو بعشرات الصواريخ".

وأطلق الفلسطينيون 17 صاروخا على جنوب إسرائيل في وقت متأخر من مساء الأحد ردا على عملية توغل عبر الحدود وغارات جوية قالت حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007، إن الهدف منها كان توفير غطاء لعودة سيارة استخدمتها القوات الإسرائيلية في العملية.

ولم ترد تقارير عن سقوط جرحى أو وقوع أضرار في إسرائيل، لكن الجيش قال إن لفتنانت كولونيل عرفه فقط بحرف "إم" قُتل في الغارة وإن ضابطا آخر أصيب بجروح.

النيران تلتهم حافلة اسرائيلية أصابتها صواريخ فلسطينية
النيران تلتهم حافلة اسرائيلية أصابتها صواريخ فلسطينية

وتندلع أعمال العنف من حين لآخر على الحدود منذ بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية يوم 30 مارس/آذار للمطالبة بحق العودة لأراض خسروها لدى قيام إسرائيل عام 1948 .

وقتلت النيران الإسرائيلية أكثر من 220 فلسطينيا منذ بدء الاحتجاجات التي شملت اختراقات للسياج الحدودي مع إسرائيل.

وقالت حماس إن مهاجمين في سيارة فتحوا النار على مجموعة من نشطائها وقتلوا نور بركة أحد قادتها المحليين.

وأعقبت ذلك عملية مطاردة للسيارة وقال شهود إن الطيران الإسرائيلي أطلق أكثر من 40 صاروخا على المنطقة أثناء المطاردة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن خمسة آخرين من نشطاء حماس إضافة إلى بركة وعضو في لجان المقاومة الشعبية قُتلوا.

وفي محاولة في ما يبدو لتهدئة التوترات قال كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل إنه لم يتم إرسال القوات الخاصة لاغتيال قيادات من حماس وهو الأسلوب الذي أدى إلى اتساع نطاق الصراع في السابق والذي تخلت إسرائيل عنه بدرجة كبيرة.

وقال المتحدث البريغادير جنرال رونين مانيليس لراديو الجيش الإسرائيلي إن المهام السرية تنفذ باستمرار في تصريحات تشير إلى أن القوات الإسرائيلية ربما كانت تجمع معلومات مخابراتية.