تصفية سليماني.. ما جنته إيران نتيجة دعمها لطالبان

بعد التحقق من أن النظام الإيراني قام بمكافأة حركة طالبان لتنفيذها هجمات على قواعد أميركية في أفغانستان، ردت واشنطن بتصفية سليماني.
واشنطن قتلت سليماني لمنعه من عرقلة محادثات السلام في أفغانستان

طهران - كشفت مصادر إيرانية نقلا عن تقارير إعلامية أميركية، أن إيران تلقت نتيجة لدعمها حركة طالبان، ضربة قاصمة من الولايات المتحدة بتصفية مهندس العمليات العسكرية الإيرانية وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.

وأفاد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' نقلا عن قناة 'سي ان ان' بناء على وثائق من وكالات الأمن الأميركية، أنه وبعد حوالي شهر من مهاجمة طالبان لقاعدة باغرام الجوية التابعة للقوات الأميركية في أفغانستان ومن تأكد الإدارة الأميركية من أن النظام الإيراني قام بتمويل العميلة التي أسفرت عن مقتل اثنين مدنيين وإصابة 70 آخرين بينهم اثنان من القوات الأميركية، نفذت واشنطن عملية نوعية استهدفت سليماني أثناء تواجده في بغداد، وذلك ردا على دعم إيران لطالبان.

ووفق ذات المصادر قررت الإدارة الأميركية تصفية سليماني لمنع إيران من عرقلة محادثات السلام التي جرت بين طالبان وواشنطن في قطر وأدت إلى توقيع اتفاق في فبراير/شباط الماضي.

وذكرت 'سي إن إن' أن إيران دفعت أموالا لـ'شبكة حقاني' للهجوم على قاعدة باغرام الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كمكافأة لمقاتلي طالبان على استهدافهم قواعد أميركية في أفغانستان.

وبحسب ذات المصادر أظهرت تقييمات وكالات الأمن الأميركية أن الأموال الإيرانية المدفوعة لـ'شبكة حقاني' وهي جماعة إرهابية يقودها ثاني أعلى زعيم في طالبان، جاءت كمكافأة على تنفيذ ما لا يقل عن 6 هجمات على أهداف أميركية وقوات التحالف الدولي في أفغانستان.

وتؤكد ذات التقارير أن استهداف إيران لقواعد أميركية عبر تحريك أذرعها في المنطقة ليس بالأمر الغريب على النظام الإيراني الذي يعتبر واشنطن العدو الأول.

وقال مسؤولون سابقون وحاليون بالإدارة الأميركية، إن "علاقة إيران بطالبان كانت إحدى القضايا التي لها دور في قرار الحكومة الأميركية تصفية سليماني"، وفق ما ذكرته 'سي ان ان'.

ودرست واشنطن منذ تنفيذ طالبان هجومها على قاعدة باغرام خيارات الرد على إيران الممولة للجماعات الإرهابية، وباشرت تحقيقا في علاقات طهران بـ'شبمة حقاني'.

إلى ذلك قررت واشنطن عدم الرد المباشر على 'شبكة حقاني' لتفادي عرقلة مباحثات السلام في أفغانستان، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ موقفا متشددا بحق إيران بإصداره أوامر لتصفية سليماني أحد أبرز الرموز العسكرية بالنظام الإيراني.

وأجج مقتل سليماني التوتر القائم منذ سنوات بين طهران وواشنطن، وردت إيران باستهداف قواعد أميركية بالعراق، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين بإصابات بليغة أحدث ارتجاجات في المخ.

وتفاقمت التوترات القائمة منذ أمد بعيد بين طهران وواشنطن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية خنقت النظام الإيراني وفاقمت عزلته.